حلويات الأعراس...

ضريبة قائمة بذاتها في مصاريف الأفراح

ضريبة قائمة بذاتها في مصاريف الأفراح
  • القراءات: 2397
حنان.س حنان.س

شهدت عادات إحياء حفلات الأعراس بمجتمعنا في السنوات الأخيرة، الكثير من التغييرات التي طرأت على العديد من التفاصيل التي كانت إلى زمن مضى سببا في اللمة الجميلة ومن ذلك صنع حلويات الأعراس، وهو ما يجعلنا نؤكد أن ولائم الجزائريين أضحت اليوم لا تخلو من الحلويات الجاهزة على اختلاف أنواعها سواء التقليدية منها أو العصرية، إلا أننا نتساءل في هذا المقام عن السبب الذي يقف وراء شراء حلويات تقليدية يفوق سعرها المائة دينار؟ والغريب أن عدد الأنواع يصل أحينا إلى ثمانية في العلبة الواحدة!   

بدأ موسم الأعراس والأفراح، ومعه انطلقت مختلف المناسبات التي تجمع بين الأهل والأحباب، كما انطلقت بالموازاة مع ذلك مختلف مظاهر التسابق للتفاخر بين الناس حول إقامة وليمة هدفها في الأصل التواصل بين الأجيال حفاظا على تقاليد الأجداد. ولكن نتساءل هنا عن تلك التقاليد الجميلة التي كانت ولوقت قريب تجمع الأقرباء لتقاسم الفرحة، ومن ذلك صورة التقاء نساء العائلة الواحدة لتحضير حلويات البقلاوة والدزيريات والتشاراك ومقروط العسل..لإحياء فرح ما، لأن العصرنة قد عصفت بمثل هذا التقليد وأضحى لتلك الحلويات وغيرها صُنّاع يعرضون خدماتهم بمواعيد مسبقة.

والملاحظ كذلك أن التغيير لم يعصف فقط بلمة النساء أياما قبيل العرس لتحضير أنواع من الحلويات، وإنما أيضا بشكل الحلويات نفسها، حيث نصادف نوعا جديدا كل صيف هو في حقيقة الأمر تقليدا أضفيت عليه لمسة عصرية خاصة من ناحية الشكل.

هناك أيضا عامل السعر الذي يتزايد من سنة إلى أخرى، فحبة حلوى تقليدية واحدة أصبحت تكلف على أقل تقدير 80 دج، مع الإشارة إلى وجود أنواع حلويات بـ120 دينار ولما سألنا صاحب محل لبيع الحلويات التقليدية عن سبب هذا الارتفاع، قال إن أسباب ذلك يعود لغلاء مستلزمات الحلويات الذي فرض عليهم رفع سعر القطعة الواحدة. وهو نفس ما ذهبت إليه صانعة حلويات تقليدية وعصرية للأفراح، موضحة أنه لا يمكن شراء المستلزمات بأثمان غالية وبيع القطعة الواحدة بالخسارة:«يا أختي كيلوغرام اللوز فقط يفوق الألف دينار وكثيرا ما اشتريه شخصيا بـ1800 دينار للكيلوغرام، هذا ناهيك عن سعر السكر والبيض ومستلزمات أخرى ومنها التغليف"، لتضيف قائلة: "كل السلع حاليا غالية فلماذا تسألون فقط عن الحلويات.. هناك أيضا اليد العاملة معي لديها حقها فكيف لي الموازنة بين كل هذه الأعباء"؟

نشير أخيرا، إلى أن قائمة حلويات الأفراح تعرف الكثير من الأنواع والألوان والتسميات، إذ لم تعد علبة الضيوف تتسع لثلاثة أنواع فحسب بعد وصلت حد ثمانية أنواع في العلبة، لتختلف ما بين التقليدية والمستوردة ونقصد بها حلويات مشرقية أضحت الكثير من العائلات تتنافس على اقتنائها لا لسبب إلا للتفاخر. ومن ذلك نذكر البقلاوة بالفستق الحلبي وأنواع المعمول وأنواع الغُريبة وغيرها، هذا دون أن ننسى دخول الحلويات الجافة على خط التنافس حيث أضحت تعرف أشكالا وألوانا كثيرة من تلك التي توضع على الطاولات في صحون للترحيب، لنذكر كذلك دخول القطايف والكنافة لمنافسة مقروط العسل كحلوى أساسية توزع مع كؤوس الشاي..