جمعيات وهيئات تنصح بعقلنة استهلاكه وتجنب تبذير الخبز في رمضان

عادات غذائية سيئة تهدر المال العام

عادات غذائية سيئة تهدر المال العام
  • القراءات: 683
رشيد كعبوب رشيد كعبوب

تدعو جمعيات التجار وحماية المستهلك ومصالح التجارة إلى ترشيد استهلاك الخبز، خلال الشهر الفضيل، الذي لم تعد تفصلنا عنه إلاّ أيام قلائل، وعدم الانسياق وراء "نزوات البطن"، التي قد تسيطر على تصرّفات الصائمين، فيقتنون كميات من الخبز تزيد عن احتياجاتهم الأساسية، ويضطرون بعدها إلى رمي كم هائل من مادة مدعمة وتكلف الخزينة ملايير الدنانير.

 

لا شك في أنّه عندما يحلّ شهر الصيام، يزداد حجم استهلاك الخبز في بلادنا، بالنظر إلى العادات الغذائية المتجذّرة وغير المتوازنة، لكن فوضى الاستهلاك تجعل هذه "النعمة" تذهب سدى، فيتهافت المواطنون على اقتنائها، بشكل مبالغ فيه، حيث تمتلئ حاويات النفايات بأطنان من هذه المادة المدعمة، التي ترمى دون استهلاك.

وتتّفق كلّ الهيئات الصحية وجمعيات حماية المستهلك، على أنّ الخبز الذي يستهلكه الجزائريون، لا يحتوي على فائدة غذائية، كونه مصنوعا من الدقيق اللين "الفرينة" المدعم وهو غير كامل، حيث أصبح أغلبهم يشترونه لملء بطونهم فقط.

وذكر رئيس اللجنة الوطنية للخبازين، المتفرعة عن الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، عز الدين بن ناصر لـ«المساء" أنّ حجم الاستهلاك في الأيام العادية يتراوح بين 30 مليون و35 مليون خبزة يوميا، بينما يرتفع في شهر رمضان إلى أكثر من 40 مليون خبزة يوميا، لكن يذهب جزء كبير من هذه المادة نحو حاويات النفايات.

وتشير تقديرات الفيدرالية الجزائرية لحماية المستهلكين، التي حذّرت من تنامي الظاهرة، إلى أنّ 10 ملايين خبزة ترمى يوميا أي ما يعادل 10 ملايير سنتيم يوميا، ما يدعو إلى إعادة النظر في هذه التصرّفات غير اللائقة، التي تضرّ بالصحة أوّلا، لكون الإكثار من النشويات لا ينفع جسم الإنسان وصحته وثانيا يضرّ بالمال العام.

التبذير موجود ولابدّ من اختيار الخبز المغذي

يؤكّد رئيس الجمعية الوطنية للتجار، الحاج الطاهر بولنوار أنّ ظاهرة التبذير تتكرّر يوميا، وتتعاظم في شهر رمضان، رغم أنّ ديننا الحنيف ينهانا عن التبذير، حيث ينصح المصدر بالتوجّه نحو استهلاك الخبز المغذي، كخبز الشعير والشوفان وعدم الإكثار من الخبز الأبيض المصنوع من القمح اللين "الفرينة"، الذي ما فتئ المختصون في التغذية والأطباء ينصحون بالتقليل منه قدر المستطاع مع تعويضه بمواد غذائية أخرى نافعة. ولكن ما تتأكّد منه أنّه عند وضعه على طاولة الإفطار تجد الأسرة وأفرادها لا يأكلون كلّ ما أحضروه بل قد يعزفون عن بعضها وبذلك نصيبه أكياس القمامة والمؤسف في هذا كله هو تكرر هذا المشهد يوميا ودوريا.

الإكثار من استهلاك الخبز الأبيض عادة متجذّرة

ويعترف المواطنون بكونهم تعوّدوا على استهلاك كميات أكبر من الخبز، حيث أكّد بعض من سألتهم "المساء" عن مدى اقتنائهم لهذه المادة الأساسية، أنّ عادة الإكثار من الخبز الأبيض تجذّرت بشكل كبير في سلوكاتنا، حيث لم نعد نقاوم أنفسنا ونحن نلتهم أرغفة الخبز الأبيض ونجد فيها المتعة والشبع، رغم أنّها لا تنفع كثيرا الجسم.

وأفاد "سعيد .م" الذي يعاني من مشكل السمنة، أنه لا يستطيع تناول الوجبات دون خبز، أو حتى التقليل منه، مؤكّدا أنّه حاول مرارا التخلّص من هذه العادة غير الصحية، لكنه لم يستطع، فلجأ إلى المختص في التغذية، حيث نصحه بالتقليل واختيار الخبز المغذي وعدم اختيار الخبز الأبيض المصنوع من القمح اللين.

لكن "فريد .س" أكّد لـ"المساء" أنّه اهتدى إلى حلّ للتقليل من الخبز، خاصة في رمضان وذلك بالإكثار من الخضر والأطباق المتوازنة، مشيرا إلى أنّ القليل من الخبز الذي يستهلكه يختاره بعناية، فهو يجلب دقيق القمح الصلب والشعير لتعدّ له زوجته خبزا صحيا ولا يلجأ إلى مزاحمة المواطنين في المخابز.

وللتخفيف من هذه الظاهرة غير الحضرية، يرى بعض المواطنين أنّه لابدّ من رفع قيمة الخبز، لأنّ سعره الرمزي المدعّم، صار وبالا على المال العام وضربا للصحة العمومية، مستدلين على ذلك بالمجتمعات الأوربية التي تختلف عاداتهم الغذائية ويباع الخبز بسعر غال.

إنتاج أكثر من 30 نوعا من الخبز في رمضان

عندما يحلّ شهر رمضان يتفنّن الجزائريون في استهلاك ما لذّ وطاب من الخبز، حيث تحصي الاتحادية الوطنية للخبازين تسويق 35 نوعا من الخبز، منها خبز الشعير والجلجلان والزيتون والحليب والسمك والنخالة وغيرها ويتهافت المواطنون على المخابز، خاصة تلك التي تتفنّن في تحضير أنواع مختلفة من هذه المادة ويشترون أكثر من حاجتهم، فقط لأنّهم لا يستطيعون مقاومة رائحة الخبز الزكية وشكله الجذّاب والمغري.