عبد الوهاب زكاغ..

حامل همّ القصبة والواثق بالشباب

حامل همّ القصبة والواثق بالشباب
  • القراءات: 1039
نوال جاوت نوال جاوت

يحمل السيد عبد الوهاب زكاغ المدير العام للديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية، همّ القصبة، محفّزه في ذلك، عشقه لهذا الوطن وغيرته الكبيرة على كلّ شبر منه، لأنّ الجزائر تملك ما لا يملكه غيرها، فلديها تاريخ وتراث ولديها خبرات وكفاءات لا يستهان بها ناهيك عن عنصر الشباب الذي يراهن عليه زكاغ لأنّه المستقبل والقاطرة التي لا بدّ أن نثق بقدرتها على مجابهة الصعاب وامتلاكها من الإرادة والحماس والغيرة على هذا الوطن ما يؤهلها للوصول إلى المبتغى.

العارف بالسيد زكاغ، يلمس تمسّكه الكبير بالشباب فالأغلبية الكبيرة من معاونيه وكذا العاملين معه من فئة الشباب، فيكفي زيارة قلعة الجزائر حيث توجد خلية متابعة تطبيق المخطط الدائم لحفظ القصبة لتتأكد من ذلك، شبان وشابات من أعمار مختلفة لكن عدوى التمسّك بالقصبة والإصرار على إنقاذها انتقلت إليهم من مسؤولهم، وباتوا كخلية النحل لا يكلون ولا يتعبون، تجدهم منهمكين في دراسة المخطّطات وتبادل النصائح والعمل على تسريع وتيرة العمل.

وفي هذا الصدد، يؤكّد ضيفنا أنّ أغلبية هؤلاء الشباب من طلبته، وآخرون فتح لهم باب الديوان بعدما لمس فيهم الرغبة الكبيرة في الانخراط في مسعى ترميم الحي العتيق، كلّ حسب اختصاصه ومؤهلاته العلمية، وقال أنّه يستثمر في الشباب ويراهن عليه، مضيفا أنّه درّس بالجامعة لأزيد من عقدين من الزمن، وسيظل يحمل رسالة الأستاذ في نقل معارفه ومعرفته لطلبته، مشيرا إلى انّه كوّن حوالي 20 مهندسا معماريا مرمما مؤهلا، ووصل لقناعة أنّ أي شاب يكفي أن تعلّمه الالتزام وتنمي فيه الرغبة، وضع الثقة فيه، تأطيره ومرافقته ليقدم على فعل ما هو الأفضل والأنجع والأجمل لأنّه يحمل هو الآخر حب الوطن والغيرة على وهويته.

وفي هذا السياق، سألت "المساء" السيد زكاغ إن لم يكن نادما على العودة إلى العودة إلى الزائر بعد سبع سنوات قضاها في إيطاليا، حيث كانت له حياة مستقرة وكلّ الوسائل والإمكانات المساعدة على العمل، ردّ زكاغ دون أن يرف له جفن أو يتردّد بالنفي، وقال "عندما قرّرت العودة كان قرارا نهائيا، أخذتني الأنفة على بلدي والغيرة على أثارها وتراثها وتاريخها، كان لابدّ أن أعود فالجزائر هي من علّمتني وبعثتني في منحة جامعية إلى الخارج، وكان عليّ أن أردّ لها الجميل وأساهم في الحفاظ على ذاكرتها، أنا وطني حتى النخاع ولست نادما على العودة".

وتوقّف السيد زكاغ عند ما عاشه في روما، وكيف أنّ الإيطاليين يحتكون يوميا مع آثارهم التي شكّل جزءا كبيرا من محيطهم وواقعهم، وأوضح أنّه لمس غيرتهم على وطنهم وتاريخهم، فتساءلت لماذا نجحوا في حفظ ذاكرتهم..إذا كانوا قادرين على ذلك فنحن كذلك باستطاعتنا فعل هذا، وقال "أنا لا احب الكسل والخمول، ولا أتعاطى مع الراغبين في كسر الجزائر".

السيد زكاغ مارس السياسة في فترة من حياته، لكنّه رفض الحديث عن انتمائه السياسي موضحا انّه كان رئيس بلدية بن عكنون لفترة، ثمّ بعد عشر سنوات في السياسة فضّل الابتعاد والاهتمام بأشياء أخرى بعدما تغيّرت الممارسة السياسية وفقدت معالمها وجوهرها، وتحدّث السيد زكاغ عن تأثّره بالرئيسين الراحل هواري بومدين، والحالي عبد العزيز بوتفليقة،ـ مؤكّدا على أنّه منح الكثير للمشهد الثقافي الجزائري مثلما شجّعه في المرتين اللتين التقاهما به على تكوين الشباب والحفاظ على التراث.

ملف ترميم القصبة عرف تداول ثلاثة وزراء عليه، بداية بخليدة تومي وصولا إلى عز الدين ميهوبي مرورا بنادية لعبيدي، وسألت "المساء" السيد زكاغ أي من هؤلاء الوزراء أحاط الملف بعناية خاصة، فردّ قائلا أنّ خليدة تومي أولت عناية استثنائية للملف وعرفت كيف تتّخذ القرارات في وقتها وتقدّم كل الدعم المادي والتقني له، أما عز الدين ميهوبي فيمتاز بالرغبة في الاستماع إلى أهل الاختصاص والخبراء للوصول إلى ما هو أفضل للقصبة وأبدى استعداده لتقديم اللازم للوصول إلى المبتغى بسرعة وفعالية لقناعته بأنّ القصبة تستحق الأفضل، فيما عرفت فترة الوزيرة لعبيدي تجميد كلّ المشاريع والانتظار.