شواطئ العاصمة الممنوعة..

قبلـة المغامـرين

قبلـة المغامـرين
  • القراءات: 731
 رشيد كعبوب رشيد كعبوب

لاحظت "المساء"، في زيارتها للشواطئ الصخرية من بلدية القصبة بوسط العاصمة، شاطئقاع السورالمسموح للسباحة يعجّ بالمصطافين، فهو مكان محروس يتوفّر على تغطية أمنية، ويقع على مرمى حجر من مقر قيادة القوات البحرية والمديرية العامة للأمن الوطني، تقصده العائلات العاصمية وزوّارها للاستجمام، وتفضّله لكونه قريبا من أسواق ساحة الشهداء ومحطة المترو.

وبالقرب من هذا الشاطئ المحروس ،يوجد شاطئ صخري يمتد إلى غاية شاطئكيتانيببلدية باب الوادي، يؤمّه العديد من الشبان والأطفال، فيعتلون صخورا صماء يقفزون من قممها في مياه غير عميقة في قاعها صخور أخرى أكثر خطورة، ورأينا في زيارتنا مشاهد لأطفال لا يلقون بالا لما يحيط بهم من مخاطر، فيرمون بأجسادهم في أحضان مياه تخفي تحتها صخور حادة تتسبّب في جرحهم، حسب ما أكّده أحد المصطافين الكهول، الذي وجدنا بعين المكان.

وقال المصطاف الكهل لـ"المساء"، إنّه لا يمانع في السباحة بهذه الأماكن، لأنّه ألفها منذ صغره، ويجد متعة في السباحة بأماكن هادئة تتّسم بالخلوة وبعيدة عن صخب المصطافين وأصوات الأطفال الذين يملؤون الشواطئ المحروسة، لكنه يستطرد بالقول أنّ الشواطئ الصخرية خطر داهم على الأشخاص الذين لا يحسنون السباحة في المياه العميقة، مشيرا إلى أنّه شهد حالات غرق في مثل هذه الشواطئ.

سرنا على متن سيارة المؤسّسة من شاطئ "قاع السور" نحو شاطئ باب الوادي عبر ممر ترابي على طول شاطئ صخري تتخلّله شواطئ مستحدثة تملؤها كتل خرسانية كاسرة للأمواج، أنجزت في إطار تهيئة خليج العاصمة، لم يخل هذا الشاطئ من روّاده، بعضهم من هواة صيد الأسماك، يرمون صناراتهم في المياه المالحة لعلّهم يظفرون بصيد وفير، وآخرون يرمون بأجسادهم وسط مياه غير محروسة بعيدا عن أعين أعوان الحماية المدنية.   

ورغم خطورة هذه الشواطئ على روّادها، إلاّ أنّها تعرف إقبالا محسوسا من طرف المصطافين لاسيما فئة الشباب، الذين يستهويهم استعراض مهارات القفز من قمم الصخور وسط  أمواج متلاطمة ومياه قد تخفي صخورا خطيرة بالقاع، ويبرّر أحد الشبان، الذي وجدناه رفقة أصدقائه بشاطئ "قاع السور" الصخري عشقه لهذا المكان، بكونه نظيفا على عكس الشواطئ المسموحة التي تشهد إقبالا كبيرا، وتقل بها النظافة، وتتلوّث مياهها، فضلا على الهدوء الذي يخيّم بالشواطئ الصخرية، كما قال.

ولاحظتالمساءالإقبال نفسه وبدرجات متفاوتة على الشواطئ الصخرية بغرب العاصمة، كشاطئ "الجملان"، "الطاحونتان"، "لاكريك"، وغيرها من الشواطئ غير المسموحة التي تخضع لإعادة الهيكلة، حيث يقصدها هواة صيد الأسماك والمغامرون الذين تستهويهم السباحة بهذه الأماكن الخطيرة غير مأمونة العواقب، التي أودت بحياة 7 أشخاص، منذ بداية موسم الاصطياف، حسب المكلف بالإعلام بمديرية الحماية المدنية النقيب زهير بن أمزال.