طباعة هذه الصفحة

غياب الوعي الطبي عن الجامعيات

جهل المرض والخوف يحولان دون الفحص المبكر

جهل المرض والخوف يحولان دون الفحص المبكر
  • القراءات: 1716
❊فريال فنيش ❊فريال فنيش

يُعدّ "أكتوبر الوردي" الذي يحمل في طياته الكثير من الأمل للسيدات وتنظم خلاله حملات تحسيسية لتوعية النساء وحثهن على الفحص المبكر لاكتشاف المرض الخبيث واستئصاله ناهيك عن الومضات التلفزيونية إلى جانب لافتات في الشوارع تصوّر مشاهير كُتب عليها: "أنا قمت بالفحص وأنت متى؟"، وغيرها من الملصقات التي توزع على النساء، زيادة على الأبواب المفتوحة والنشاطات الجمعوية المنظمة بالصالونات والمراكز التجارية، إلا أن كل هذا الجهد يُعد غير كاف أمام جهل الكثير من الشابات بالجهود المقدمة، علاوة على رفضهن فكرة الفحص المبكر؛ من منطلق أنهن غير معرضات للمرض بحكم صغر السن.

رغم الجهود المبذولة من طرف مختلف الجهات الرسمية منها والجمعوية وتنصيب أجنحة في الأماكن العمومية للتعريف بالمرض وإظهار الطرق التي يجب اتباعها لتفاديه، وحتى التغذية الصحية التي تُعد مصدر الشفاء، والمتمثلة في الطبخ الجزائري الأصيل واستعمال مواد طبيعية كالخمائر النباتية مثلا، والابتعاد عن كل ما هو مغلَّف في معلبات ويحتوي على مواد حافظة وملونات ومواد اصطناعية، إلا أن الكثير من المواطنين يجهلون ماهية المرض، خاصة الرجال الذين ينسبون سرطان الثدي للمرأة، متناسين وجود أنواع أخرى منه تمس الرجل بصفة خاصة، على غرار سرطان الحنجرة والفم والرئة بفعل التدخين وسرطان البروستات.

وفي جولة قادت "المساء" إلى بعض الكليات بالعاصمة منها كلية علوم الإعلام والاتصال وكلية الحقوق بسعيد حمدين إضافة إلى جامعة اللغات ببني مسوس لقياس مدى معرفة الطلبة خاصة الفتيات اللواتي يتراوح سنهن ما بين 18 و26 سنة لاختبار معلوماتهن عن المرض وما يفعلنه لحماية أنفسهن تجاهه، وللاستفسار عن قيامهن بفحوصات للوقاية من هذا المرض، كانت معظم أجوبتهن متشابهة رغم مستواهن العلمي ووعيهن بضرورة القيام بفحص واحد على الأقل في السنة، إلا أنّهن يرفضن الخضوع للفحص المبكر خوفا من النتائج، وأخريات ليس لديهن أي فكرة عنه.

لا يملكن أدنى فكرة

عند طرح "المساء" بعض الأسئلة عن ماهية مرض سرطان الثدي والمعلومات التي تملكها الفتاة عنه وكيف تتصرف إذا شعرت بألم على مستوى الثدي، كانت الإجابة بعبارة: "ليس لديّ فكرة"، "لا أريد القيام بأيّ فحص"، "مازلت صغيرة ولن يصيبني هذا المرض"، حيث قالت زينب (18 سنة طالبة سنة أولى بكلية الحقوق)، "ليس لديّ معلومات عن سرطان الثدي سوى أنه يصيب النساء المتزوجات، وأنا شخصيا لن أقوم بالكشف المبكر؛ لأنّه لا يهمني"! وقالت أخرى: "لم أقم بفحوصات بعد؛ لأنّني شابة في مقتبل العمر".

وفي نفس السياق، أوضحت شهرزاد (20 سنة) وعبارات الاستفهام بادية على محياها قائلة: "لا أبدا، لم أقم بأي فحوصات. وما أعرفه عن سرطان الثدي أنه مرض قاتل"، فيما أشارت نورة (طالبة بكلية علوم الإعلام والاتصال 26 سنة) إلى أنها تعتبر المرض وراثيا قائلة: "سرطان الثدي مرض وراثي، ينتقل من الأم إلى الابنة أو من الجدة إلى أفراد عائلتها، فهو عبارة عن حلقة دائرية". وأضافت فلة (طالبة لغات أجنبية 25 سنة): "لم أقم بتشخيص للمرض، ولن أفعل ذلك إلا إذا كانت حالتي خطيرة؛ لأنّ العلاج عندنا ليس فعالا ولن يجدي نفعا، فإذا كتب لي الله أن أموت به فمرحبا". واكتفت بعض الفتيات بالإشارة إلى أن التحاليل والفحوصات باهظة جدا، وأنهن لا يستطعن تأمين المبلغ في كل فحص".

نعم أفحص

غير أن طالبتين من ضمن المستجوبات شكّلتا حالة خاصة، إذ كان لهما رأي مغاير، كون كل منهما أما؛ حيث قالت السيدة حفيظة: "أنا متزوجة منذ أكثر من أربع سنوات، وأخضع بصفة منتظمة لفحص سرطان الثدي كل سنتين، لأنّه مرض خطير، ويجب توخي الحذر منه؛ فـ "الوقاية خير من العلاج". كما قمت بفحوصات مبكرة لأطمئن على نفسي. وأوصي، من جهتي، النساء سواء الشابات أو السيدات، بالفحص الذاتي، الذي لا يتطلب الذهاب إلى طبيب والتشخيص المبكر، وأن لا يفرطن في أنفسهن، وأن يقمن بفحوصات مستمرة؛ لأن الأرواح أمانة".

وفي نفس السياق، أضافت السيدة خديجة (29 سنة طالبة سنة أولى في الدكتوراه تخصص سمعي بصري حامل في شهرها السادس)، "حقيقة في السنة الماضية قمت بفحص سرطان الثدي؛ لأنني أحسست بآلام غير طبيعية. وبعد إجرائي "ماموغرافي" أكد لي الأطباء أن مرضي ليس خطيرا؛ فهو عبارة عن كيس صغير على مستوى الثدي قابل للشفاء. وكما كانت الحال، فقد تناولت الدواء الذي وُصف لي وبعض الفيتامينات. وبعد مرور فترة محددة من الوقت لم يعد الكيس موجودا، الحمد لله".