اختلفت الأسباب والموت واحد

توقيع بالغياب لأسماء رسخت في الوجدان

توقيع بالغياب لأسماء رسخت في الوجدان
  • القراءات: 903
مريم. ن مريم. ن

سجّلت السنة العشرون من الألفية الثانية رحيل أسماء فنية ثقيلة صدمت جمهورها بانسحابها الهادئ والمفاجئ، فزادت من ألم الفراق الذي رسخته كورونا بقسوتها، حيث لم تتمكن هذه الجماهير في سوادها الأعظم من توديعهم وإلقاء النظرة الأخيرة عليهم، وهم الذين كانوا يملؤون الحياة بهجة وحبا.

ايدير أحجية التراث الأمازيغي

من الراحلين الفنان العالمي ايدير (حميد شريت) الذي نزل خبر وفاته كالصاعقة على جمهوره داخل الوطن وخارجه في 3 ماي 2020، ليختم مشوارا طويلا حافلا بالروائع، لقد حمل فنه على كتفيه وتنقل به بين مدن العالم التي أصبحت ترافقه وهو يؤدي أمامها أغنيات من عمق المجتمع القبائلي، رحل ايدير بعدما عاد لحضن أمه الجزائر لينشد لها حنينه بعد 39 سنة غياب، وكأنه رفض الرحيل دون أن يقبل جبين وطنه ويشكو له ما كان من غربة، قال “لا جزائر دون منطقة القبائل، ولا وجود لمنطقة القبائل دون الجزائر”، في حفله الشهير سنة 2017 أتاه جمهوره المحب من كل صوب وحدب ليتساوى في سماع روائعه وكأنه كتلة بشرية واحدة .

نورية قصدرلي زهرة المسرح

كانت الراحلة نورية إحدى رائدات المسرح الجزائري، رحلت في أوت الماضي عن عمر ناهز الـ99 عاما. وولدت الراحلة خديجة بن عياد (اسمها الأصلي) في مدينة تيارت عام 1921، وتزوجت في سن مبكرة من الممثل مصطفى قزدرلي.

بدأت قزدرلي مشوارها الفني عام 1945، ثم انضمت بعدها إلى المسرح الوطني الجزائري، وكان لها الفضل مع غيرها من الممثلات الرائدات في تغيير نظرة المخرجين والمجتمع إلى عمل المرأة في المسرح والوسط الفني بشكل عام، حيث كانت الأدوار النسائية تسند في السابق إلى الرجال، ولقبت بـ “زهرة المسرح الجزائري”.

المالوف يودّع ملاكه الأبيض

لحق الفنان حمدي بناني رحمه الله بقافلة الراحلين، كان ذلك في سبتمبر الماضي أمام دهشة جمهوره العريض وهو الذي لم يغب حتى في زمن كورونا من خلال طلاته عبر صفحته الالكترونية أو في سهراته التلفزيونية وفي بعض من البث المباشر.

الفنان الراحل اشتهر بأدائه لأغنية المالوف، ولقب بـ"الملاك الأبيض” نسبة إلى الكمان الأبيض الذي كان يرافقه دائما، كما ساهم طوال مسيرته الفنية في نشر الثقافة الجزائرية عموما والمالوف خصوصا من خلال مشاركاته في المحافل الدولية، ونجح بناني في وضع لمسته على أغنية المالوف من خلال نحو 30 أغنية أبرزها “عدالة يا عدالة”، و"محبوبتي” و"يا ليلي يا ليلي”، و"جاني ما جاني”.

زيدوني أوّل فنان تختطفه كورونا

الراحل نور الدين زيدوني، كان أوّل فنان جزائري وعربي يخترق فيروس كورونا جسده، وأوّل الراحلين في 2020، وذلك في 29 مارس الماضي.

وكان للراحل إسهامات مميزة في إنجاز تصاميم سينوغرافية لعشرات المسرحيات أبرزها “علي بابا الكبير”، وشارك في عدة لجان تحكيمية، كما عمل أستاذا بالمعهد العالي للفنون الدرامية ببرج الكيفان.

عمي البشير..ابتسامة الجزائريين

كما غيّب الموت الفنان الفكاهي بشير بن محمد عن عمر ناهز 85 عاماً بعد معاناة طويلة مع مرض هشاشة العظام في بيته بقسنطينة، واختص الراحل على مدار مشواره الفني، بالكوميديا التي يتعطّش لها الجمهور، وأمتعه بها، بسلاسل حاكت واقعه الاجتماعي بكثير من الفكاهة الساخرة المحملة بالرسائل والايحاءات والنقد البنّاء.

وجسد بشير بن محمد في أعماله أدواراً مختلفة، تمثلت في الأب التقليدي الذي جاء من الريف، أو الجار العصبي المحب للمشاكل، أو المناصر المرح لفريقي شباب قسنطينة أو وفاق سطيف، واشتهر بابتسامته التي لا تفارقه، والتي لم تغب أيضا حتى بعد مرضه، ولم يبخل بها على جمهوره من جيرانه أو من محبيه الذين كانوا يتنقلون إلى منزله للاطمئنان عليه.

حباطي..من جيل المؤسسين

توفي الفنان القدير عبد الحميد حباطي ماي الفارط بقسنطينة، وهو الذي اشتغل خلال عقود من الزمن في التمثيل والإخراج، ليرحل عن عمر ناهز 75 سنة، بعد مرض عضال، فهو من مواليد 1945 بقسنطينة، وضع أولى خطواته على ركح الخشبة مع جمعية الهلال التمثيلي.

أخرج الراحل ومثل أدوارا في العديد من المسرحيات، منها على الخصوص “القانون و الناس” (1978)، و “ناس الحومة” (1980)، و “لا حال يدوم” (1983)، و “ديوان لعجب” (1996)، أو أيضا “البوغي” (2003)، كما قدم الراحل أعمالا عدة في السينما والتلفزيون، سيما في أفلام “دورية نحو الشرق” (1971) لعمار العسكري، و"طاحونة السيد فابر” (1986) لأحمد راشدي، والعديد من الأعمال للشاشة الصغيرة.

محمد لكروت..رحيل مبكّر

توفي بسيدي بلعباس في أوت الماضي الممثل المسرحي الشاب موسى لكروت عن عمر يناهز 33 عاما، وكان الفنان الراحل -وهو من مواليد 1986- ناشطا بارزا في الحركة المسرحية لسيدي بلعباس حيث عمل بالمسرح الجهوي للمدينة وقدم العديد من الأعمال كما تعاون مع العديد من المسارح والتعاونيات الجهوية.

مثل لكروت في العديد من الأعمال المسرحية على غرار “القراب والصالحين”  للمسرح الجهوي للعلمة و"الحي القديم” لهشام بوسهلة و"موسوساراما” للمسرح الجهوي لسعيدة بالإضافة إلى العمل الموجّه للأطفال “بيبو ومدينة الأحلام”.

كما شارك في العديد من المهرجانات على غرار المهرجان الوطني السابع للمسرح  المحترف في 2012، وقد حاز حينها جائزة أحسن دور رجالي واعد عن مسرحية “ماذا ستفعل الآن؟”.

بوحموم محبوب الجمهور

في 28 نوفمبر2020، رحل الممثل الكوميدي محمود بوعلام بوحموم بعد معاناة مع مرض عضال، وكان أحد أبطال المسلسل الدرامي الفكاهي “عاشور العاشر”.

اسطنبولي.. بيكاسو الجزائر

رحل الفنان التشكيلي أحمد بن يوسف اسطنبولي، صاحب الريشة المميزة، والإبداع اللامتناهي وهو الذي لقب بـ"بيكاسو الجزائر”، حيث جالت لوحاته المعارض الدولية، اشتهر بأعماله الراقية منها “بابور الحراقة” و"الشعر المجعد”، و"أبي لم يشتر لي دراجة”، تذكر “المساء” معارضه وقامته الفنية وروحه المرحة رغم مشاكله الصحية، كما يذكره طلبته الذين لم يبخل عليهم باللم والخبرة .

درس أسطنبولي في مدرسة الفنون الجميلة بباريس (1977-1981)، وساهم في إثراء الحركة الفنية عقب عودته إلى الجزائر، حيث شارك في تأسيس مدرسة مستغانم للفنون الجميلة، كما ساهم خلال إقامته بتونس لمدة 12 عامًا، في إنجاز 1200 لوحة فنية، بِيعَ أغلبها في إيطاليا وألمانيا وفرنسا، وما زالت متاحف كثيرة في هذه الدول تحتفظ بالعشرات من أعماله.

بن بلة.. التشكيلي العالمي

رحل الفنان التشيكيلي العالمي ابن مدينة مغنية محجوب بن بلة عن عمر ناهز 74 سنة، جوان الفارط، بفرنسا، حيث استقر منذ 1965، بعد معاناة مع المرض لتتوقف مسيرة فنية عالمية حافلة بالأعمال ومعارض في كبريات أروقة العرض المعروفة عالميا وجداريات عملاقة في مقرات عمومية وميترو “ كولبير” و أكبر أعماله رسم بطول 12 كيلومتر على مسار دورة الدراجات بين باريس وروبي في 1986.

كان أخر تكريم حظي به الفنان في الجزائر في 2012 بتنظيم أول معرض بمتحف الفنون المعاصرة “ماما” بالجزائر العاصمة على مساحة 3000 متر مربع، بحضور عدد قياسي من الجمهور والرسميين وهو التكريم الذي ترك أثرا ايجابيا في نفسيته بعد سنوات من النسيان وتنقّل بعدها لزيارة مسقط رأسه مغنية بعد 49 سنة من الغياب.

"الجاحظية” تودّع تين

غادر عالمنا الدكتور محمد تين رئيس جمعية الجاحظية، في ديسمبر الجاري، كان رئيسا لجمعية الجاحظية التي أسسها الكاتب الجزائري الراحل الطاهر وطار في جوان2011.

وكان الراحل من المثقفين الجزائريين الحريصين على الفعل الثقافي، كما كان مناضلا، شغل منصب أستاذ في معهد العلوم السياسية والإعلام، كما كان الأمين العام المُؤسس للمجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي، ثمّ عضو المجلس الوطني الاِنتقالي، رافق صديقه الروائي والناشط الثقافي الطاهر وطار ما يُقارب الـــ40 سنة، وبعد رحيل صاحبه بذل خلال فترة توليه إدارة الجمعية، الكثير من العمل والجهد من أجل أن يحافظ على إرث وطار وكلّ المثقفين والأدباء الذين آمنوا بدور الجاحظية الثقافي.

رحيل العالم الموسوعة عبد المجيد مرداسي

توفي عالم الاجتماع والمؤرخ الجزائري، عبد المجيد مرداسي بعد معاناة طويلة مع المرض، عن عمر ناهز 75 عاما.ويعتبر من أنشط الباحثين في مجالي التاريخ وعلم الاجتماع وأبرزهم في البلاد، وذلك بالتزامن مع تدريسه في جامعات جزائرية أخرى وإلقائه محاضرات في عدة جامعات فرنسية، وعلى رأسها جامعة السوربون في باريس.

من بين مؤلفاته المنشورة باللغة الفرنسية كتاب “قاموس الموسيقات والموسيقيين في قسنطينة”، و"الوظيفة الرئاسية في الجزائر”.

الشيخ درسوني.. معلم الأجيال

توفي فنان المالوف الجزائري قدور درسوني عن عمر ناهز 93 عاماً. بعد مرض عضال في شهر أفريل الفارط.

ويعدّ قدور درسوني أحد أعمدة موسيقى المالوف في الجزائر، إذ استمر مشواره الفني لأكثر من 70 سنة، وخلال مساره سعى الراحل إلى المحافظة على فن المالوف ونقله، ما منحه لقب “معلم الأجيال”.

وكرمه بعدها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون بوسام العشير.

أنيسة قادري..ترحل وحيدة

سنة 2020، عرفت أيضا رحيل الفنانة القديرة أنيسة قادري، بعد صراع طويل مع المرض، حيث قاومت المرض والظروف المعيشية الصعبة لوحدها، خصوصا وأن علاجها كان مكلفا نظرا لإصابتها بالسرطان.

وكانت الراحلة تسكن عند إحدى صديقاتها، والتي تكفلت بإسكانها كونها لا تملك مسكنا.


تشجيعا للبحث والإنتاج

تأسيس جائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة الأمازيغية

استفادت الثقافة الأمازيغية هذه السنة بصدور المرسوم التنظيمي المتضمن تأسيس جائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة الأمازيغية، في الجريدة الرسمية .

وتأتي هذه الجائزة التي أقرها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في إطار “تشجيع البحث والإنتاج في الأدب واللغة الأمازيغية وترقيتهما سواء كانت أعمال مؤلفة باللغة الأمازيغية أم مترجمة إليها”.

وتهدف هذه الجائزة إلى “مكافأة أحسن الأبحاث والأعمال التي ينجزها المشاركون في كل من “اللسانيات” و “الأدب المعبر عنه بالأمازيغية والمترجم إليها” و"الأبحاث في التراث الثقافي الأمازيغي غير المادي” بالإضافة إلى “الأبحاث العلمية التكنولوجية والرقمنة”.

وبموجب المرسوم “يجب تقديم العمل الأدبي والبحث في التراث غير المادي باللغة الأمازيغية أو مترجم إليها” في حين “يجب تقديم العمل حول اللسانيات الأمازيغية والتكنولوجيات والرقمنة بالأمازيغية وعند الاقتضاء بلغات أخرى” على أن تكون الأعمال “موثقة وأصيلة ومؤسسة على قواعد المنهجية العلمية ولم يتم نشرها من قبل أو سبق ونال بها صاحبها جائزة أو شهادة علمية”. وتشترط المادة 13 في المترشحين أن يكونوا من جنسية جزائرية وأن لا تقل أعمارهم عن 20 عاما وأن يثبتوا إنتاجهم لعمل في إحدى فئات الجائزة وأن يشاركوا بعمل واحد في فئة واحدة, ويمكن أن يكون الترشح فرديا أو جماعيا.

تتولى المصالح المعنية بالمحافظة السامية للأمازيغية أمانة لجنة التحكيم التي يعين أعضاؤها بموجب مقرر من محافظها السامي لمدة سنتين قابلة للتجديد مرة واحدة، وتتكون اللجنة من ممثل عن المحافظة رئيسا وممثلين عن وزارات المالية والتعليم العالي والبحث العلم والثقافة والتربية بالإضافة إلى ممثل آخر عن مركز البحث في اللغة والثقافة الأمازيغية وثلاثة أساتذة متخصصين في الأدب واللغة الأمازيغية يعينهم المحافظ السامي للأمازيغية بالتنسيق مع رؤساء الجامعات التي توجد بها معاهد الثقافة واللغة الأمازيغية.