ملهاق يحذر من تداعيات التراخي خلال الحملة الانتخابية

غياب البروتوكول الصحي يؤشر لموجة رابعة

غياب البروتوكول الصحي يؤشر لموجة رابعة
  • القراءات: 641
رشيدة بلال رشيدة بلال

شرع المختصون في علم الفيروسات والأمراض المعدية، في التحذير من حالة التراخي التي يعيشها المواطن، تزامنا ودخول الجزائر في موجة رابعة، حسب ما تشير إليه الحالة الوبائية بالمستشفيات، التي عادت لتسجل ارتفاعا في عدد الحالات الوافدة، الأمر الذي يتطلب العودة إلى تطبيق البروتوكول الصحي، خاصة ما تعلق منه بوضع الكمامة وتفادي التجمعات. وفي السياق، لم يخف بعض المختصين، على غرار الباحث في علم الفيروسات والبيولوجي السابق في مخابر التحاليل الطبية محمد ملهاق، تخوفه من إمكانية تفاقم الحالة الوبائية، خاصة أن الجزائر مقبلة على الانتخابات المحلية التي تتطلب، حسبه، التعامل معها بصرامة، لتفادي ما حدث في الانتخابات السابقة التي  شهدت عودة قوية للوباء في الموجة الثالثة.

أكد المختص في علم الفيروسات، ملهاق، في تصريحه لـ”المساء”، أن الوضع الذي تعيشه الجزائر جراء العودة إلى الحياة العادية، بعدما تم رفع قرار الحجر الصحي، نتيجة تسجيل حالة من الاستقرار في الوضعية الوبائية، دفع بالكثيرين إلى التخلي على البروتوكول الصحي نتيجة الشعور بالاطمئنان، وهو حسبه، “ما وقف عليه من خلال معاينته الميدانية لبعض الأماكن التي يرتادها الناس، كحافلات النقل والأسواق والمحلات التجارية، حيث لم يعد هناك أي التزام بوضع الكمامة أو التباعد الاجتماعي، مما يعطي الانطباع بأن الوباء لم يعد موجودا، الأمر الذي يترتب عليه ضرورة العودة إلى تحذير المواطنين من الموجة الرابعة للمتحور الخطير “دالتا”، والذي انتشر في عدد من الدول الأوربية والعربية، حسب ما تشير إليه المؤشرات العالمية، التي تفيد بعودة الوباء بقوة إلى كل من ألمانيا، روسيا، مصر والمكسيك وكوريا الجنوبية.

في السياق، أشار الباحث ملهاق، إلى أن ما يدعوه إلى التعبير عن مخاوفه من عودة الوباء بعد انتخابات 27 نوفمبر الجاري، هو الضعف المسجل على مستوى مراكز التلقيح، وحسبه، فإنه على الرغم من أن الجزائر سجلت فائضا من حيث الإمكانيات التي تم حشدها، لتمكين الجميع من التلقيح وبلوغ المناعة الجماعية، إلا أن وتيرة الإقبال على التلقيح جد ضعيفة، بحيث لم تتجاوز، حسب الإحصائيات الرسمية المعلن عنها، الـ24 بالمائة، يوضح: “ما يتطلب ونحن نعيش المرحلة الانتخابية، العودة إلى فرض بروتوكول صحي صارم، للحد من تفاقم الوضعية”، لافتا بالمناسبة، إلى أن المرشحين للانتخابات جلهم، إن لم نقل كلهم لم يراعوا التدابر الوقاية، عند قيامهم بحملتهم الانتخابية التي كانت تنشط في المقاهي والأسواق والساحات العمومية، وحتى في البيوت والأحياء، في إطار ما يسمى بالعمل الجواري، وذهب البعض إلى تنظيم الولائم، حيث ساعد ذلك على تجمع المواطنين في غياب البروتوكول الصحي، من كمامة وتباعد وضعف في التلقيح يمكن أن نتصور سرعة انتقال الوباء”، يؤكد: “وبحكم التجربة الميدانية، فإن الحملة الانتخابية لم تراع فيها التدابير الوقائية، بحيث يمكن مراقبتها في القاعات التي كانت مطبقة إلى حد ما، وخارج القاعات، لا يمكن فرض احترام التدابير الوقائية، مما يعني أن المؤشرات تنبئ بعودة الوباء بعد الانتخابات، بسبب حالة التراخي وصعوبة فرض البروتوكول وضعف التلقيح لدى عامة الناس”.

من جهة أخرى، يراهن الخبير في علم الفيروسات، على مدى وعي المواطنين بأهمية التلقيح الذي يعتبر، حسبه، السبيل الوحيد لكسر سلسلة انتقال العدوى، وعلى المختصين تكثيف الحملات التحسيسية  لتبديد مخاوف المواطنين وتشجيعهم على التلقيح.