ابراهيم تزاغارت:

دور المثقف جوهري في عالمنا المعقد

دور المثقف جوهري في عالمنا المعقد
  • القراءات: 735
لطيفة داريب لطيفة داريب

حدد الكاتب والناشر صاحب دار نشر "ثالة"، المشكل الأساسي في بلادنا، في المكانة المزرية للمثقف والثقافة في المنظومة السياسية منذ الاستقلال، واعتبر أن النظرة إلى المثقف لم تساير تطور المجتمع من جهة، ولا التغيرات الإقليمية والدولية من جهة أخرى، وتابع قائلا "تهميش المثقف و"احتقار" منتوجه، استمرت من دون انقطاع، ولم تعرف أي تساؤل جدي وجريء يذكر.

أضاف أيضا، أنه في هذا المحيط الدولي الخطير والمعقد، يكون دور المثقف والفنان جوهريا، للمحافظة على الذات الوطنية وتميزها عبر انفتاح إيجابي على الآخر، يرفض الذوبان والانصهار، مؤكدا استحالة التغيير والتجديد والتطور من دون التأسيس لدور جوهري واستراتيجي للثقافة والمثقف. فلا السياسة ولا الاقتصاد ولا التكنولوجية يمكنهم التطور من دون مستوى ثقافي محترم للشعب. المشكل الآخر، حسب صاحب رواية "سلاس ونوجة"، هو أن المثقف لم يصل بعد إلى مرحلة إنتاج الأفكار والنظريات، ويقتصر دوره حتى الآن في إيصال الأفكار الجاهزة عبر المدرسة والجامعة ووسائل الإعلام، لهذا "نجد الكثيرين يدورون في حلقات مفرغة ويعيشون عبر نقاشات بيزنطية حول الهوية، اللغة والدين من دون تصور وطني للتحديات المستقبلية"، يضيف المتحدث.

ذكر تزاغارت أنه عوض القيام ببلورة هوية جزائرية جامعة بكل مكوناتها، يعمل البعض على فرض التقسيم والتنافر من دون التفكير في العواقب، وكأنهم عديمو التصور والمسؤولية، وغير واعين بالمخاطر والتكالبات، مؤكدا أن ما ذكره يمثل حقيقة المجال الثقافي والفكري، التي يجب تجاوزها من طرف المثقفين أولا، والمؤسسات الثقافية والسياسية ثانيا. فالجزائر بحاجة إلى تأمين فكري لشعبها، يلعب فيه المثقف والفنان دورا أساسيا.