حسام خليفي يحاكي الرموز الأمازيغية في لوحاته

دلالات تعود لـ6آلاف سنة قبل الميلاد

دلالات تعود لـ6آلاف سنة قبل الميلاد
  • القراءات: 1256
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

اختار الفنان التشكيلي، حسام خليفي، أن يعرض الرموز الامازيغية ويشرح معانيها بلغة الألوان والريشة في لوحاته التي استقطبت جمهور مكتبة «عبان رمضان» التابعة لمؤسسة «فنون وثقافة»، حيث قدم إجابات عن الأسئلة التي  تراود مشاهد الرموز وهي نتاج بحوث قام بها الفنان لسنوات من البحث داخل الوطن وخارجه، مؤكّدا في حديثه أنّ هناك ما يقارب 1100 رمز أمازيغي موزّع على الشمال الإفريقي وتكوّنت عبر العصور واستخرجت منها التفيناغ وهو الخط الامازيغي. 

أكد عاشق الرموز حسام، أنه اختار عرض هذه التشكيلة من الرموز بمناسبة السنة الجديدة يناير 2968، وهي الرموز البدائية العريقة التي تعود إلى6 آلاف سنة قبل الميلاد والموجودة  في التاريخ الجزائري وبتونس والمغرب، وأوضح أنّ حرف زاد الأمازيغي، -الذي نشرحه في الصورة - يخطئ الكثيرون في تفسير معناه ومنهم من يقول يرمز للصليب، وهذا خاطئ لأن هذا الرمز قد يعود تاريخه إلى 6 آلاف سنة قبل الميلاد وهو رمز الحرية  حرف» الزاد» الذي تنضوي تحت لوائه رموز أخرى عديدة على غرار الخير والرفاهية والتي يرمز إليها بالنقاط المختلفة والمتناثرة هنا وهناك، فهو يرمز إلى الخير والنمو والحب، فمعناه تكاثر الخيرات والأشجار والسنابل التي تولد في وجود والحرية.

وقال الفنان «خلال يناير وبعيدا عن الرموز نحتفل بكلّ ما هو حبوب لأنها ترمز للخير، من شعير، عدس وفاصوليا، وتستعمل في الطبخ وتحضر بها المأكولات وهذا تفاؤلا بالخير، ويناير يأتي في الشتاء وتنزل خلاله الأمطار التي تروي الأرض لتثمر وتعطي كل ما هو خضر وفواكه ولهذا حرصت على أن تكون موجودة في لوحاتي».

ومن بين الرموز الامازيغية القديمة والمعروفة «المرأة»، التي علق عليها الفنان بالقول أنها رمز الاستمرارية والحياة والخصوبة،  موضّحا أنّه في الكثير من لوحاته ركّز على رمز المرأة وهو رمز أمازيغي عريق وجده بجربة بتونس، فعند التدقيق فيه ومشاهدته جيدا نلاحظ المرأة مستلقية على ظهرها، لها رأسان وأياد مرفوعة للفوق، يوجد على مستوى بطنها نقاط وهي رمز الخصوبة، ومن الأسفل نشاهد رأسا بالمقلوب وهو ولادة طفل، فبعد قراءة وملاحظة للرمز تحصّل على المعنى الحقيقي له، فهي التي وهبها الله عز وجل الخصوبة والولادة.

وأضاف الفنان في شرح باقي الرموز، وقال إنّ المشط والمرآة من رموز الجمال، كما أنّها توحي للمدراة كرمز لفصل الحب عن القش أثناء الحصاد، وهي ترمز إلى الأداة المستعملة في الحصاد وقتذاك.، وعن الخطوط المنكسرة قال السيد خليفي، أنّها عبارة عن جبال أو أشجار وما تثمره وكذا رمزا لجدار التين، ففي القرى النائية لا يوجد أسوار ولا جدران بين الجيران، لكننا نجد فواصل بالتين الشوكي وهو الذي يفصل بين الحقوق، أي لا أتعدى عليك ولا تتعدى علي، وهو احترام للحدود ورمز للمحبة، احترام للجوار والمحافظة على الحدود بين الجيران وكذا التضامن.

وأكد الفنان أنّ رمز التوأم موجود بأشكال مختلفة وهو رمز الالتحام والتشابه، أي كل الأشياء التي تنطبق في محور التناظر، وقال إن إشارة»في» هي للحوار، وتحمل في نفس الوقت مدلول حرف «ت» ويرمز للاتحاد والحوار والتفاهم، فكلّ الكلمات التي تبدأ بالتاء وهي ترمز إلى الحوار بين اثنين سواء بين الزوجين، جارين، شخصين، أخويين، فبدون حوار نعيش في غضب وقلق.

وعن عصفور السنونو، الذي يهاجر من المناطق الباردة إلى الدافئة، فقال محدثنا أنّه يعدّ رمزا للسفر والهجرة، أما «اكوفي» أو الجرة، فرمز التوفير والادخار، لكونها تجمع الخيرات ولا يجوع مالكها في البيت خلال موسم تهاطل الثلوج، لأنها تحوي القمح والبقول وزيت الزيتون.

وعن رمز العنكبوت، الذي يعدّ من الرموز القديمة، قال هو رمز أمازيغي عريق المعاني تطور عبر الزمن، فهي رمز النسيج،  فمنها تعلمت المرأة الامازيغية، وللعنكبوت في الرموز شكلان ولهذا حرصت على إظهارها في عملي الذي أطلقت عليه اسم «العنكبوت رمز النسيج والوقاية» لكونها كانت سببا في وقاية الرسول الكريم من الكفار لما نسجت على الغار.

وفيها يخص رمز القمر والنجوم قال محدثنا «هي رمز للضياء كما أنّها الكاهنة محاطة بأبنائها»، وأكّد محدثتنا أنه اعتمد على البنفسجي لون الحكمة، الأخضر في إشارة إلى الحرية، الأزرق  إلى التوسّع والهدوء، الأصفر إلى الرفاهية، البني إلى الاستقرار، الأحمر إلى العمل والقوة والنشاط، وفي نفس الوقت هو لون الألم والنار، ويقول «اخترت من خلالها التعبير عن الجهد العضلي فكل سكان شمال إفريقيا الأوائل كانوا يعملون بالأيادي».