عشية الاحتفال بالسنة الميلادية الجديدة

تهافت على اقتناء الهدايا رغم دعوات الأئمة إلى تجنبها

تهافت على اقتناء الهدايا رغم دعوات الأئمة إلى تجنبها
  • القراءات: 1321
رشيدة بلال رشيدة بلال

عرفت محلات بيع الهدايا عشية الاحتفال بالسنة الميلادية الجديدة، إقبالا كبيرا لاقتناء بعضها وتقديمها للأقارب والأحبة. وعلى الرغم من أن الوسائل التكنولوجية لعبت دورا كبيرا في التقليص من اقتناء الهدايا من خلال الاكتفاء بإرسال الصور والتعليقات والتهاني عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن  بعض الأشخاص ظلوا أوفياء لبطاقات التهاني والورود وغيرها من التحف التزينية التي برع فيها الحرفيون خصيصا للمناسبة.

الجولة التي قامت بها «المساء» إلى بعض محلات بيع الهدايا والتحف التزينية، سمحت بالوقوف على الإقبال الكبير للمواطنين لاقتناء ما يعتقدون أنه يصلح ليكون هدية تقدم بمناسبة حلول السنة الميلادية الجديدة، حيث أكد لنا محمد، بائع بمحل التحف في ساحة «أودان»، أن محله يشهد حركة منقطة النظير خلال هذه الأيام لاختيار بعض الهدايا، ويطلب منه بعض الزبائن مساعدتهم على اختيار الهدية المناسبة، مشيرا إلى أن الطلب كبير على التحف التي تحمل عبارات ترمز إلى الحب والسعادة أو تلك التي تحوي رسومات معبرة عن إشراقة فجر جديد.

من جهة أخرى، أشار محدثنا إلى أن نوعية الهدايا التي يجري بيعها تختلف حسب الأشخاص، فالمراهقون مثلا يميلون إلى اقتناء الورود الحمراء والقلوب المصنوعة من القماش أو بعض الأكسسوارات الجلدية، بينما يتجه البالغون من الجنسين إلى التحف التي تستخدم في التزيين،  عادة مثل حاملات الحلوى بأحجام مختلفة وصناديق وضع  المجوهرات أو اللوحات التي تحمل بعض العبارات والرسوم التي ترحب بالعام الجديد.

عودة محتشمة للبطاقة البريدية

إلى جانب الهدايا، عرفت البطاقات البريدية هي الأخرى اهتمام بعض الفئات، حسب كمال، بائع بمكتبة في العاصمة، أشار إلى أن البطاقات البريدية لم تعد تحظى باهتمام أفراد المجتمع بعد أن طغت التكنولوجيا، حيث يجري تبادل الرسائل القصيرة المرفقة بالبطاقات الحية المتحركة والتي تحمل تعابير مختلفة، غير أنني يقول: «لاحظت خلال هذه الأيام نوعا من الحنين إلى هذا النوع من البطاقات، حيث قمنا ببيع بعضها وهو خاص بمناسبة السنة الميلادية الجديدة، حيث كان الطلب على تلك التي  تحمل الكلمات المودعة لسنة والمستقبلة لسنة جديدة أو تلك التي تعبر عن الحب والأماني السعيدة بالسنة الجديدة.

للصناعة التقليدية نصيبها من الهدايا 

ككل سنة، يتجه فضاء مصطفى كاتب إلى دعوة الحرفيين للعرض من أجل بيع بعض المشغولات التقليدية لدعم هذه الشريحة من ناحية ولفت انتباه المواطنين إلى إمكانية أن تكون الصناعة التقليدية على اختلاف أنواعها ممثلة في الأواني النحاسية أو المصنوعات الجلدية أو الحلي الفضية أو حتى اللوحات والتحف المصنوعة من الفخار والسيراميك فكرة لهدية تقدم إلى حبيب أو قريب أو زميل، وحسب بعض الحرفيين الذين تحدثت إليهم «المساء»، فإن إقبال الزبائن على اقتناء ما تم عرضه يبعث على الارتياح، لاسيما من الفئة الشابة. وحسب الحرفي فريد، مختص في الصناعات الجلدية، فإن الطلب عليه كان كبيرا لاقتناء بعض الأكسيسوارات التي تحمل أسماء أو أحرف الأشخاص  الذين ينتظر أن تقدم لهم الهدية، مشيرا إلى أن الأغلبية تميل إلى شراء التحف التي يمكن استعمالها كحقيبة اليد أو أسورة أو علاقة مفاتيح، في حين أشارت حرفية أخرى في صناعة السيراميك، إلى أن النسوة عادة ما يملن إلى اختيار التحف التزينية الملونة والمنقوشة بزخارف مختلفة لقديمها كهدايا بمناسبة السنة الجديدة.

احتكت» المساء» ببعض الزبائن من زوار المعرض، فأكد أغلب المستجوبين أن فكرة تقديم بعض مشغولات الصناعة التقليدية كهدية بمناسبة حلول رأس السنة الميلادية فكرة  مميزة، خاصة أن الأسعار معقولة، ناهيك عن أن الزبون يكون أمامه مجال واسع لاختيار ما يشاء بالنظر إلى التنوع الكبير في المشغولات التقليدية، بأحجام وأشكال وألوان مختلفة تلبي كل الأذواق والرغبات.

هكذا ينظر الدين إلى هدايا رأس السنة 

يقول زين الدين العربي، إمام بمسجد ابن فارس؛ «إن ديننا الحنيف لا يعترف إلا بعيدين هما عيدي الأضحى والفطر،  أما باقي الأعياد والمناسبات فهي لا تمت بأية صلة للمسلمين، يبقى، يضيف، «أن نتحدث عن دخول سنة جديدة وتوديع أخرى قديمة، فيفترض أن تكون بمثابة محطة لتقييم النفس. أما ما يتعلق بتقديم الهدايا فالمفروض أنه لا حرج في ذلك، فقط لابد لنا أن نخالف اليهود والنصارى في طريقة الاحتفال حتى لا نتشبه بهم. 

من جهته، قال جلول الحجيمي، رئيس النقابة الوطنية للائمة الجزائريين، بأن الاحتفالات الخاصة بالسنة الميلادية الجديدة والتي يتخللها تقديم هدايا وإقامة الحفلات لا علاقة  لها بتعاملنا الديني في عقيدتنا، حقيقية ـ يعلق ـ «نحن  نحترم الآخرين في معتقداتهم، لكن لا علاقة لنا بهم والأهم بالنسبة لنا أن نحيي سنن وأخلاق ديننا، أما أن نحتفل كما يحتفلون فهذا أمر لا يجوز، بالتالي لابد لنا كمسلمين أن  نبتعد عن أي مظهر احتفالي يجعلنا نتشبه بهم، لأن البعض أصبح يعتبرها عادة وتقليدا لابد من القيام به، بدليل أن البعض أحيا احتفالات مرتبطة بميلاد المسيح عيسى عليه السلام من خلال شراء كعك «لابيش» وتزيين الشجرة  بالهدايا.