تستهويهن الأفرشة المطرّزة يدويا

عرائس يقتنين جهازهن من معارض الصناعة التقليدية

عرائس يقتنين جهازهن من معارض الصناعة التقليدية
  • القراءات: 2705
 نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

تحرص العديد من الفتيات على وجود قطع تقليدية في جهازهن، على غرار المفروشات وبعض القطع المنزلية للاستعمال أو للزينة من تحف مصنوعة باليد، بعضهن بدافع الحفاظ على التقاليد القديمة وإعادة إحياء جزء منها، في حين ترى أخريات أنها قطع جميلة وذات نوعية رفيعة لا يمكن مقارنتها بالمنتجات الصناعية.

من عادات العديد من الدول العربية تحضير الجهاز قبل أشهر عديدة من الزواج، كما تختلف تلك التقاليد داخل الوطن الواحد بين شرقه وغربه، شماله وجنوبه، لتبقى بعض العائلات تحضّر الجهاز خلال سنوات عديدة، فمنها من تحضّره منذ ولادة الفتاة، ومنها من تفضل عدم اقتناء مستلزمات البيت، وتكتفي بالألبسة الجاهزة فقط، ثم يتعاون الشريكان بعد الزواج على اقتناء ما يحتاجانه من مفروشات وغيرها من مستلزمات البيت.

حول أهمية وجود قطع تقليدية في جهاز العروس، كان لـ "المساء" حديث مع الحرفية صافية قدير، مختصة في طرز المفروشات، حيث أوضحت لنا قائلة: "إن أغلب الفتيات من مختلف ولايات الوطن يحرصن على تحضير جهازهن سواء قبل الخطبة أو بعدها، خاصة بعد خروج الفتيات للعمل وحصولهن على الاستقلالية المادية، ويفضّلن اقتناء جهازهن وافيا وكافيا ومتكاملا؛ إذ يخترن مفروشاتهن حسب أذواقهن، لاسيما أنهن يمضين وقتهن داخل البيت على عكس الزوج.

وأشارت الحرفية إلى أن جهاز العروس في زمن مضى كان يحمل العديد من القطع التقليدية المعروفة بثرائها وتنوعها، وذلك ليس فقط حبا في تلك القطع، وإنما كان ذلك هو المتوفر فقط. أما اليوم فتَفتّح السوق الجزائرية على السوق العالمية منح بذلك امتياز توفر منتجات متنوعة بجودات عالية من مختلف دول العالم، ذلك ما يجعل الفتاة في حيرة من أمرها حيال القطع التي تقتنيها، موضحة أن القطع المصنوعة باليد لها رونقها الخاص على مر السنين.

وأضافت المتحدثة قائلة إن الصناعة التقليدية سواء كانت جزائرية أو أجنبية، تفضلها الفتيات لتحسّسهن بالجانب المعنوي فيها، والذي يعكس حب الحرفي لعمله وإتقانه فيه وتعبه لإنجازها، لتكون في النهاية قطعة فريدة على عكس المنتجات الصناعية التي تنتَج بالمئات والآلاف، إلا أنها لا تحمل في جوهرها الأصالة. 

وأكدت المختصة في الطرز أن أكثر ما يستهوي الفتيات المقبلات على الزواج الأفرشة المستوردة من تركيا، إسبانيا وفرنسا، والتي احتكرت السوق خلال السنوات العشر الأخيرة، نظرا لجودتها وجمالها، ورغم ذلك لم تتمكن من زحزحة مكانة الفراش الجزائري التقليدي المحاك باليد والمطرَّز بتصاميم ذات دلالات شعبية تعكس ثقافتنا، فرغم سعرها المرتفع إلا أنها تتمتع بجمالها الفريد والمتميز.

اقتربنا من صبرينة، زائرة لمعرض الصناعة التقليدية، والتي شاركت بدورها الحرفية صافية، موضحة أن هذا النوع من المعارض يسمح لعشاق القطع المصنوعة باليد بإيجاد ضالتهم، فلا بد من تكثيفها من أجل "المحافظة على تقاليد زمان، كما أنها قطع صحية وآمنة سواء المصنوعة من الطين، الخشب، أو النحاس وغيرها من المواد الخالية من الكيماويات"..

وأضافت المتحدثة قائلة إن جهاز العروس يجمع  العديد من الحرف والفنون، على غرار الألبسة التقليدية، فضلا عن بعض القطع الأخرى من الصناعة التقليدية، كالنحاس، الفضة، الصوف وحتى الأثاث من الخشب، وقطع أخرى خاصة بالبيت مثل الصناديق، المقاعد الخشبية التقليدية، الصينية النحاسية الشهيرة، الفوانيس، الزرابي التقليدية، الحنابل، لوازم الحمام وغيرها.