حمام قرقور بسطيف

قبلة للسياحة والعلاج

قبلة للسياحة والعلاج
  • القراءات: 2955
 منصور حليتيم منصور حليتيم

يعد المركب المعدني حمام قرقور بسطيف، من أكبر المركبات السياحية على المستويين الوطني والإفريقي لما يتميز به من خصوصيات جعلته يحتل صدارة المركبات الحموية ويكفي أن الطبيعة وحدها وهبت لهذا الصرح جميع المميزات ليكون منطقة سياحية بامتياز، فضلا عن مياهه المصنفة ثالثا عالميا من ناحية الفائدة الطبية، ما جعلته يكون الوجهة المفضلة للزوار، باستقطابه قرابة المليون زائر سنويا، يأتونه من الجهات الأربع للوطن.

وفد احتفل عمال المركب الحموي، حمام قرقور منذ شهر بالذكرى الثلاثين لتدشين هذا المركب المعدني الذي دخل حيز الاستغلال بتاريخ 20 جوان من عام 1987 (ثلاثون سنة)، شهد فيها هذا الصرح السياحي الذي يخضع في تسييره لمؤسسة التسيير السياحي بالشرق، العديد من التطورات منها الإيجابية ومنها ما دون ذلك، الأسوأ فيها العشرية السوداء التي شهد فيها المركب تراجعا من جميع الجوانب، انعكس سلبا على خدماته 

 وكانت سببا في عزوف الزوار وهي الحالة التي استمرت إلى غاية ما بعد سنوات الجمر، ولم يستعد هذا الصرح السياحي مكانته وبريقه إلا خلال الخمس السنوات الأخيرة بعد قرار من الحكومة إعطاء أهمية للمناطق السياحية.

وفي هذا السياق، أوضح إسماعيل سحنون، مدير المركب، أن الدولة لم تقصر في أي جهد في إعادة المركب إلى مكانته وإعادة بريقه الذي طالما ميّزه عن باقي الحمامات والمركبات الحموية، بعصرنته وفق الشروط والمقاييس المعمول بها في كبريات المركبات السياحية، وتحسين نوعية الخدمات لاسيما الطبية منها بتحديث الأجهزة، وتقوية الطاقم الطبي العامل به كون أكبر نسبة من زواره من كبار السن والذين يعانون من الأمراض الجلدية، ناهيك عن حسن الاستقبال الذي يبقى الشرط الأول لضمان راحة الضيوف، هذه العوامل وأخرى قال عنها السيد سحنون أعطت ثمارها وساهمت بشكل كبير في تغيير وجه المركب الذي يستقبل حاليا أزيد من 300 زائر يوميا والرقم مرشح للارتفاع. وإلى جانب تحسين نوعية الخدمات، بانتهاج سياسة تكوين العمال وعصرنة تجهيزاته، وضعت إدارة المركب برنامجا يقضي بإعادة تهيئته وتوسعة مساحاته ومختلف هياكله، من خلال دراسات تقنية تم عرضها والمصادقة عليها من قبل  إدارة مؤسسة التسيير السياحي بالشرق، المشروع يحتوي في خطوة أولى على بناء حمام جديد تقليدي بطراز وهندسة عربية أصيلة، وإعادة تهيئة الحمامات وغرف الفندق بشكل جزئي حفاظا على سيرورة الخدمات مع تجهيزه بأحدث الوسائل الطبية، بالإضافة إلى وجود مشروع مستقبلي خاص ببناء فندق جديد يتماشى والمقاييس المعمول بها دوليا يضم أربعين غرفة وملعب لكرة القدم لاستقبال الأندية الرياضية، كل هذه المرافق تضاف إلى جملة المرافق التي يحتوي عليها المركب، المتمثلة في فندقين بـ 96 غرفة و38 بنغالو و4 فيلات، ومطعمين ومسبح، إلى جانب قاعة للمحاضرات وأخرى للسينما.

يبقى أن نشير أن مياه المركب السياحي الحموي، حمام قرقور، تحتل المرتبة الأولى عربياً وإفريقيا نظراً لدرجة حرارته المساعدة جداً والتي تقدر بـ 45 درجة مئوية والمرتبة الثالثة عالمياً حسب تقارير عالمية، مصدرها منبع عين شوف، بحمام قرقور وهي الثالثة للينابيع الحارة ذات النشاط الإشعاعي بعد مياه ‘’برماخ’’ في ألمانيا، ومياه ‘’جاشيموف’’ في جمهورية التشيك حاليا، تساعد مياهه على الشفاء من العديد من الأمراض منها الروماتيزم، الأمراض الجلدية، أمراض العيون وبعض أمراض النساء.