المجاهد لخشين رابح:

عُذبت أشد العذاب لكشف مسؤولي هجومات20 أوت بالقل

عُذبت أشد العذاب لكشف مسؤولي هجومات20 أوت بالقل
  • القراءات: 1015
بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

يعتبر المجاهد لخشين رابح واحدا من أولئك الأبطال الذين واجهوا وحشية المستعمر بكل قوة وبسالة، فابتلاه الله تعالى حسن البلاء، وهو الصبر، لأنه كما قال؛ كان يؤمن إيمانا راسخا بأن حرية الجزائر تتطلب الصبر أو الاستشهاد. وعن معاناته في سجن "الطبانة" الذي أقامه المستعمر في نواحي القل، وخصصه لتعذيب الثوار والوطنيين، قال عمي رابح؛ لقد سجنت بسبب مشاركتي في أحداث 20 أوت 55، مضيفا أنه مكث فيه 8 أشهر كاملة، ليطلق بعدها سراحه ويوضع تحت الإقامة الجبرية. وعن ذكرياته في هذا السجن، أضاف قائلا بأن المستعمر كان يمنح لكل 6 سجناء ربع كيلوغرام من الخبز دون ماء، مستطردا؛ لقد مكثت داخل الزنزانة مدة 7 أيام ولم أتذوق طعم الأكل. وعن التعذيب الذي تعرض له، أشار بقوله؛ "لقد تعرضت إلى تعذيب مهين لا يطاق، حيث وضعوني في دلو مملوء بالماء، سعته 200 لتر.

كما استعملوا معي التيار الكهربائي وقاموا حتى بتعليقي في الحبال، ليأخذوا مني معلومات عن مجاهدي المنطقة باعتباري كنت مسؤولا عن جمع اشتراكات السكان للمجاهدين بمنطقة علي الشارف، في المصيف القلي، لكن رغم كل ذلك لم أدل ولو بكلمة عن مهندسي هجومات العشرين أوت 55 بالمنطقة، ونظرا لمقاومتي الشديدة، غيَّروا من طرق التعذيب، فقاموا بتكبيلي، ثم فتحوا حنفية في فمي وأغرقوني بالماء إلى حد الاختناق، لكن رغم ذلك حافظت على أسرار الثورة، وبعد أن يئسوا،  وضعوني في الزنزانة بدون أكل ولا شرب، وبعد 08 أشهر قضيتها في شبه عزلة تامة، تم إطلاق سراحي بعدما طلبوا مني الانخراط في الجيش الفرنسي، فرفضت، لتفرض علي الرقابة اللصيقة من خلال إعطاء تعليمات وتوجيهات للحركى برصد كل تحركاتي. لقد ساهمت منذ خروجي من السجن بهدم الجسور، ومنها جسرا "الزلايقة" بتمالوس "واقنة" في بني زيد لمنع تحركات الجيش الفرنسي باستعمال المتفجرات وغيرها.