مختصون يعددون الأسباب ويدقون ناقوس الخطر:

حالة طلاق كل 10 دقائق في الجزائر

حالة طلاق كل 10 دقائق في الجزائر
  • القراءات: 1223
❊أحلام محي الدين ❊أحلام محي الدين

شهدت حالات الطلاق ارتفاعا كبيرا في مجتمعنا، مما يستدعي دق ناقوس الخطر حيالها، خاصة بعدما أخذت منعرجا خطيرا، حيث كشفت الإحصائيات، تسجيل 60 ألف حالة طلاق سنويا في بلادنا، بمعدل 6 حالات في كل ساعة، أي حالة كل 10 دقائق، كما تعالج المحاكم بين 60 و70 قضية يوميا، مع الإشارة إلى أن 80 بالمائة من حالات الطلاق تسجل في الأشهر الأولى من الزواج.

أرجع المختصون في علم النفس والاجتماع والمحامون أسبابه إلى مزيج بين الأسباب التقليدية المعروفة، كتدخل الأهل في شؤون الزوجين أو عدم الإنفاق أو الاعتماد الكلي على الزوجة في تسير شؤون البيت، أو بسبب عدم الإنجاب، إلى جانب الأسباب الحديثة التي تأتي على رأسها التكنولوجيا التي أصبحت تلعب دورا كبيرا في تفكك الأسر، بعد انتشار الخيانة الزوجية عبر مختلف الوسائط الاجتماعية، في الوقت الذي أصبح الزواج موضة في نظر البعض.

من خلال هذا الملف، حاولت "المساء" الإجابة عن مختلف الأسئلة المتعلقة بأسباب الطلاق. كما قدم المختصون في العديد من المجالات، على غرار علم النفس والاجتماع والتنمية البشرية، حلولا للظاهرة، إلى جانب رأي الدين فيها ومعالجته لها.

❊❊ أحلام محي الدين ❊❊

أسباب الطلاق بعيون جزائرية ... الكذب واللهفة، عدم التكافؤ و"المعاندة" وأمور أخرى

استطلعت "المساء" رأي رواد الفضاء الأزرق حول أسباب ظاهرة الطلاق، حيث صبت أراؤهم حول أمور عديدة، منها غياب المصلح الاجتماعي الذي كان يلعب دورا فعالا في زمن غير بعيد، وبناء العلاقات على المصالح الضيقة، على غرار المال والجمال، إلى جانب الكذب الذي اعتبره الكثيرون العدو رقم  واحد الذي يهدم كل جميل ويجعله في خبر كان. كما أشار آخرون إلى أن وقوع الأشخاص في فخ "المعاندة" كان وراء الكوارث المسجلة.

خلق الموضوع المطروح حماسا كبيرا بين رواد "الفايسبوك"، الذين اعتبروه حديث الساعة ومن بين المشاكل الشائكة التي يعاني منها مجتمعنا، وقد عدد الرواد الأسباب بالشرح، فمنهم من ذكر الخيانة، الكذب، الطمع، ضعف الوازع الديني، التفاوت الطبقي والتباعد في المستوى الثقافي، الركض وراء المادة، عدم التناسق الفكري والتسرع في اتخاد قرار الارتباط، غياب الثقة والصراحة وجفاء المشاعر، ركض الرجل وراء الجمال والمرأة وراء المال، مع غياب الوعي.

في هذا السياق، أشارت السيدة م.باشا، إلى غياب الوعي قائلة "الزواج لم يعد مبنيا على أسس متينة.. بل هناك من يتزوج لأن وقت الزواج حان، أي كي لا يفوته القطار، كما يقال، والبعض يتزوج لأنه يتابع الأفلام التركية الرومانسية وبعدها يصطدم بالواقع... تعددت الأسباب والطلاق واحد".

أكد الكثيرون أن الكذب وإخفاء حقيقة ما يختلج في النفوس، أسباب كامنة وراء الطلاق، على سبيل المثال ما أشار إليه السيد أسامة بولمعالي بقوله "بيع للأوهام من الطرفين قبل الزواج، إلى جانب مشكل الزواج التقليدي الذي يوجد فيه اختلاف في وجهة النظر بين الطرفين".

من جهته، أشار السيد محمد.م من غرداية، إلى أن أكثر حالات الطلاق يعود سببها إلى التهرب من المسؤوليات الشرعية والأخلاقية، إلى جانب التخلي عن دور الوسيط، أو "كبير العرش"، مشيرا إلى أن الكل بات يقصد المحاكم مباشرة دون البحث في سبل الصلح. 

من جهته، أوضح السيد بلقاسم بوشريفي أن أهم أسبابه، هي الابتعاد عن الشريعة الإسلامية وارتفاع سقف المادة عوض المودة والأخلاق. وأشارت السيدة شيباني رئيسة جمعية "أميرة المحلية" بتيبازة، إلى أن معايير الزواج اختلفت في زماننا، فبعد ما كانت تعتمد في السابق على أسس سليمة، بتنا اليوم كعائلات نزوج بناتنا فقط بفعل "المعاندة"، أي إذا تزوجت الجارة أو القريبة لابد أن تتزوج ابتني أيضا، ولا تهم باقي التفاصيل، وهذا مشكل كبير، تقول المتحدثة.

أشار السيد سليم في تعليقه، إلى أن الابتعاد عن الوازع الديني من أهم الأسباب، مضيفا افتقادنا للصبر خلافا لما كانت عليه الجدات والأجداد أيضا. مؤكدا أن كل المشاكل يمكن أن تحل بطرق سلمية والطلاق آخرها، أي إذا أوصدت كل الأبواب. 

أحلام محي الدين