كرنفال ”أيراد” بتلمسان

رموز جميلة وتقاليد شعبية عريقة

رموز جميلة وتقاليد شعبية عريقة
  • القراءات: 1159
ل. عبد الحليم ل. عبد الحليم

يحتفل سكان ولاية تلمسان عـلى غـرار الولايات الأخرى، بحلول السنة الأمازيغية الجديدة 2971. وبات ملحوظا اهتمام الجزائريين في السنوات الأخيرة، بالاحتفاء بمناسبة تظاهرة ”أيناير”؛ إذ تحتضن دائرة بني سنوس استعراضا شعبيا فلكلوريا حسب التقاليد المحلية المعروفة بشتى القرى، من خلال الكرنفال الذي تعودت على الاحتفاء بمراسمه تحت اسم ”أيراد” و"اللبؤة”.

في هذا السياق، أكـد الباحث علي عبدون في تصريح سابق، أن مهرجان إيراد الذي تنظمه سنويا منطقة بني سنوس الجبلية الأمازيغية بولاية تلمسان، يُعد ظاهرة اجتماعية، تجعل من التشكيلات الفنية مسرحا تقليديا أصليا؛ حيث يلبس نحو عشرة شبان ليلة يناير، جلود العجول أو الماعز، ويجولون شوارع القرية تحت إيقاعات الطبول، بينما يتم سحب ”إيراد” الكبير بواسطة سلسلة من قبل شخص حتى لا يفر. وينتقل المشاركون في هذا الحفل من بيت إلى آخر، لجمع الهبات التي توزَّع على فقراء القرية ومعوزيها. وأشار عبدون إلى ”الشدة” الدرامية التي تميز عيد إيراد من خلال الأزياء التي يتم ارتداؤها، والأغاني والرقصات واللوحات المسرحية التي يؤديها المشاركون في المهرجان، مضيفا أن الأمر يتعلق بتكريس الهوية والحفاظ عليها.

وتبقى الاحتفالات برأس السنة الأمازيغية أو ما يسمى عندنا بـ ’’الناير’’، تتمثل مراسمها، بالخصوص، في الأكلات الشعبية التي تشتهر بها بني سنوس في هذه المناسبة؛ لما ترسخه من رموز جميلة وما تؤرخه لحضارات عديدة في تحضير وجبة عشاء مميزة عن باقي الأيام الأخرى، وذلك تيَمُّنا بسنة فلاحية جيدة. وتكون الوجبة في الغالب الكسكس بالدجاج، والمسمن، والتريد، والسفنج. كما يتم إعداد طبق الشرشم، فضلا عن تحضير أطباق من الحلفاء مملوءة بالمكسرات مختلفة الأنواع والمذاق؛ من خلال توفير الفواكه الجافة كالتين و"الزفيزف” والمكسرات كالجوز واللوز المقطوفة من بساتينهم. ويتم طهي خبيزات من كسرة الدار مزركشة باللوز تتوسطها ”بيضة العرب”، توزّعها على الصغار بدون استثناء، ربات البيوت في أكياس من القماش، محشوة بالمدخرات الشتوية الممزوجة بالمكسرات، وكذا التحضير لكل ما له علاقة بسنة زراعية أمازيغية جديدة.

ولبني سنوس تاريخ زاخم بالأحداث؛ فسكان المنطقة الأمازيغ سكنوها منذ ملايين السنين، ولازالت اللغة الأمازيغية والشلحة منتشرة إلى حد الآن.

ثقافة السكان المتنوعة دفعت بعالم الاجتماع الفرنسي إيدموند ديستنغ، إلى القيام بدراسة أنثروبولوجية لسكان الكاف والخميس ما بين 1900 و1907. وتتكون هذه المنطقة من مجموعة من القرى والتجمعات السكانية، أهمها تافسرة، وبني هديل، وثلاثة، وزهرة، وبني بهدل، وأولاد موسى، وبني عشير، وبني زيداس ومازر، وسيدي يحي، والكاف.