شبيبة الساورة ومحمد زرواطي

قصة نجاح على طول الخط

قصة نجاح على طول الخط
  • القراءات: 1133
ع. اسماعيل ع. اسماعيل

لا يمكن الحديث في بشار عن فريق شبيبة الساورة دون ذكر اسم محمد زرواطي، لما كان لهذا الأخير من فضل في بروز هذا النادي على الساحة الوطنية الكروية في ظرف قصير جدا، إذ تعود نشأة النادي إلى سنة 2008 فقط، أي منذ ثماني سنوات، وهي فترة سجل فيها النادي البشاري إنجازات باهرة فاقت توقعات ليس فقط الوسط الرياضي المحلي بل حتى الوسط الكروي الجزائري الذي يتابع أطوار البطولات الوطنية لهذه اللعبة. 

ويقول محمد زرواطي عن الظروف التي نشأ فيها فريق شبيبة الساورة "فكرة بعث فريق لكرة القدم في بشار تبلورت في وجداني وجسدتها على أرض الواقع في لقاء مع زملاء في بشار أثناء تنظيم دورة داخل القاعة بعد أن تأكدت من وجود طاقات شبانية قادرة على رفع التحدي الرياضي الكروي في منطقتنا".

وقد ترأس محمد زرواطي شبيبة الساورة لعدة سنوات وقادها من قاعدة البطولة الوطنية إلى أن صعد بها إلى الرابطة الإحترافية الأولى التي التحق بها الفريق البشاري منذ أربعة مواسم، وهي الآن تلعب الأدوار الأولى فيها، ولا تزال الأوساط الرياضية البشارية إلى اليوم تثني على محمد زرواطي ودوره في بروز هذا النادي في ظرف زمني قصير حقق فيه نجاحا كبيرا، حيث أنهت شبيبة الساورة بطولة هذا الموسم في المركز الثاني وهي تستعد لتمثيل كرة القدم للجنوب في المنافسة الإفريقية لأول مرة في تاريخ هذا النادي. ويقول زرواطي في هذا الشأن "حصولنا على تأشيرة المشاركة في الرابطة الإفريقية أعتبره نتيجة منطقية بسبب المسيرة التصاعدية للفريق منذ أن التحق بالرابطة الاحترافية الأولى. لن نخوض هذه المنافسة من أجل المشاركة فقط، بل سنسعى إلى الذهاب بعيدا في أطوارها حتى نبرهن أن الكرة البشارية قادرة على التطور دائما إلى الأحسن، هذا حلم تحقق ولا بدّ أن نعيشه في وجداننا.

وعن انسحابه من رئاسة النادي وبقائه عضوا في مجلس إدارته، قال زرواطي "إن الانسحاب لا يشكل بالنسبة لي أي عائق ما دام أن إدارة النادي مستقرة وأعضاؤها يعملون بانسجام كبير، والدليل على ذلك أن الفريق لم يتأثر لما خلفني زميلي جبار في منصب الرئاسة، وسأفاجئك عندما أقول إنني أتمنى التنصل من مسؤولياتي في النادي والتحول إلى مناصر للفريق في المدرجات، لا سيما وأن كثيرا من المناصرين الحاليين من جيلي أعرفهم ويعرفونني، ولذلك تجدني قريبا جدا من مشجعي الفريق الذين يدركون جيدا تعلقي الكبير بهذا النادي".

ورغم الشعبية والشهرة الكبيرتين اللتين يحظى بهما بصفته أحد المؤسسين لشبيبة الساورة، إلاّ أن زرواطي يقر بأن تسيير فريق لكرة القدم على أعلى مستوى من البطولة الوطنية صعب عليه كثيرا، قائلا أنه يجد نفسه دائما مضطرا لرفع تحديات كبيرة من أجل كسب الاستقرار والنجاج لفريقه، مضيفا أن تسيير فريق لكرة القدم من حجم شبيبة الساورة أصعب من تسيير مؤسسة اقتصادية.

المفارقة الكبيرة في الشبيبة البشارية أن محمد زرواطي لا زال يقف بأمواله الخاصة إلى جانب الفريق الذي أنشأه بالرغم من أن نادي شبيبة الساورة تموله مؤسسة إينافور البترولية، ويقول زرواطي في هذا الشأن "بطبيعة الحال أي ناد يمكن أن يقع في أزمة مالية، وهذا يحدث لنا في كثير من المرات، وأضطر لتقديم المساعدات إلى النادي، لا سيما عندما يتعلق الأمر بدفع مرتبات اللاعبين وحتى الأموال الخاصة بتنقل الفريق خارج ميدانه، إذ أن شبيبة الساورة تعتبر أكثر الفرق تنقلا خارج ميدانها في الرابطة الأولى، حيث تتنقل خمس عشرة مرة في الموسم. كما أن أمنية مؤسس هذا النادي هي أن ينتقل فريقه من مطار بشار باتجاه الملاعب الإفريقية أين سيلعب منافسة الرابطة الإفريقية.