الآنسة غنية شقريط:

على الرجل تغيير نظرته إلينا

على الرجل تغيير نظرته إلينا
  • 1005
حاورها: ب. ذيب حاورها: ب. ذيب

تعد الآنسة غنية شقريط وجها نسائيا متميزا بامتياز، والأكثر من ذلك، فهي إنسانة كلها حركة ونشاط، والابتسامة لا تغادر شفتيها، متواضعة تواضع الأشراف الأخيار ومتألقة دوما، تعشق إلى حد الجنون كالمتيم مدينة روسيكادا، وحبها ذاك جعلها إلى حد ما تغوص في كل تفاصلها التاريخية، لاسيما تاريخها القديم، كأنها تحاول أن تكتشف سر حبها لهذه المدينة الجميلة الساحرة مترامية الأطراف التي تعتبرها المحطة الرئيسية التي منها تبقى سكيكدة مدينة للحب والأمل والمستقبل، بالرغم من عواصف الزمن حينا وجحود البشر أحيانا.. وقد لا نبالغ إن قلنا بأنها وبإطارات مديرية الثقافة من مثل جنسها، كالفراشة التي تنط من زهرة إلى أخرى، تشدها الألوان، نشيطة دؤوبة على العمل وفوق كل هذا مفعمة بإنسانيتها. "المساء" التقت بها في مديرية الثقافة وأجرت معها هذه الدردشة.

 من هي غنية شقريط؟

— إطار بمديرية الثقافة في ولاية سكيكدة، من مواليد 01 /10 /1967 بسكيكدة، خريجة معهد التاريخ بجامعة قسنطينة، متحصلة على شهادة ليسانس في التاريخ القديم، حاليا تشغل منصب رئيسة مكتب الجمعيات الثقافية بمديرية الثقافة في الولاية.

 ماذا عن مسارك المهني؟

— طبعا، قبل التحاقي بمديرية الثقافة للولاية، شغلت عدة مناصب، منها أستاذة في التعليم الثانوي لمدة سنة ونصف سنة قبل أن ألتحق بالعمل الإداري في الجماعات المحلية، حيث اشتغلت إطارا بدائرة الحدائق لمدة سنتين كاملتين، وفي نوفمبر من العام 1995، التحقت بمديرية الثقافة في ولاية سكيكدة التي ما زلت بها إلى يومنا هذا.

 يقال بأنك ساهمت إلى جانب إطارات مديرية الثقافة في بعث العديد من الأنشطة، هل هذا صحيح؟

— بكل تواضع، ساهمت فعلا خلال تواجدي بمديرية الثقافة للولاية إلى جانب زملائي، في بعث عدة تظاهرات ثقافية وملتقيات، منها ملتقى المرأة والإبداع وملتقى الأدب والثورة وغيرها من الملتقيات المتخصصة في التراث الثقافي، كما كان لي دور في ظهور بعض الجمعيات المحلية وحتى الوطنية، منها الجمعية الوطنية للإطارات النسوية وجمعية "إزوران" المحلية لحماية التراث الثقافي في المنطقة.

ماذا يمثل بالنسبة لك تاريخ 08 مارس؟

— صراحة، لقد مُيِّعَ كثيرا إلى درجة أنني كامرأة أسقطت من مخيّلتي هذا اليوم كعيد فعلي للمرأة.

 وما السبب في ذلك؟

— لأن هناك عقليات رجالية ما تزال تنظر إلى المرأة على أساس أنّها الجنس الآخر أو الجنس المعاكس للرجل، وهذا خطأ في تقديري، لأن المرأة أساس تقدم المجتمعات وتطورها حقيقة ومجازا، والأكثر من ذلك فهي شريك للرجل في البناء، لأن أي مجتمع مهما كان لا يمكنه الوقوف إلا على ركيزتين أساسيتين وهما الرجل والمرأة، فكل منهما يكمل الآخر لأنه إذا غاب أحدهما ضعفت الركيزة، زيادة إلى ذلك، فالكثير من الرجال ما زالوا يسيئون فهم المرأة بالرغم من أننا في سنة 2016.

ما هو طموحك والمرأة الجزائرية تحتفل بعيدها السنوي؟

— طموحي الوحيد هو أن تُحترَم المرأة كل الاحترام الذي يليق بمقامها كإنسانة، ويجب أن يكون الاحترام عفويا نابعا من العمق وعن قناعة، لا أن تُحترم خوفا من القانون، هذا من جهة، كما أتمنى ومن أعماق نفسي أن تعطى للمرأة جميع الفرص لإدارة شؤون البلاد وألا ينظر إليها إلا في المناسبات، بالتالي أقول بأنه لا يجب أن نضع المرأة في هذا الإطار الاحتفالي والكرنفالي الضيق، لأنها أكثر من ذلك وأسمى، بل لأنها كيان بشري بها تسمو وتتطور الأمم والشعوب.

كيف تنظرين اليوم إلى واقع المرأة الجزائرية؟

— صحيح المرأة الجزائرية اليوم خطت خطوات جد عملاقة وحازت على عدة مكتسبات بفضل تضحياتها ونضالاتها، إلا أنّ ذلك في اعتقادي تبقى ناقصة.

 هل من كلمة أخيرة؟

— أشكر يومية "المساء" على هذه الالتفاتة الطيبة بمناسبة عيد المرأة العالمي، ومن هذا المنبر أحيي كل نضالات المرأة في كل أرجاء العالم، خاصة في فلسطين والصحراء الغربية.