في إطار تنمية المهارات الحركية وإدماجهم في المجتمع

دعوة لإشراك الأطفال المعاقين حركيا في الأنشطة الرياضية

دعوة لإشراك الأطفال المعاقين حركيا في الأنشطة الرياضية
  • القراءات: 465
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

شدد نسيم حريش، المكلف بالإعلام لدى جمعية البراءة لذوي الإعاقة، على أهمية إدماج الأطفال المعاقين حركيا، في أنشطة رياضية؛ بهدف مساعدتهم على الانخراط في المجتمع، موضحا أن هذه الأنشطة تساعدهم كثيرا على المستوى الصحي، جسديا وكذا نفسيا، مؤكدا أن الكثيرين لا يولون أهمية للرياضة؛ الأمر الذي يستدعي شن حملات توعية وتحسيس لإدماج ذوي الهمم في أنشطة رياضية على قدر إمكانياتهم وحركتهم؛ لترقية هذه الفئة في المجتمع.

أوضح المتحدث أن جمعية البراءة لذوي الإعاقة تهتم كثيرا بمحاولة إدماج الأشخاص ذوي الاعاقة في المجتمع. وأكثر عمل تركز عليه الجمعية هو محاولة الترويح عن نفوس هؤلاء؛ من خلال مساعدتهم على عيش الحياة بطريقة طبيعية، والتخفيف من الآلام النفسية، خاصة التي يتخبط فيها هؤلاء بسبب إعاقتهم، لا سيما أن الكثيرين يعانون التهميش، خصوصا المعاقين من الشباب، الذين قد لا يتمكن أولياؤهم من كبار السن، من مساعدتهم على تأدية هواياتهم وأنشطتهم اليومية بالشكل الذي يرغبون فيه.

وذكر حريش أن التهميش قد يكون له أثر سلبي كبير، ويخلق معاناة لتلك الفئة، موضحا أن العيش مع الاختلاف ليس، أبدا، بالأمر السهل؛ سواء للطفل الصغير أو حتى الشباب وكبار السن. وقال: "إن تلك المعاناة قد تصيب نسبة كبيرة من المعاقين، باكتئاب، وهذا ما يزيد من معاناتهم؛ لذا تعمل الجمعية جاهدا، على تنظيم نشاطات ترفيهية، وخرجات من حين لآخر لفائدة هؤلاء؛ لمشاركتهم متعة الحياة، ومنحهم واحدا من حقوقهم الضائعة بسبب محدودية حركتهم، أو إعاقتهم التي تمنعهم عن خوض مغامرات أو تجارب بدون مرافقة".

وأكد المتحدث أن الجمعية تنظم في كل مرة، خرجات ميدانية إلى عدد من ولايات الوطن، لفائدة المعاقين المنخرطين في الجمعية، وكذا من جمعيات ناشطة في نفس المجال بالتنسيق والعمل سويا على إنجاح خرجة سياحية، هدفها الترويح عن النفس، وتخفيف ضغط الحياة؛ حيث سبق أن زارت الجمعية رفقة أصحاب الهمم، عددا من المناطق السياحية برفقة أعضاء متطوعين، يعملون على مساعدة هذه الفئة على الاستمتاع بالرحلة، ويسهرون على إنجاح الخرجة بدون أن يشعر أيٌّ من ذوي الاحتياجات الخاصة، بنقص يمنعه من متعة التجول.

وشدد في هذا الصدد على أن إدماج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع، أمر مرهون بالإرادة القوية للجميع، قائلا إن الجميع مسؤولون عن تلك الفئة. وشعورها بالإقصاء هو مشكل نابع من المجتمع في حد ذاته؛ الأمر الذي يجدر تحدّيه من خلال رفع وعي الأسوياء بأن لا أحد منا في مأمن من الإصابة بإعاقة، وأن لكل شخص الحق في عيش حياة كاملة متكاملة بنفس الطموح والرغبات والآمال والأحلام التي يشعر بها الشخص السوي.

وأضاف المتحدث أن إدماج الطفل المعاق حركيا، من أهم ما تحاول الجمعية التحسيس به والتوعية بشأنه، خصوصا أنه في مرحلة متقدمة من عمره، يمكنه أن يتقبل إعاقته بسهولة إذا ما تم مساعدته على ذلك باكرا، وإدماجه في نشاط رياضي يساعده كثيرا على الانخراط في المجتمع بصورة سليمة، كما يساعده في اكتساب الثقة في النفس، التي تقوي شخصيته مستقبلا، وهذا أكثر ما يعانيه بعض الشباب الذين تعبت، للأسف، نفسيتهم في مرحلة متقدمة من السن، أو الذين أصيبوا بإعاقة مع مرور الزمن.

وأضاف المتحدث أن الرياضة تساعد كثيرا ذوي الإعاقة حركيا، في التحكم في حركة الجسم، خاصة إذا تم إدماج الفرد منذ صغر سنه، موضحا أن الجمعية كان لها تجربة مع فتاة نجحت بفضل ممارستها السباحة، في تحسين حركة رجليها بعد أن كانت تعاني من إعاقة تكاد لا تحرك، تماما، ساقيها بسببها؛ حيث نصح الطبيب أبويها منذ صغر سنها، بممارسة نشاط رياضي يحفزها في تحريك ساقيها.

وأضاف حيرش أن الرياضة عامة، تساعد الطفل على الاستمتاع، وتحرير طاقته، وتقدم له ما ينفعه جسديا ونفسيا، علاوة على أن مشاركته في رياضة جماعية تساعده في الاندماج تدريجيا في المجتمع، وتكوين صداقات، ومشاركتهم متعة الحياة، مؤكدا أن التربية البدنية تنمّي القدرات البدنية والحركية، كما تنمي كافة القدرات العقلية والنفسية والاجتماعية، وتمنح اللياقة البدنية، وتساعد في الاستمتاع بالحياة، وعلاج العيوب؛ لتحسين القوام كنوع من التأهيل.