الاحتفالات بينّاير ببرج بوعريريج

عادات سكان البيبان راسخة منذ قرون

عادات سكان البيبان راسخة منذ قرون
  • القراءات: 1457
آسيا عوفي آسيا عوفي

بدأ سكان ولاية برج بوعريريج يحضّرون للاحتفال بحلول السنة الأمازيغية الجديدة التي تصادف 12 يناير من كل سنة، منذ الأسبوع الماضي، وهو يوم تقام فيه العديد من التقاليد والعادات التي توارثها جيلا عن جيل، أبناء عاصمة البيبان. ولعل أهم شيء في هذا اليوم، هو الاستبشار بحلول سنة فلاحية جديدة، ولهذا ارتأت "المساء" تسليط الضوء على طرق وكيفية إحياء أبناء ولاية برج بوعريريج، هذه المناسبة. تتنوع عادات وتقاليد منطقة الهضاب العليا في هذا الموعد السنوي، الذي تحيي طقوسه بكثير من الأمل والتفاؤل بقدوم عام جديد؛ يستبشر فيه الجميع بالخير الذي يعم الأرجاء؛ في جو يجتمع فيه أفراد العائلة حول ما لذّ وطاب.

"الكسكس".. العشاء التقليدي لينّاير

"عشاء يناير" أو ما يسمى بالأمازيغية "إيمنسي أن يناير"، والمتمثل في طبق الكسكس، هو الطبق الرئيس الذي تستعد النساء البرايجيات لتحضيره في هذا اليوم، والذي يجب أن يكون بالدجاج. وأثناء حديثنا مع إحدى السيدات من شمال ولاية برج بوعريريج، أكدت لنا أن في يوم 12 يناير يقوم رب الأسرة بجلب دجاجة، تقوم المرأة بتنظيفها، وتحضير ما يلزم من خضروات؛ على غرار الخرشف، واللفت والحمص وكل ما تتطلبه القِدر؛ حتى يكون له نكهة أخرى.

وفي المساء يجتمع أفراد الأسرة، وفي بعض الأحيان معهم الأقارب، حول مائدة واحدة، تكون مزيَّنة بطبق الكسكس والسلطة والمشروبات الغازية، يجتمع الكل حولها؛ حتى تكون هناك محبة على مدار أيام السنة، وكذا التضامن العائلي في  السراء والضراء، في حين أكدت سيدة أخرى، أن عشاء هذا اليوم يكون تقليديا ومتميزا؛ حتى يكون هذا اليوم متميزا عن باقي الأيام.

الشاي والحلويات وقصص للأطفال في سهرة ينّاير

ولا تنتهي الاحتفالات بيناير بانتهاء العشاء، بل تبقى السهرة متواصلة إلى الساعات الأولى من صبيحة 13 يناير، حيث تقوم العائلات البرايجية بدعوة الأقارب والأصدقاء، فتحضَّر لهم أكواب الشاي، وكمية من الفول السوداني، وبعض الحلويات كالبقلاوة؛ تبركا بأن تكون كل أيام السنة حلوة مثل طعم هذه الحلويات. وخلال السهرة يتجاذبون أطراف الحديث، وحكاياتهم؛ حتى يبقى هذا اليوم راسخا في أذهان الأطفال. وتقوم الجدات بجمع الأطفال حولهن، ويسردن الحكايات التي تضم ضمنيا، العديد من المعاني؛ على غرار قصة "بقرة اليتامى"، و"الجدة الغولة" وغيرهما.

وفي غرفة أخرى أو داخل المطبخ تجد الأمهات يقمن بتحضير الحناء التي كن اقتنينها قبل أيام من حلول السنة الأمازيغية، على شكل ورق نبات لا مسحوق، فيسحقنها بالمنزل؛ حتى يكون لها، هي الأخرى، نكهة، وتكون بمثابة دروس للأجيال القادمة، خاصة فئة الإناث. وبعد تحضيرها يتم وضعها على أيدي الأطفال، في حين توضع على أيدي وأرجل الإناث. وينام الكل على أمل أن تكون هذه السنة حلوة ومليئة بالأفراح والأشياء الجميلة، وهكذا تحتفل العائلات البرايجية بهذه المناسبة؛ حتى تبقى راسخة في أذهان الأجيال المقبلة، وهو يوم مميز، ولكنه متشابه في التحضير والاستعداد له عبر كل بلديات ولاية برج بوعريريج.