البطلة الرياضية مونية قاسمي لـ "المساء":

شرّفت الجزائر وأريد تحقيق المزيد

شرّفت الجزائر وأريد تحقيق المزيد
  • القراءات: 897
عبد السلام بزاعي عبد السلام بزاعي

تصالحت البطلة العالمية في الألعاب البرالمبية مونية قاسمي البالغة من العمر 33 سنة، مع إعاقتها، مدركة أنّ بعد كل سقوط نهوضاً. فمنذ أكثر من 25 عاما، تحدت إعاقتها بعدما اختارت رياضة المعاقين بديلا لانشغالاتها اليومية. وتبدلت بشكلٍ مفاجئ، حياة البطلة مونية حينما نصحتها المرحومة الحاجة ربيحة، بممارسة الرياضة في نادي أوراس التحدي للمعاقات بباتنة، لتعيش فجرا جديدا في حياتها، وتفتكّ 47 ميدالية؛ منها 29 ذهبية، و12 فضية، و6 برونزيات. 

عادت مونية إلى بيتها لتخبر أهلها الذين شجعوها على ممارسة الرياضة، وتتصل، مباشرة، برئيسة النادي سليم قمير، التي أقنعتها بالانخراط، فقررت، بذلك، الالتحاق بالمركّب الرياضي أول نوفمبر، لتحتك بصديقاتها في النادي من بني جلدتها. ولم يمض الوقت كثيرا حتى اكتشف مدربها قدراتها لما لاحظه في الحصص التدريبية من مؤهلات بدنية تخوّلها لأن تكون بطلة عالمية مستقبلا. واقترح عليها ممارسة رياضة ألعاب القوى لذوي الهمم، والتخصص في رمي الجلة، والقرص، والصولجان.

وبمرور الوقت أفصحت عن نواياها في تشريف الألوان الوطنية؛ حيث شاركت في التجمع الدولي بمراكش ببطولة نُظمت بتونس، وحازت ميدالية ذهبية سنة 2008. وكانت أول مشاركة لها بالبطولة العالمية سنة 2010، وحققت نتائج باهرة.

وأوضحت مونية في حديث خصت به "المساء"، أن كل تتويج يمحو آثار معاناتها، مضيفة أن الرياضة غيرت حياتها، وجعلتها تتجاوز إعاقتها، مثمنة جهود رئيسة ناديها، ومدربها بن موسى الشريف، قائلة إن "الرياضة سمحت لي بأن أحقق أمورا لم أكن أحلم بها على الإطلاق!".

وشاركت مونية في بطولات عالمية. وتُوجت بعدة ميداليات ذهبية، محققة أرقاما قياسية رائعة، خاصة في رمي الصولجان".

وبألم كبير حدثتنا مونية عن ظروفها الاجتماعية قبل أن تمارس الرياضة، وعن التمييز الذي تعرضت له خلال طفولتها حد حرمانها من الدراسة، والتي غادرتها لظروف اجتماعية وصحية عند نهاية مرحلة التعليم الابتدائي، وتفرغت للرياضة.  وبخصوص الجانب الاجتماعي دعت البطلة مونية السلطات، لتحسين ظروف المعاقين في المجالين الرياضي والاجتماعي، قائلة إنها تجتهد رياضيا، وتناضل اجتماعيا لتحسين ظروف المعاقين والمعاقات، وتمكينهم من حقوقهم كاملة.

تكريم رئيس الجمهورية اللحظةُ التاريخية

لم تنس محدثتنا اللحظة التاريخية عندما كرمها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون بمناسبة حصولها على برونزية في الألعاب البارالمبية طوكيو 2020. وعبّرت عن سعادتها بذلك؛ إذ قالت في شأنها إنها لحظة لا يمكن وصفها كلما اعتلت منصة التتويج لتسلّم ميدالياتها التي أحرزتها  في مشاركاتها الدولية في مشوارها الرياضي ليومنا هذا، وعددها 47 ميدالية؛ منها 29 ذهبية و12 فضية و6 برونزيات.

ومن أهم إنجازاتها ذهبية في رمي الصولجان بالبطولة العالمية التي أقيمت بلندن سنة 2018، والألعاب العالمية بالبرتغال سنة 2022. وحازت على ميداليتين ذهبيتين وواحدة فضية. واعتبرت إنجازاتها تاريخية، وتشريفا للوطن والولاية معا، وأنه لم يكن من قبيل الصدف، بل هو "نتاج ثمرة جهود ومثابرة".

وتحدثت، بإسهاب، عن الاختصاص الذي اختارته وأتقنته على مر الوقت، وعن دور مدربها السيد بن موسى الشريف. ومن جهة أخرى، أرجعت سر نجاحها لتعليماته، وصرامته في العمل، سواء ما تعلق بتدريباتها اليومية بناديها "أوراس التحدي"، أو خلال التربصات التي أشرف عليها في إطار تحضيرات المنتخب الوطني؛ شأنه شأن رئيسة ناديها سليم قمير، التي وفرت، حسب المتحدثة، كل ظروف العمل في النادي؛ إذ تطمح هذه الرئيسة منذ أكثر من 30 سنة ممارسة في الحركة الجمعوية، لإنشاء مركز رياضي نموذجي لذوي الإعاقة، يكون متعدد الاختصاصات؛ لمساعدة شريحة المعاقين على الممارسة الفعلية للرياضة.

وبخصوص مشاركة البطلة قاسمي في هذه الألعاب قالت: "أظن أنني حققت توقعاتي. ولا تكمن مهمتي سوى في الوقوف على منصة التتويجات، ولا بديل عنها".

ورأت قاسمي استحقاقاتها مكسبا ومحفزا لبذل المزيد، وتشريف الألوان الوطنية في منافسات أخرى، خصوصا موعد اليابان، الذي تحضر فيه لبطولة العالم المزمع إجراؤها بمدينة توبي باليابان شهر ماي المقبل، والألعاب البرالامبية المقررة بباريس شهر أوت المقبل.  وفي ختام حديثها قالت: "سأجدد الموعد مع تشريف الألوان الوطنية".

وكما قالت: "أنا شرفت الوطن. وأريد سكنا"، ملحة على إيصال رسالتها للسلطات الولائية  لتمكينها من سكن. وبحسبها هي الوحيدة من الأبطال والبطلات الجزائريات في رياضة المعاقين، التي لم تتحصل على سكن. وجددت دعوتها إلى والي الولاية، للنظر في حالتها، وتمكينها من سكن. كما جددت شكرها كل من ساهموا في إنجازاتها التاريخية.