حقق "جازي" نتائج إيجابية خلال سنة 2015، وهي سنة مفصلية للمتعامل تعرض خلالها لمحاولات تكسير وتشويش، انتهت بالفشل حسب الرئيس التنفيذي لجازي السيد، فينتشنزو نيسي الذي أكد في حديث لـ"المساء" أن المؤسسة تعيش زواجا كاثوليكيا لا يقبل الفسخ، واصفا الصيغة التي بعثت بها المؤسسة بالمثالية والمشجعة للمستثمرين الأجانب الذين دعاهم إلى تجربة الشراكة وفق القاعدة 49/51 التي تؤسس لمبدأ الشفافية والثقة. جازي الذي وظف سنة 2015 عددا كبيرا من الإطارات، يتطلع خلال هذا العام إلى استرجاع الوقت الضائع باستكمال تغطية جميع الولايات بخدمة الجيل الثالث والاستعداد للجيل الرابع مع مواصلة خلق الثروة وبسط التكنولوجيا.

الرئيس التنفيذي لجازي السيد، فينتشنزو نيسي انتقد في حديث خص به "المساء" محاولات كسر الشراكة التي تربط الصندوق الوطني للاستثمار ومجمع فيمبلكوم، مؤكدا أن هذه الشراكة يجب أن تنجح حتى نثبت للمستثمرين الأجانب أن قاعدة الاستثمار 49/51 يمكن أن تكون انطلاقة قوية لاستثمارات ناجحة أو بعث أخرى. المسؤول قال إن محاولات التشويش على أداء المؤسسة إنما الغرض منها هو ضرب الحكومة والدولة الجزائرية ومنه سياساتها وقوانينها التي لم ترق للكثيرين، لاسيما الأوربيين حسب قوله.

17 مليون مشترك و3600 موظف

 تشارك جازي في خلق مناصب الشغل والثروة في الجزائر عن طريق استراتيجية تدعم تكافؤ الفرص من أجل الحصول على وظيفة، وكونها شركة مواطنة، تشجع جازي المتخرجين الجدد وكذا من لهم خبرات معترف بها من أجل العمل بالشركة. توظف الشركة حاليا أزيد من 3600 موظف بصفة دائمة مباشرة وأزيد من 70000 شخص بصفة غير مباشرة، يعملون في التوزيع والصيانة وغيرها.

وعلى سبيل المثال، وظفت جازي في سنة 2015، نحو 175 موظفا موزعين عبر التراب الوطني وهذا في إطار نشر شبكة الجيل الثالث التي أطلقها المتعامل بنجاح، وتم توظيفهم بمساهمة بعض الشركاء منهم الوكالة الوطنية للتشغيل التي تلعب دورا هاما خاصة في مرحلة الانتقاء. وتنوعت المناصب التي تم التوظيف فيها بين التسويق والتقنية والمحاسبة والإعلام الآلي ... كما تنوع مستوى الوظائف من القاعدية إلى الإطارات، لكن كل هذا تم عن طريق عملية انتقاء موضوعية وعادلة.

التجربة الناجحة لجازي، ترتكز على نقاط قوة ساهمت في صمودها في وجه الأزمات المتعددة التي مر بها المتعامل. ويقول الرئيس التنفيذي لجازي السيد فينتشنزو نيسي، إن المتعامل يعتمد على زبائنه الذين يزيد عددهم عن 17 مليون مشترك، ورأسمالها البشري المتمثل في 3600 موظف، ناهيك عن مصلحة خدمة الزبائن التي تعمل دون انقطاع وبطريقة احترافية وشبكة توزيع فعّالة تغطي 48 ولاية، بالاضافة إلى عروض متنوعة تراعي متطلبات الزبائن.

الانتماء الى شركة عالمية مثل (فيمبلكوم) أعطت دفعا قويا للمتعامل ـ يقول رئيسها ـ الذي أوضح أن الشركة تتوفر على خبرة عالمية وتسمح بالحصول على أسعار جيدة مما يعود بالفائدة على المشتركين مستقبلا من خلال الاستثمار المستمر في التكنولوجيات الحديثة وتقديم عروض ذات محتوى جزائري لدعم الاقتصاد الوطني، ناهيك عن الاستمرار في سياسة تكوين وتنمية الرأسمال البشري من أجل مسايرة التطور التكنولوجي السريع في مجال الاتصالات.

ضرائب فاقت 381 مليار دج وتعديل بـ72 مليار دج

تعكس الأرقام والإحصائيات ثقل المتعامل جازي في الاقتصاد من خلال دعمه خزينة الدولة بما يؤكد فعاليتة الأكيدة. ودفعت جازي منذ بداية نشاطها إلى غاية 31 ديسمبر من السنة الماضية، ما يقارب 381 مليار دينار على شكل ضرائب و رسوم مختلفة، زيادة على 72 مليار دينار تتعلق بالتعديل الضريبي،  وهذا يبين المساهمة الكبيرة للشركة في الاقتصاد الوطني بشكل منتظم ومستمر منذ نشأة المؤسسة سنة 2001. موازاة مع التطور الكبير والمتسارع للتكنولوجيا، تستمر جازي كونها شركة لها وزنها في قطاع الاتصالات في الجزائر، في الاستثمار في التكنولوجيات الحديثة، تبنت الشركة سياسة رائدة وعروض قوية لسنة 2016، حيث سمح انتماؤها إلى مجمع فيمبلكوم العالمي بالاستفادة من التجارب السابقة التي أجريت في دول أخرى من أجل تسريع نشر تقنية الجيل الرابع وتقديم عروض انترنت مهمة خاصة بالمؤسسات وكذا الأفراد.

 كما أن جازي، ونظرا لقربها من المواطن الجزائري، اختارت الاشتراك في توفير الخدمة الشاملة للاتصالات، مما سيسمح لها بالاستثمار في مناطق  نائية رغم ضعف مردودية الاستثمار في هذه المناطق و لكن هذا سيسمح لها بالوصول إلى أكبر عدد من المواطنين في هذه المناطق المعزولة. عن نوعية العروض وتكلفتها ـ يقول فينتشنزو نيسي ـ إن ما يهم جازي هو أن يبقى دائما في الاستماع لانشغالات زبائنه ومن ثم الاستجابة لها عن طريق عروض ملائمة تلبي تلك الحاجيات. نوعية العروض مهمة جدا بالنسبة للشركة، كما أن تحديد الأسعار يتم بطريقة مدروسة تراعي مداخيل كل فئة اجتماعية حتى تلك الضعيفة منها ـ يضيف الرئيس - الذي أكد أن جازي هو المتعامل الوحيد الذي يقدم عروض انترنت بالساعة وباليوم، كما توفر بعض عروضه إمكانية الدخول إلى المواقع الاجتماعية بطريقة غير محدودة.

20 شراكة جامعية و1.5 مليون ساعة تكوين

 وفرت جازي لموظفيها أزيد من مليون ونصف ساعة تكوين في مجالات تستجيب لمتطلبات كل وظيفة معتمدة على التكوين المباشر وعلى التعليم الإلكتروني في عدة مجالات سواء كانت تقنية أو إدارية لقناعتها أن العامل هو حجر الأساس في تطوير المؤسسة خاصة في مجال الاتصالات. واستحدثت الشركة مركز تكوين خاص بها مجهز بأحدث الوسائل البيداغوجية ويعمل به 4 مكونين معتمدين من قبل مراكز تكوين دولية. المؤسسة تسعى إلى تنمية مهارات الموظفين وتحيينها بالاعتماد على كل ما هو جديد وفقا للمعايير الدولية الحديثة المعمول بها في هذا المجال.

التضامن الاجتماعي خيار استراتيجي

للتضامن الاجتماعي مكانة استراتيجية لدى جازي التي تقف إلى جانب عدة جمعيات خيرية تساندها في نشاطاتها، وساهمت في 2015 في فتح مكتبة ببني عباس وكذا قاعة مطالعه في حي القصبة. كما يشارك المتعامل منذ سنة 2009 في عدة مبادرات ذات طابع اجتماعي تربوي خاصة في قطاع التعليم العالي، حيث أمضت على أزيد من 20 اتفاقية شراكة مع عدة جامعات جزائرية للعمل على تشجيع الطلبة وتسهيل دراستهم، حيث قامت الشركة بتوفير أكشاك متعددة الخدمات مجانيا في عدة جامعات ومعاهد وكذا مخابر لغات، بالاضافة إلى مساهمتها في حفلات تخرج الطلبة المتفوقين كل سنة.

مصير الشراكة في أجندة المتعامل وعلاقاته مع البنوك والمؤسسات الكبرى هي نقاط تباحثنا فيها مع الرئيس التنفيذي لجازي الذي أوضح أن الشراكة مع الصندوق الوطني للاستثمار عملية ناجحة بكل المقاييس، واصفا إياه بالشريك الذي يستمع ويراعي انشغالات المتعامل، بالاضافة إلى مشاركته بفعالية في تطوير المؤسسة ويساعد في حل المشاكل التي تواجهها. أما العلاقة مع البنوك، فهي علاقة شراكة، حيث تتعامل جازي مع أكبر البنوك العمومية والخاصة في الجزائر وكلها كانت في المستوى وتعاملت باحترافية مع الشركة في الظروف الصعبة التي واجهتها. وبخصوص الشركات الكبرى، فهي علاقة اقتصادية وتجارية، وينوي مجمع فيمبلكوم خلق فرع خاص بالمؤسسات نظرا لأهمية هذه الشريحة من السوق الوطنية بما يستجيب لحاجياتها وتقدم لها العروض الملائمة باستعمال خبرتها الطويلة في الميدان. 

جازي تعمل حاليا على تسريع وتيرة نشر شبكة الجيل الثالث في الولايات المتبقية، كما ستشرع في نشر شبكة الجيل الرابع بعد الحصول على الرخصة.  بالاضافة إلى تطوير العروض وجعلها أكثر ملاءمة مع التكنولوجيا الحديثة وخاصة تلك المتعلقة بالانترنت، تضاف هذه الجهود إلى تلك التي يقوم بها المتعامل في مجال التكوين الذي يحظى باهتمام كبير باعتباره أحد أعمدة سياسة الشركة في تسيير الموارد البشرية، نظرا لاعتماد الشركة على الكفاءة من أجل الاستمرار في المنافسة في سوق الاتصالات.