رئيسة الفيدرالية الجزائرية للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة عتيقة معمري:
قانون فيفري 2025 مكسب مهم لفئة المعاقين
- 72
رشيدة بلال
❊ المطالبة بإعادة النظر في منحة المعاق
❊ رقمنة ملفات ذوي الاحتياجات الخاصة تقلّل متاعب التنقل
❊ دعوة لإنشاء منصة خاصة بالمعاق
دعت رئيسة الفيدرالية الجزائرية لذوي الاحتياجات الخاصة عتيقة معمري، في حديثها مع “المساء” ، إلى مراجعة منحة المعاق، التي قالت إنها لم تعد تستجيب لاحتياجات ذوي الإعاقة في ظل موجة الغلاء، مضيفة أنّ شروط الاستفادة منها مستعصية؛ إذ يُشترط أن يكون المستفيد من غير أيّ دخل حتى يحوز عليها، وبالتالي، حسبها، فإن “رفع المنحة أصبح ضرورة لتغطية النفقات الأساسية لهذه الفئة التي لا تمارس أي نشاط؛ بسبب صعوبة العمل”.
أشارت المتحدثة إلى مشاركتها في القمة الدولية حول الإعاقة ببرلين شهر أفريل 2025، حيث استمعت للالتزامات الجزائرية التي تحدّث عنها كل من وزير المجاهدين ووزير الصحة، والتي ركزت على خلق مناصب عمل لذوي الإعاقة، ورسم سياسة لدمجهم، وكذا دور المجلس الوطني الاستشاري في الدفاع عن حقوق هذه الفئة.
ودعت المتحدثة إلى مواكبة فئة المعاقين للتطور التكنولوجي من خلال رقمنة الملفات، مشيرة إلى أن ملفات هذه الفئة مازالت ورقية، ومعقدة، ومعتبرة أن استعمال التكنولوجيا من شأنه تقليل متاعب التنقل إلى مسافات طويلة لدفع ملفاتهم، أو معالجة العالقة منها، مضيفة أن رقمنة القطاع لا تعني فقط الجانب الإحصائي لذوي الاحتياجات الخاصة، بل تسهيل حياة المعاق، والتقليل من مشقة تنقّله، مقترحة إنشاء منصة خاصة بهم على غرار تلك التي خصت بها وزارة التضامن الوطني، المرأة المعنّفة، على أن تكون منصة يعوَّل عليها لمعالجة مشاكل المعاقين في الميدان.
وأشارت معمري إلى أن قانون المعاق الصادر في 20 فيفري 2025، تضمّن حقوقًا مهمة. وعالج كل ما يخص هذه الفئة بصورة قانونية، إلا أن تطبيقها على أرض الواقع لايزال بطيئا. والدليل استمرار شكاوى بعض الأولياء، الذين ترفض بعض المؤسسات التعليمية العادية أو المدمجة، تسجيل أبنائهم، إلى جانب غياب برامج مكيّفة.
مكاسب تحققت وأخرى في الأفق
ذوُو الاحتياجات الخاصة بين تحدي الواقع وطموح الإدماج
يمثل الاحتفال باليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة المصادف لـ3 ديسمبر من كل سنة، محطة هامة، تذكّر فيها هذه الفئة الجهات المعنية بمطالبها العالقة، والبحث عن حلول لها، إلى جانب الاهتمام أكثر بترقية الحياة الصحية والتعليمية والمهنية لهذه الفئة. "المساء" سلطت الضوء على الجانب المشرق في حياة ذوي الإعاقة، وعلى الجانب الشاق الذي يظلّ رهين تحقيق مطالب ليست مستحيلة بقدر ما هي ضرورية؛ لضمان حياة هادئة وكريمة، يلخّصها الجميع في الرفع من قيمة المنحة.
ونشرت “المساء” على صفحاتها الكثير من المقالات التي تروي قصص نجاح الكثيرين من ذوي الإعاقة؛ شباب وشابات وأطفال وبالغين ممن أثبتوا رغم ضعف الإمكانيات والمعدات، قدرتهم الكبيرة على رفع التحدي، وإثبات الوجود، والاندماج في المجتمع. هي قصص متباينة في عدة مجالات، منها الرياضي كالطفل رحال المصاب بالتوحد، الذي برز في مجال السباحة، وأثبت أنه يمكن أطفالَ التوحد الاحترافُ في السباحة.
والكاتبة إكرام خلاصي المعاقة حركياً، التي أكدت أنه لا وجود للمستحيل في كنف الإرادة القوية والإيمان بالذات، إضافة إلى الشابة هدى قسول المصابة بإعاقة ذهنية وحركية، التي ولجت عالم الحرف التقليدية، وأبدعت في صناعة الأكسسوارات والحلي المختلفة. وشاركت في معارض. وأصبح لها صفحة خاصة، تروّج من خلالها إبداعاتها على الصعيدين المحلي والوطني وحتى الدولي... وغيرهم كثيرون شرّفوا الجزائر في مختلف المنافسات الرياضية، والمسابقات العلمية والابتكارية، لا يتسع المجال لذكرهم جميعًا.
غير أن ما ينبغي التأكيد عليه هو أنّ هذه النجاحات لم تكن لتحصل لولا الدعم القوي من عائلاتهم، التي آمنت بضرورة الاستثمار في أبنائها حتى لا يتحولوا إلى عبء على المجتمع لايزال يُنظر إليهم بنظرة الفئة العاجزة المسكينة. أما التحديات التي لاتزال تواجه هذه الفئة، فقد ارتأت رئيسة الفيدرالية الوطنية للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، التحدث باسمهم في يومهم العالمي؛ أملاً في أن تجد آذانًا صاغية.