قسنطينة.. صنعت الحدث ثقافيا، صحيا وأمنيا

قسنطينة.. صنعت الحدث ثقافيا، صحيا وأمنيا
  • القراءات: 1543
ز. الزبير ز. الزبير

شهدت عاصمة الشرق سنة 2016، العديد من الأحداث التي طبعت المشهد اليومي القسنطيني وكانت حديث العام والخاص، كما كانت مادة دسمة لوسائل الإعلام، حين برزت شخصيات واختفت أخرى، وعرفت الولاية تغييرا على رأس جهازها التنفيذي برحيل الوالي السابق حسين واضح وتعويضه بوالي عين الدفلى كمال عباس، في حركة جزئية أجراها رئيس الجمهورية، كما تم تغيير كل رؤساء دوائرها، وعرفت الولاية خلال هذه السنة حفاظها على المركز الأوّل في مجال إنتاج القمح بنوعيه الصلب واللين.

عرفت قسنطينة العديد من المشاريع التنموية خلال سنة 2016، في الكثير من المجالات، حيث شهدت مشاريع قطاع الأشغال العمومية قفزة نوعية بتدشين العديد منها، على غرار الطريق المزدوج بين الخروب وعين أعبيد وكذا لواحق الجسر العملاق، ولعل أبرز المشاريع التي ينتظرها القسنطينيون؛ مشاريع السكن بعدما أعلن والي قسنطينة عن جاهزية 12 ألف سكن، لكن هذه السنة لم ترو عطش القسنطينيين في مجال التوزيع، في ظلّ انتظار أكثر من 8 آلاف مستفيد لقرارات الاستفادة من السكن الاجتماعي دون حصولهم بعد على سكناتهم.

قسنطينة ودعت عاصمة الثقافة العربية

في شأن آخر، ودّعت قسنطينة في الأشهر الأولى من السنة الفارطة، تظاهرة ثقافية كبيرة، تمثّلت في فعاليات عاصمة الثقافة العربية 2015 التي امتدت على مدار سنة كاملة، بعدما انطلقت في 15 أفريل من سنة 2015 ودشّنها الوزير الأول عبد المالك سلال، وأحيت المدينة أيامها من خلال العديد من النشاطات الثقافية والفنية واستقبلت عددا كبيرا من الوفود العربية التي أمتعت الحضور بصور ثقافية وفنية، لمت لحمة الوطن العربي الذي يعرف شتاتا كبيرا وانتقل المشعل من قسنطينة إلى صفاقس التونسية. 

وتودع عميد المالوف محمد الطاهر الفرقاني

لعل أبرز حدث شهدته أسرة الفن والثقافة في ولاية قسنطينة، بعد اختتام فعاليات عاصمة الثقافة العربية؛ رحيل عميد أغنية المالوف، الفنان محمد الطاهر الفرقاني الذي وافته المنية يوم الخميس 9 ديسمبر الماضي بأحد المستشفيات الفرنسية، عن عمر ناهز 88 سنة، حيث شيع المرحوم في جنازة رسمية مهيبة بحضور السلطات الرسمية وعلى رأسها الوزير الأول عبد المالك سلال ووزير الثقافة عز الدين ميهوبي ووالي قسنطينة السيد كمال عباس، ولم تفوت الأسرة الفنية الحدث لتوديع الشيخ والأستاذ بدار الثقافة «مالك حداد» قبل نقل جثمانه إلى مسجد «الأمير عبد القادر» للصلاة عليه، ثم المقبرة المركزية لدفنه. 

فتح محطة المسافرين الشرقية

في قطاع النقل، كان أبرز حدث عرفته الولاية، هو إعادة فتح محطة المسافرين الشرقية، بعد أكثر من سنة من الترميم في إطار مشاريع «قسنطينة عاصمة الثقافة العربية»، حيث عرف المشروع بعض التأخر، مما أثّر على المسافرين الذين يقصدون قسنطينة أو الخارجين منها، وجاءت إعادة فتح المحطة بالقرب من المركب الرياضي «الشهيد حملاوي»، لتيريح سكان الولاية وحتى القادمين إليها من مختلف الولايات، وقرّرت مديرية النقل بالتنسيق مع السلطات البلدية غلق محطة المسافرين الغربية ببوالصوف قصد ترميمها أيضا.

من جهة أخرى، عرف قطاع النقل بالولاية توقّف المصعد الهوائي لحوالي 8 أشهر بعد مدة طويلة، عندما خضع لمراجعة عامة وفق المعايير الدولية وتم الانتهاء من عملية مراقبة مجموع التجهيزات التي من ضمنها الأعمدة ومقصورات التحكّم عن بعد ودخل حيز الخدمة في نهاية شهر نوفمبر الفارط.

زعيبط أبرز حدث في قطاع الصحة

عرف قطاع الصحة في ولاية قسنطينة بعض الأحداث خلال سنة 2016، ومن بينها إعادة فتح عيادة التوليد وأمراض النساء بحي سيدي مبروك بعد عدة أشهر من الترميم وإعادة التجهيز، كما شهدت السنة أيضا إعادة فتح عيادة التوليد وأمراض النساء بالمركز الاستشفائي ابن باديس بعد جدل كبير وفضيحة شهدتها المصلحة بسبب غياب النظافة وظروف إقامة النزيلات.

ولعل أبرز حدث في قطاع الصحة تناولته جريدة «المساء» في وقته؛ قضية «زعيبط» الذي أحدث جدلا كبيرا داخل المجتمع القسنطيني بين مؤيد ومعارض وحتى على المستوى الوطني، بعدما ادّعى أنه اخترع دواء لمرض السكري قبل أن يتحوّل هذا الدواء إلى مكمّل غذائي، ليسحب تماما من الصيدليات بقرار من وزارة الصحة بسبب عدم مراعاته شروط أمن المستهلك. 

تألق السباح أسامة سحنون والطفل محمد عبد الله جلول

طغى تتويج ابن قسنطينة السباح أسامة سحنون بالذهب في البطولة الإفريقية المقامة بجنوب إفريقيا في شهر أكتوبر الفارط، حيث نال ميداليتين ذهبيتين في اختصاص سباق 100 متر و50 مترا، وحظي ابن حي التوت، باستقبال شعبي كبير بمطار «محمد بوضياف» الدولي، كما توّج الطفل القسنطيني، محمد عبد الله جلول، بجائزة الإمارات العربية المتحدة لتحدي القراءة العربي التي ينظمها الشيخ محمد بن راشد، حيث احتل صاحب السبع سنوات المركز الأول من بين حوالي 3 ملايين و600 ألف طفل شاركوا في هذه المسابقة ومن مختلف أنحاء الوطن العربي.

اغتيال الشرطي بوكعبار وأم تذبح فلذتي كبدها

عادت أيادي الغدر لتضرب ولاية قسنطينة من جديد في سنة 2016 بعد سنوات من الأمن والسكينة، وكان الضحية حافظ الشرطة المرحوم عمار بوكعبار الذي كان ضحية عملية إرهابية بحي الزيادية ليلة الجمعة 28 أكتوبر، في حادثة اهتز لها الشارع القسنطيني الذي ندّد واستنكر مثل هذه العمليات الجبانة. كما اهتزّ القسنطينيون على فاجعة أخرى خلال السنة الجارية وبالتحديد عشية يوم الأربعاء 21 سبتمبر الفارط، وهي إقدام سيدة في العقد الرابع على ذبح فلذتي كبدها، ويتعلّق الأمر بطفل يبلغ من العمر 8 أشهر وطفلة تبلغ من العمر 4 سنوات قبل أن تغادر الحياة بعد بضعة أيام داخل مصحة نفسية تاركة علامات استفهام في الشارع القسنطيني، حول أسباب هذا التصرّف، وهي نفس علامات الاستفهام التي رفعها سكان قسنطينة بشأن الشاب المدعو «النمس» الذي أحرق فتاة بالخروب خلال فصل الصيف قبل أن يتم القبض عليه في أواخر ديسمبر.