هروبا من الطابع التقليدي وبحثا عن الرفاهية

صالون البناء يثير اهتمام النساء

صالون البناء يثير اهتمام النساء
  • 1211
 رشيدة بلال رشيدة بلال

استقطب الصالون الدولي للبناء ومواد البناء والأشغال العمومية، اهتمام النساء والرجال على حد سواء، وهو ما وقفت عليه "المساء" عقب تجولها بين أجنحة العارضين حيث لاحظنا إقبالا نسويا مميزا على كل ما يخص مواد البناء بدءا بالقرميد وصولا إلى مختلف أشكال الديكور الخاصة بالجدران الداخلية والخارجية التي حاولت من خلالها المؤسسات الجزائرية إقناع المواطنين بجودتها ونوعيتها الرفيعة. تباينت اهتمامات زوار صالون البناء من مواطن إلى آخر، حيث كان الرجال يبحثون عن الجديد في مجال مواد البناء وهم تحديدا أولئك الذين شرعوا في بناء منازلهم ودفعهم الفضول إلى اكتشاف الجديد الذي تعد به المؤسسات الوطنية وكذا الأجنبية فيما يخص معدات ومواد البناء، وهو ما رصدناه على لسان السيد كمال، الذي شرع منذ مدة في بناء منزله، حدثنا قائلا بأنه قصد المعرض للاطلاع على آخر التقنيات المقترحة في مجال التزيين الداخلي للمنازل من منطلق أنه يرغب في إعطاء جدران بيته مسحة جمالية مميزة، مشيرا إلى أن الجولة سمحت له بإيجاد ضالته لدى مؤسسة جزائرية يملك صاحبها خبرة أجنبية استثمرها في الجزائر ويعلق "الإنتاج الجزائري في مجال مواد البناء عرف قفزة نوعية وأصبح اليوم يراهن على الجودة وهو ما نتطلع إليه لنضع ثقتنا فيه". وغير بعيد عنه، كان محمد الذي قصد صالون البناء آتيا إليه من ولاية الوادي، شديد الاهتمام ببعض المؤسسات التي تعد الإسمنت والحديد وقد صرح قائلا بأنه بصدد التخطيط لإقامة مقاولة صغيرة في مجال البناء ويرغب في ربط علاقات مع منتجين جزائريين مضيفا أن الزيارة الأولى سمحت له بأخذ صورة عن نوعية المواد المنتجة والتي يبدو أنها تتسم بالجودة بالمقارنة مع تلك الأجنبية، بقي فقط أن ينهي عقد صفقاته ليشرع في تجسيد المشروع.

من جهته يقول حسان، وهو بناء "إن سبب زيارته للمعرض هو دراسة أسعار مواد البناء عموما لكونه يعمل في المجال ويضيف: "الجزائر عرفت تطورا في مجال الاستثمار بمواد البناء بعدما كانت السوق الجزائرية تعيش حالة الفراغ في مجال الاستثمار فيما يخص البناء، ففيما مضى، لم يكن لدينا الاختيار، إذ كن نضطر مثلا عند البحث عن البلاط إلى استعمال نوع واحد وهو (الغرانيطوا المنقط)، ولكن اليوم ومع زيادة الإنتاج بإمكاننا الاختيار، بمعنى أن الرهان اليوم ليس على الكمية بعدما أصبح لدينا العديد من المؤسسات التي تنشط في مجال مواد البناء على اختلاف أنواعها، وإنما على النوعية" ويعلق، "أعتقد، من خلال اطلاعي على بعض أنواع الحديدي والبلاط والإسمنت أن هنالك تحسنا كبيرا ما يعني أننا يمكن أن نضع ثقتنا في مؤسساتنا المحلية".

... إذا كان هذا رأي الرجال، فماذا عن رأي الجنس اللطيف؟ 

كان أول سؤال طرح على سيدة كانت بصدد تفحص جدار مزركش بالإسمنت هو: ما الذي دفعك لزيارة معرض البناء؟ وكان جوابها سريعا بالقول "إن عالم البناء لم يعد حكرا على الرجال، لأن النساء رغم قلة خبرتهن في هذا المجال، إلا أن هنالك مجالات يمكن لهن إعطاء رأيهن فيه". وتضيف "فمثلا أنا شخصيا لدي رغبة في تغيير الشكل الخارجي لمنزلي الذي أصبح يبدو تقليديا، لذا أردت أخذ فكرة حول ما تعرضه المؤسسات الجزائرية والأجنبية في مجال التزيين الخارجي، وأعتقد أن جودة المنتوج الجزائري جعلني أجد صعوبة في التفريق بينها وبين الأجنبي وعلى العموم بعد احتكاكي بالمهنيين في المجال، أكدوا لي أن أغلب المستثمرين في مجال الديكور الخارجي والداخلي هم خبراء كانوا ينشطون في الخارج، وبالتالي لديهم خبرة في المجال ويمكن أن أثق في جودة إنتاجهم.

 أما الشابتان آمال وأمينة، فقد كانتا تتفحصان نوعا من الحديد من إنتاج مؤسسة جزائرية ما دفعنا للاستفسار عن سبب ذلك، فردتا بالقول أنهما مهندستان وترغبان في أخذ فكرة عن نوعية الحديد المنتج من طرف مؤسسات جزائرية ومقارنته بالأجنبي لمعرفة عند وضع التصاميم نوعية الحديد التي ينصح به المقاول الذي يتكفل بالمشروع، مشيرتان إلى أن المؤسسات الجزائرية أصبحت تولي أهمية كبيرة للنوعية ربما لرغبتها في الاستحواذ على السوق الداخلية ومنافسة المؤسسات الأجنبية. من جهتها، السيدة سعاد التي كانت رفقة زوجها صاحب مؤسسة بناء صغيرة لإنتاج القرميد حدثتنا قائلة "إنها استفادت مؤخرا من سكن اجتماعي غير أن نوعية البلاط والسيراميك المستعمل لم ينل إعجابها وترغب في تغييره، وقد اغتنمت مناسبة افتتاح صالون البناء رغبة لأخذ فكرة عن الأنواع الموجودة في السوق الجزائرية، مشيرة إلى أنها اتفقت مع زوجها على نوع معيين من البلاط والرخام تنتجه مؤسسة جزائرية وذهبت إلى أبعد من ذلك بعد الاطلاع على التصاميم الخاصة بالتزيين الداخلي، حيث تنوي أيضا إعطاء بعض الغرف شكلا مختلف للجدران، وتعلق "بعد أن حصلنا على سكن، أصبحنا اليوم نبحث عن كيفية تحسين مظهره لنعيش الرفاهية المنزلية"، في حين أسرت لنا مواطنة أخرى كانت بصدد تصفح بعض أنواع القرميد بالقول إنها لطالما أعجبت بالمنازل التي يقوم أصحابها بتجميلها بالقرميد من أجل هذا فكرت في أخذ فكرة عن بعض الأنواع التي تناسب منزلها وتردف "الإنتاج الجزائري فيما يخص مواد البناء الحمراء عرف تطورا كبيرا والأسعار جد مقبولة، بقي أن نجرب النوعية لنضع ثقتنا فيما تنتجه مؤسساتنا.