سهيلة الهاشمي و مريم عبدو:

"ثنائي الثالثة" الذي غير وجه الإعلام العمومي

"ثنائي الثالثة" الذي غير وجه الإعلام العمومي
  • القراءات: 1353
ع. ونوغي ع. ونوغي

"الثالثة": قناة إذاعية عمومية جزائرية تخطت الحدود وسكنت قلوب الجزائريين والمستمعين داخل الجزائر وخارجها. حصص إعلامية يومية وأسبوعية نجحت بامتياز. وباتت تشد الناس إلى مواقيت محددة. ينتظرها المسؤول والسياسي والوزير والمدير والمواطن البسيط والإعلامي والنقابي والمستثمر ورئيس الجمعية والمرشح في استحقاق انتخابي والخبير... صحافيون سكنوا قلوب الناس لما يتمتعون به من احترافية عالية في طرح الأسئلة لكن بإلمام بالأحداث والمواضيع المطروحة. ينم عن كفاءة عالية.

"الثالثة" هي الوجه المحترف للإعلام العمومي. هي ما يجب أن تكون عليه الصحافة العمومية. قد نرتكب ظلما كبيرا في حق قنوات أخرى تبحث عن التألق والاحترافية وتضم أسماء صحفية متميزة في إذاعة البهجة أو الأولى أو إذاعات محلية  وجهوية عديدة... لكن نجاح وتألق القناة الإذاعية الثالثة بثراء برامجها وتنوعها. وما يتميز به منشطوها وصحافيوها من كفاءة وفرض للتألق في داخل الوطن وخارجه جعلها تحظى بإجماع غالبية المستمعين (سواء الذين يحسنون الفرنسية أو من أغوتهم قوة الاتصال والتقديم المبسط للبرامج من منظور السهل الممتنع ولو كانوا من المعربين). جزائريون وأجانب يجمعون على أنها القناة الأكثر احترافية وإغراء ومتابعة. 

إذا كان الحكم أو الأمر قد يبدو سهلا في  الاختيار على أنها "سيدة القنوات الإذاعية الجزائرية" فإن الأمر ليس كذلك في المفاضلة بين برامجها وصحافييها ومنشطيها. وأكاد أقول دون تردد أنهم جميعا دون استثناء يستحقون الثناء والإطراء والتشجيع. أسماء. بل أوزان شقت طريقها بثبات في الصحافة العمومية. كسرت قيود لغة الخشب وتخطت الكليشيهات والطابوهات المبتذلة التي ترتبط  برواسب ذهنيات متحجرة لا تقدم ولا تؤخر. ولا تقدم خدمة عمومية بمقاييس علمية واحترافية. ليس سهلا تحقيق ذلك في وضع وممارسات عقيمة تغذيها أحيان كثيرة دسائس حمالات الحطب وطموحات غير مشروعة لأولئك الذين لا يحملون من شهادات العلم والدراسة والتكوين غير شهادات الميلاد والسكن والقرابة والجهة... يقول هواة كرة القدم وخبراؤها ومتتبعوها في بلد جنون سحر كرة القدم. إن أكبر المتاعب التي يواجهها مدرب برازيلي هي متاعب اختيار 11 لاعبا للمنتخب. ليس بسبب نقص المهارات ولكن لكثرة الممتازين والمتألقين. هذا الوضع يمكن مقارنته بعدد المهارات والكفاءات الصحفية التي تشكل خلايا القناة الإذاعية الثالثة. من سليم سعدون إلى الشاذلي بوفروة ومعمر جبور ورياض بلخديم ومحمد حوشين وليندة عبابسة وجويدة عزوق... وأخريات وآخرون كثيرون من الصحافيين والصحافيات الأكفاء والمتألقين. لكن "ثنائيا" استطاع أن يخرق حدود الإبداع والنجاح في التقديم واختيار الضيوف والأسئلة وإنجاح البرنامج هما الصحفيتان: سهيلة الهاشمي (مقدمة البرنامج الصباحي اليومي "ضيف التحرير") والزميلة مريم  عبدو (مقدمة برنامج "مسار التاريخ" الذي يبث مساء كل خميس). الزميلتان اللتان تعودنا كما تعود على ذلك المستمعون في الوطن وخارج الوطن على متابعة برنامجيهما المتميزين والمتجددين  باستمرار ثراء وتنوعا وضيوفا... هما اليوم ضيفتا جريدة "المساء" التي تنقل من خلالهما تجربة تألقهما وتواضعهما وكذا انتشار ونجاح وشهرة  "الثالثة" من خلال برنامجي: ضيف التحرير ومسار التاريخ... الزميلة زينب نميري كانت ضيفة القناة الثالثة وتسربت بين أضلع وتفاصيل إعداد البرنامجين وبين حميمية الطاقم المشرف. وأعدت ما تنشره "المساء" اليوم حول سهيلة الهاشمي ومريم عبدو.