"بورتري" مجاهد

ثائر شعاره الانتصار لا الانكسار

ثائر  شعاره الانتصار لا الانكسار
  • القراءات: 1339
ع. بزاعي ع. بزاعي

ولأن الواجب يقضي علينا الالتفات إلى عينات مثل هذا المجاهد الثائر في وجه الاستعمار، وشعاره دوما "الانتصار لا الانكسار"، فالأجدر تقديمه ولو أنه في غير حاجة إلى تقديم ولا يحتاج إلى إشادة كونه حمل على عاتقه في ريعان شبابه القضية الوطنية التي شغلت باقي مساره النضالي.

ففي بدايات الثورة المباركة، ظل المجاهد أحمد قادة منهمكا في البحث في سبيل الالتحاق برفقاء السلاح، رغم سنه الذي كان لا يتعدى 14 سنة، في ظل الأوضاع التي ميزت المشهد السياسي بعد اتساع رقعة المشاركة القوية للمواطنين فيها خلال المرحلة الأولى من مسيرة أمة ضد الطغيان، وبروز جبهة التحرير الوطني في واجهة الأحداث السياسية وميلاد فدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا في ديسمبر 1954، والاتحاد العام للطلبة الجزائريين في جويلية عام 1955 والانتصارات التي سجلتها القضية الجزائرية على الصعيد الخارجي . وجاءت الفرصة المواتية في الاجتماع الذي دعا إليه الشهيد مصطفى بن بولعيد، ليلة الفاتح من نوفمبر 1954 لتفجير ثورة القرن،   وبعدها كانت الوجهة رفقة 14 عنصرا إلى الجبل بمنطقة بسكرة، مع رفقاء الدرب ممن يوصفون بالخارجين عن القانون، وشرعوا في تحضير الأسلحة، وتم الاتفاق على موعد الثورة الذي كان سريا لا يعلمه إلا القلة، والتقى عدة مرات بالشهيدين بن بولعيد وشيحاني، وأسندت هذه المهمة للشهيد الحسين برحايل، حيث انقسمت المجموعة التي لم يتجاوز عددها 28 فردا، إلى أفواج، وتم التفاهم مع جماعة بسكرة لتنفيذ العمليات. كما روى بدايات تشكيل الخلايا السرية والتدريبات باستعمال الذخيرة الحية، والتوجه إلى بسكرة في منتصف نهار 31 أكتوبر وتقسيم الأفواج إلى خمسة. 

ورغم قلة الأسلحة ووسائل الاتصال، إلا أن العمليات العسكرية التي نفذتها الأفواج الأولى لجيش التحرير الوطني ضد مواقع قوات الاستعمار والمعمرين شملت كامل التراب الوطني، وكان لها الصدى القوي داخليا وخارجيا والدليل على ذلك ما أعقب من ردود أفعال بعد لجوء قوات الاحتلال إلى توقيف العشرات من مناضلي الحركة الوطنية في ذلك اليوم، في مختلف أرجاء الوطن، وقد سجن المجاهد أحمد قادة في فترة الحاكم فوبي واتهم بالمشاركة في الثورة وتدوين أسماء الحركى، وهو في عز شبابه، حيث تمكن من الفرار من السجن بعد 08 أيام من احتجازه، كما عرف بنضاله في الحركة الجمعوية بعد الاستقلال، ويعد من أبرز الأعضاء في المجلس الوطني للجنة الوطنية للعفو الشامل والرئيس الشرفي والناطق الرسمي لمكتبها الولائي بباتنة،  عرف بنشاطه في سياق حملات التحسيس بأهمية المبادرة التي دعا إليها فخامة رئيس الجمهورية حول العفو الشامل قبل سنوات قليلة ماضية،  وعمل لتجسيد بنود الأرضية الفكرية والسياسية للجنة الوطنية للعفو الشامل التي ضمت وقتها 20 بندا، والتي تستمد فلسفتها من روح ثورة نوفمبر وتعاليم الدين الإسلامي، واعتبار العفو فضيلة حضارية وأخلاقية أوصت بها الشرائع السماوية وفلسفات وإيديولوجيات،

ومن المعارك التي يروي فيها المجاهد بسالة جيش التحرير الوطني في التصدي للاستعمار؛ معركة 3 نوفمبر بامشونش التي تمكن خلالها من قتل أحد الخونة المدعو بن دباخ الصالح، وجرده من سلاحه من نوع "رباعية" مع 36 عيارات حية، سلمها للطيب ملكمي وظفها في هجومات أخرى، ومعركة "لمراركة" بغوفي، قبل نداء الشهيد بن بولعيد الذي أعاد الأمور إلى نصابها.