رغم أهميتها في محاربة مختلف الآفات الاجتماعية:

دور المادة الإعلامية لا يزال محصورا في التوعية والتحسيس

دور المادة الإعلامية لا يزال محصورا في التوعية والتحسيس
  • القراءات: 4116
رشيدة بلال رشيدة بلال

تتناول مختلف العناوين الإعلامية على مدار السنة،  العديد من المواضيع الخاصة بالآفات الاجتماعية التي يعاني منها المجتمع، على غرار آفة الإدمان على المخدرات، التدخين، العنف أو الاعتداءات الجنسية، غير أن السؤال الذي ارتأت "المساء" طرحه مفاده: إلى أي مدى تساهم مختلف العناوين الإعلامية في محاربة مختلف الظواهر الاجتماعية السلبية؟

وللإجابة على هذا التساؤل، كانت لنا دردشة مع  عدد من المواطنين على اختلاف مستوياتهم الثقافية، وقد صبت أغلب أراء المستجوبين في أن الحديث عن الآفات الاجتماعية بمختلف العناوين الإعلامية سواء المكتوبة أو المرئية لا يزال مناسباتيا، بمعنى أنها تولي أهمية للظاهرة عشية إحياء يومها العالمي أو الوطني أو عند حدوث ظاهرة ما، تمس الرأي العام، مثل آفة الاختطاف التي نعيشها في الآونة الأخيرة والتي سلطت أغلب الجرائد والقنوات الضوء عليها بالدراسة والتحليل، غير أن الحديث سرعان ما يطوى بمجرد صدور الجريدة أو انتهاء الحصة المبرمجة على قناة معينة، مما يعني أن التأثير مؤقت  وأنني سرعان ما يزول بزوال المسبب، ومن ثمة يظل دور مختلف وسائل الإعلام ضعيفا في محاربة مختلف الآفات الاجتماعية، بل ومنحصرا في تسجيل الحدث بالحديث عن الظاهرة لا أقل ولا أكثر.

فإذا كان عامة الناس يعتقدون أن مختلف وسائل الإعلام تأثيرها ضعيف في محاربة مختلف الآفات الاجتماعية، فماذا عن رأي المختصين؟

يرى حسين صفوان دكتور في علم الاتصال والإعلام ورئيس اللجنة العلمية بجامعة الجزائر "3"، أن وسائل الإعلام على اختلافها لديها مواقف تنديدية في معالجة مختلف الظواهر الاجتماعية، بمعنى أن دورها كمادة إعلامية محصور في  التوعية والتحسيس بالمخاطر، ولم ترتق إلى المعالجة  النوعية والاستمرار في طرح الظاهرة، بالتالي يمكن القول بأن لديها دور هام في التوعية والتحسيس بمختلف الآفات، غير أنها تفتقر للاستمرارية في التعاطي مع مختلف الظواهر، مما يجعل دورها هامشي".

من جهته، يرى الأستاذ عمر بداوي، مكلف بالدراسات في جامعة الجزائر "3"، كلية الإعلام والاتصال "أن مختلف العناوين الإعلامية بما في ذلك القنوات التلفزية، تلعب دورا مهما في التحسيس والتوعية بمختلف الآفات الاجتماعية، غير أن تكرارها بشكل مبالغ فيه من خلال تسليط الضوء على الظاهرة بصورة دورية، من شأنه أن يؤدي نتيجة عكسية، فعوض المساهمة في التحسيس بالظاهرة من حيث خطورتها وكيفية الوقاية منها، يفتح باب المساعدة على تفشيها وانتشارها، ولعل أحسن مثال على ذلك؛ تعاطي المخدرات، فالحديث في كل مرة عن أنواع مختلفة من المخدرات والتفصيل في طريقة تعاطيها جعل الكثير من الشباب يتعرفون عليها ويقبلون على تعاطي بعض الأنواع التي لولا الإعلام لما تعرفوا عليها، حتى وإن كانت بين أيديهم.

في حين يرى عثمان بلقاسم، أستاذ في الإعلام والاتصال، أن مختلف الظواهر الاجتماعية يجري معالجتها بطريقة سطحية من مختلف العناوين الإعلامية، ويقول: "ومن هنا نطرح مسألة التخصص في المادة الإعلامية، بالتالي يمكن القول بأنه في ظل غياب التخصص وهيمنة فكرة الخوف على الصحفي في معالجة بعض الظواهر يقودنا إلى القول: "إن مختلف العناوين الإعلامية تعالج الظواهر الاجتماعية بفوقية وتساهم بنسب قليلة في تشخيص الظواهر والتحسيس بها، مما يجعل دورها ضعيفا".