المستشفى الجامعي “فرانس فانون” بالبليدة

عودة تدريجية للخدمات الصحية

عودة تدريجية للخدمات الصحية
  • القراءات: 874
ـ رشيدة بلال ـ رشيدة بلال

تسجل  بعض المؤسسات الاستشفائية الكبرى بولاية البليدة عودة تدريجية إلى نشاطها الطبيعي، بعد تسجيل تراجع ملحوظ في عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد من جهة، وبالنظر إلى الخبرة الميدانية التي اكتسبها الطاقم الطبي في مجال التكفل بالحالات المصابة من حيث الرعاية الصحية، وهو ما وقفت عليه المساء عقب زيارتها لواحد من أكبر مستشفيات البليدة، المستشفى الجامعي فرانس فانون .

سجّلت مختلف المصالح الاستشفائية بالمستشفى الجامعي فرانس فانون، إقبالا للمرضى سعيا وراء العلاج، بعد تعطّل مواعيدهم بسبب تداعيات الجائحة، حيث التزم الوافدون حسب ما  وقفت عليه المساء بالتدابير الوقائية بدءا بوضع الكمامة واحترام مسافة التباعد الاجتماعي في قاعات الانتظار التي بدت نوعا ما مزدحمة، وهو ما يعكس تواجد أعداد كبيرة من المرضى  أمام أبواب  مختلف مراكز العلاج  على غرار مصلحة  الأعصاب ومصلحة الطب الداخلي  وأمراض القلب .

وفي دردشة المساء مع بعض المرضى الذي قدموا من داخل الولاية والولايات المجاورة لها، كالمدية، الشلف، الجلفة والأغواط، وكذا تيبازة وعين الدفلى أكّدوا أنّ الخدمات الصحية تسير بشكل عادي والاضطراب الذي حصل تسبّب فيه الوباء الذي جعل كلّ المواعيد تتأخّر، الأمر الذي أثّر على علاجهم، خاصة ما تعلق منه بالخضوع لعمليات جراحية، لا زال بعضها متوقفا، وحسب المتحدّثين فرغم بعد بعض المواعيد إلاّ أنّ المهم بالنسبة لهم، هو عودة مختلف التخصصات للعمل، بعد تسجيل تراجع في الحالات المسجّلة لفيروس كورونا، الأمر الذي  نتج عنه إعادة فتح باقي المصالح بصورة تدريجية، بينما أكّد آخرون أنّ الأطقم الطبية تقوم بعملها وعاد المستشفى للعمل  كسابق عهده، مؤكّدين أنّه يجري التكفّل بالحالات التي تم تأجيلها بفعل الوبا، والمهم في هذا الوقت هو الاستئناف التدريجي لمختلف التخصّصات على مستوى المؤسسة الاستشفائية بعدما كانت خاوية بفعل الخوف من عيادتها خلال الأشهر الأولى التي تفشى فيها الوباء بالولاية .

وحسب بعض العاملين بالمؤسسة الاستشفائية، فإنّ التراجع المسجّل في الوضعية الوبائية انعكس إيجابا على التداوي بالمستشفى، حيث عادت أغلب المصالح للعمل واستقبال المرضى الوافدين عليها من مختلف ولايات الوطن، وهناك بمستشفى فرانس فانون أربع مصالح فقط تتكفّل بالمصابين بفيروس كورونا، حيث يتواجد بكلّ مصلحة عدد قليل من المرضى، الأمر الذي يبعث على الارتياح، مشيرين إلى أنّ كلّ الخدمات الصحية تقدّم على أكمل وجه، وفق ما يتطلبه البروتوكول الصحي فيما يخص الفحوصات وتقديم مواعيد العلاج،  في انتظار عودة كل المصالح للعمل خاصة ما تعلق منها بالجراحة.

رشيدة بلال

==========

الدكتور عبد الرحمان نمارتكفل جيد بمرضى كوفيد وأولوية علاج الحالات المستعجلة

أوضح مدير النشاطات الطبية وشبه الطبية بالمستشفى الجامعي نذير محمد، الدكتور نمار عبد الرحمان، لـ المساء أنّ عملية التكفّل بالمصابين بفيروس كورونا جيّدة، حيث جنّدت كل الإمكانيات، مضيفا أنّ هناك أولويات في عملية التكفّل ببعض الحالات المرضية المستعجلة.

وقال الدكتور إنّ المستشفى سجّل في الأيام الأخيرة تراجعا في عدد مرضى كورونا إلى درجة تقرّر خلالها غلق بعض مصالح كوفيد، مشيرا إلى أنّه خلال الموجة الأولى من انتشار الوباء تمّ فتح أجنحة بمصالح الغدد الصماء والأمراض المعدية والرئة والطب الداخلي،  في حين تمّ خلال الموجة الثانية رفع عدد الأسرة بمصالح الرضوض وعلم الأعصاب والأمراض القلبية، التي استرعت وظيفتها الأساسية  بعد استقرار الوضعية الوبائية.

وتطرق الدكتور لإمكانيات الحماية، حيث قال إنّ الطاقم الطبي بصفة عامة مزوّد بإمكانيات الحماية، مشيرا إلى أنّه عند غلق جناح مخصّص لـكوفيد بأيّ مصلحة، يتم تعقيمه كمرحلة أولى ثم يتكفل فريق بالتنظيف لضمان استغلاله دون خطر على صحة المرضى والأطباء، مؤكدا على أنّ هناك أولويات في عملية التكفّل ببعض الحالات المرضية المستعجلة مثلا المصابين بالسرطان.

س. ز

==========

نائب مدير الموارد البشرية بمستشفى عزازقة: الوقاية واليقظة ضروريان لمنع عودة الفيروس

أكد محمد قرج نائب مدير الموارد البشرية بمستشفى عزازقة ، أنّ الوقاية واليقظة جد هامين لمنع انتشار الفيروس مجددا، موضّحا أنّ الوضعية الصحية الحالية مستقرة، غير أنّ الحذر مطلوب خاصة في فترة البرد، مجددا النداء  للمواطنين للوقاية وتوخي الحذر ورفع درجة اليقظة.

وأعقبت كريمة ساحمي نائب مديرة المصالح الصحية بنفس المستشفى أنّه لا يتم غلق مصالح كوفيد وإنّما يتم تجميعها باستغلال جزء وتحرير آخر لمتابعة مرضى التخصّصات الأخرى من جهة، ومن جهة أيضا منح الطاقم الطبي الراحة، مشيرة إلى أنّ كلّ الإمكانيات متوفّرة منها الحماية الفردية للطبيب والمريض وكذلك  الأكسيجين متوفّر بالمستشفى حيث أنّه مدعّم بصهريج 300 لتر وكذا المواد الصيدلانية.  وذكر مفتش مديرية الصحة الدكتور أعمر نسير أثناء تفقد ومتابعة تسيير مستشفى عزازقة  في حديثه مع المساء، أنّهه يعدّ بشكل مستمر تقارير بخصوص الإمكانيات المجنّدة ماديا وبشريا، مع تقييم الاحتياجات ورفع النقائص إن وجدت بغية تلبيتها، مضيفا أنّه مع بداية انتشار الوباء لم يتم إدراج أطباء الإنعاش والجراحيين ضمن مخطط التكفل بالمرضى، لكن اليوم كل الطاقم الطبي مجند لنفس المهمة خدمة للمريض، مؤكدا أنّه بصدد التحضير لاجتماع يضمّ مختلف الفاعلين بالمستشفى لدراسة الوضعية الوبائية والاستعداد لأيّ احتمال بتقييم الإمكانيات والنقائص.

==========

نوري بوسعد مدير مستشفى ازفونفتح وحدة إنعاش ولا وجود لمشكلة معالجة النفايات الطبية

كشف مدير مستشفى أزفون نوري بوسعد عن فتح الإنعاش بسعة 5 أسرة، حيث تقرّر تدعيم المؤسّسة الصحية بهذه المنشاة التي تفتقر لها مع تزويدها بالعتاد والتجهيزات الضرورية، إلى جانب توفير  إمكانيات الحماية وتجنيد الطاقم الطبي لخدمة المرضى، مؤكّدا عقد اتفاقية مع ممول خاص يستوفي دفتر الشروط  يتكفل بنقل النفايات الطبية يوميا نحو مركز معالجتها.

وقال المتحدث إنّ المستشفى وفّر في البداية 8 أسرة ليتم رفعها وفقا لمستجدات الوضعية الوبائية إلى 40 سريرا موزّعا على 3 مصالح، بينما مرضى التخصّصات الأخرى والاستشفاء يبقون بمصلحة الاستعجالات، وعند تحديد الحالة الصحية يتم متابعتهم بالمنازل، مضيفا أنّه تقرّر تأجيل أغلبية العمليات الجراحية لموعد آخر عدا الحالات المستعجلة، في حين يقدّم للمرضى الأدوية اللازمة لكلّ حالة في انتظار برمجة عمليته. وأعقب الدكتور أحمد حجال منسّق النشاطات شبه الطبية بمستشفى ازفون، في سياق متصل، بخصوص فرز  النفايات الطبية المعدية داسري التي أدرجت ضمنها نفايات مصالح كوفيد، أنّه يتم جمع وتحويل النفايات تطبيقا لإجراءات الوقاية، موضّحا أنّه بالتنسيق بين المستشفى وعيادة ازفون يتم تحويل مرضى كوفيد على متن سيارة إسعاف وفقا لمسار محدد من نقطة البداية إلى نقطة الوصول، ليتم مباشرة تعقيم وتنظيف المسار وسيارة الإسعاف لاستعمالها دون مخاطر، مضيفا انه بالنسبة لشبه الطبي فهناك 3 وحدات تضم كل وحدة 16 ممرضا مجنّدا وفقا لجدول يضمن استمرار خدمة مرضى كوفيد  على مدار 24 ساعة.

==========

الدكتور أعمر ملاحالتنظيم ضروري لمنع انتشار الوباء

ذكر دكتور أعمر ملاح مدير المؤسسة الصحية الجوارية لأزفون، أنّ عمل المؤسّسة هو الوقاية، موضّحا أنّ المواطنين الذين يقصدون المؤسّسة للقيام بفحوصات عند اشتباه إصابتهم يحوّلون إلى المستشفى حيث يخضعون للتحاليل ويتم التعامل معهم بناء على النتائج. وقال إنّه مع بداية الوباء كان هناك صعوبات ونقائص في الإمكانيات وبفضل المتبرّعين والمحسنين الذين دعموا المؤسّسات إلى جانب جهود الوزارة الوصية تمّ تلبية الطب، مضيفا أنّ كلّ الاحتياجات متوفرة، وأضاف أنّه بعد تسجيل ضغط بمستشفى أزفون، قرّر الأطباء خلق مصلحة كوفيد خارج المستشفى، بدار الشباب فتمّ تجهيزها بكلّ الإمكانيات.

==========

عبد الحفيظ قايدي مختص في الأمراض المعديةلابدّ من التريّث رغم استقرار الحالة الوبائية

كشف الدكتور قايدي، أخصائي في الأمراض المعدية بمستشفى  بوفاريك لـالمساء، عن تسجيل حالة استقرار في الوضعية الوبائية نتيجة رزنامة الإجراءات التي اتخذتها الدولة من غلق وحجر، واستجابة المواطنين لمختلف الإجراءات الوقائية، الأمر الذي ترتب عنه تسجيل فراغ في بعض الأقسام المخصّصة للمصابين بوباء كورونا .

حسب المتحدّث فإنّ هذا التراجع لا يعني فتح المجال لعودة بعض المصالح للعمل، مشيرا إلى أنّ تجربة الطاقم الطبي في الميدان، والمتعلّقة بالموجة الأولى والثانية جعلت الأطقم الطبية تعتبر من الدروس وتتجنّب التسرّع خاصة بعد التحوّل الذي طرأ على الفيروس وتميّز بخصائص  تدعو للقلق والتمهّل. على صعيد آخر، أوضح المتحدّث أنّه بمصلحة الأمراض المعدية بمستشفى بوفاريك، لم يتم إعادة فتح  أيّ مصالح، حيث يعيش المستشفى حالة من التأهب والترقب والتريث، خاصة بعد التضرّر الكبير الذي لحق بمصلحة الجراحة العامة ومصلحة الكلى وزرع الأعضاء  نتيجة الفتح بعد الموجة الأولى، وقال هذا ما جعلنا لا نتسرّع، فعملية إعادة الفتح، تتطلّب استرجاع المصالح والطاقم الطبي المشرف، لافتا إلى أنّ مصلحة الطب الداخلي تحوي على 40 سريرا والجراحة  العامة على  40 آخر، وحوّلت كلّها للتكفّل بالمصابين بكوفيد 19.

من جهة أخرى، أشار المتحدث إلى أنّ المعركة مع فيروس كورونا، أكسبت الطاقم الطبي العامل في مختلف مستشفيات الجزائر وخاصة المستشفيات المختصة في الأمراض المعدية، تجربة هامة في التصدي والتعامل مع مثل هذه الأوبئة، ويقول الأمر الذي جعلنا نتحلى بالعقلانية ونسير نحو التحكّم النوعي في الوضعية الميدانية، موضّحا أنّ الجزائر ومن خلال التصدي لوباء كوفيد 19” بالمقارنة مع بعض الدول الغربية والعربية، أحسنت التحكّم في الوضعية الصحية، رغم ما عاناه الأطباء من ضغوط  على الصعيدين المهني والشخصي، إلا أننا  تمكنا من التحكّم في زمام الأمور وبقينا في الميدان نجابه الفيروس ولا نزال يضيف محدّث المساء.

التحضير للتلقيح جار والأطقم الطبية مهيأة

على صعيد آخر، أوضح الدكتور قايدي أنّ الخطوة التي يعمل عليها مستشفى بوفاريك اليوم هي التحضير لاستقبال التلقيح والشروع فيه، مؤكّد أنّ الطاقم الطبي مرتاح لاختيار اللجنة العلمية للقاح،  وبالمناسبة أكّد أنّ المواطنين مدعوون للتحلي بالوعي، خاصة وأنّ العملية الأولى ستمس العاملين في السلك الطبي وكبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة وما يشاع عن الآثار الجانبية لا يمكن تعميمه.

وفي رده على سؤال المساء عن أهم درس يمكن للجزائر أن تستخلصه من وباء كورونا، أنّه لم ينته بعد والمعركة لا زالت مستمرة، موضّحا أنّه رغم التراجع المسجل في الأرقام واستقرار الوضعية الوبائية، إلا أنّه لابد من إعادة  النظر في استراتيجية تسيير المنظومة الصحية ككل، والسعي لتدارك كلّ النقائص المسجلة والتي كشف عنها الفيروس التاجي، خاصة وأنّ السنوات القادمة ستكون بالنسبة للمنظومة الصحية لمواجهة الفيروسات، الأمر الذي يتطلّب اكتساب الدروس من التجارب الميدانية.

ـ رشيدة بلال