منظمات وجمعيات المجتمع المدني تجتهد في تنظيم مطاعم الرحمة

تنافس على فعل الخير في شهر الصيام

تنافس على فعل الخير في شهر الصيام
  • القراءات: 1576
  رشيد كعبوب/ المراسلون رشيد كعبوب/ المراسلون

تتنافس منظمات وجمعيات المجتمع المدني، خلال هذا الشهر الكريم، في فعل الخير، وتقديم وجبات الإفطار في مطاعم الرحمة عبر كامل التراب الوطني؛ حيث ترسم أجمل صور التضامن، وأرقى أواصر التآزر مع الفئات الهشة وعابري السبيل، والعائلات الفقيرة التي تحتاج إلى من يعينها على سد رمقها، وإدخال الفرحة على أفرادها.  تعوّدت الجمعيات وفروع المنظمات الوطنية ذات الطابع الاجتماعي والخيري، منذ سنوات، على المساهمة في إدخال الفرحة على قلوب الصائمين، خاصة خلال شهر رمضان؛ حيث يهبّ أهل البر والإحسان للإنفاق من أموالهم، وتقديم المساعدات العينية المادية، وكذا تسخير إمكانياتهم المادية والبشرية، لإيصال المؤن والمساعدات إلى المحتاجين. وفي سمة تميز بها المجتمع الجزائري خصوصا مع حلول الشهر الفضيل، أصبحت مختلف التنظيمات تتسابق في فعل الخير؛ من خلال تجنيد أعضائها ومنخرطيها الذين يجتهدون في تنظيم مطاعم الإفطار.

وفي هذا الإطار، لمع نجم العديد من الجمعيات الخيرية في هذا الميدان؛ كالكشافة الإسلامية، و"كافل اليتيم"، و"جزائر الخير"، و"ناس الخير".. وغيرها؛ حيث فاقت مساهماتهم نشاطات الهلال الأحمر الجزائري كهيئة وطنية رسمية، لا تتأخر سنويا عن تقديم المساعدات، وفتح مطاعم الرحمة، إلى جانب المرصد الوطني للمجتمع المدني، الذي أدلى بدلوه هذه السنة، بتنظيم موائد لإفطار عابري السبيل؛ على غرار الخيمة العملاقة المتواجدة بساحة الكيتاني بباب الوادي.

 


 

جمعية "أمل الجزائر".. استقبال 1200 شخص يوميا بخيمة ساحة كيتاني 

تستقطب مائدة الإفطار الجماعي بالخيمة العملاقة "مرحبا" التي تنظمها "جمعية أمل الجزائر" على مستوى ساحة الكيتاني بباب الوادي، منذ اليوم الأول من شهر رمضان، أزيد من 1200 شخص يوميا من العائلات المعوزة وعابري السبيل.

وذكرت رئيسة جمعية "أمل الجزائر" مريم لعريبي، أن خيمة الإفطار تُعد أكبر خيمة موجودة على المستوى الوطني؛ إذ تتربع على مساحة 1500 متر مربع. وقد شرعت في مبادرتها التضامنية منذ حلول الشهر الكريم. وتستقبل يوميا 1200 شخص من العائلات المعوزة وعابري السبيل. وتشمل مائدة الإفطار أطباقا مختلفة من المطبخ الجزائري والمأكولات التقليدية؛ من شربة، وطبق ثان، وسلطات، ومقبلات، ومشروبات وفواكه. كما خُصص جناح للعائلات، وجناح آخر لعابري السبيل.

ويتجند 150 شاب متطوع من الجنسين في مطعم "مرحبا"، لترتيب الموائد المنتشرة عبر الخيمة العملاقة، بعناية. ويتداول، يوميا المتطوعون الذين تحذوهم الهمة وحب تقديم المساعدة للناس، في أجواء أخوية بهيجة، على تقديم الأحسن لضيوف المطعم، راسمين بذلك أجمل صور الإنسانية، التي تُظهر أسمى معاني  التضامن والتآزر التي يتحلى بها الجزائريون في هذا الشهر الكريم.

جمعيات محلية ووطنية حاضرة في رحاب الخير

كما تساهم الجمعيات المحلية ذات الطابع الاجتماعي والخيري على مستوى البلديات، في إسداء الخير، وتجسيد معاني التضامن والتآزر في هذا الشهر الكريم، ومنها ببلديات العاصمة؛ مثل "جمعية الغيث الخيرية" بعين النعجة القديمة ببلدية جسر قسنطينة، وجمعية نماءش بالكاليتوس وغيرها.

إلى جانب ذلك، تخصص الجمعيات الخيرية ذات الطابع الوطني، جزءا من نشاطها خاصا بهذا الشهر الكريم، منها "جمعية جزائر الخير" التي ذكر رئيسها السابق عيسى بلخضر لـ "المساء"، أنها تقوم بإعداد موائد الأيتام عبر ولايات الوطن، للتخفيف عنهم في هذا الشهر الكريم، وجعلهم يشعرون بدفء الأواصر الاجتماعية الراقية، إلى جانب فتح مطاعم الخير لتقديم وجبات ساخنة للمعوزين وعابري السبيل، فضلا عن قفف رمضان، التي توزَّع قبل وخلال الشهر المعظم.

ومن جهته، أكد لـ"المساء" رئيس جمعية "كافل اليتيم"، علي شعواطي، أن مطاعم الرحمة ليست من اختصاص الجمعية، لكنها تدلي بدلوها في هذا الخير؛ من خلال مساعدة الجمعيات القائمة على هذا النشاط، بما تتوفر عليه من إعانات عينية ومالية.

 


 

المرصد الوطني للمجتمع المدني.. مرافقة الجمعيات وتحفيز المبادرات

يرافق المرصد الوطني للمجتمع المدني حركية العمل التطوعي في هذا الشهر الفضيل، بالتشجيع والتحفيز؛ حيث أكد رئيس المرصد نور الدين بن براهم، أن هيئته ترافق وتحفز الجمعيات على العمل الخيري؛ إذ قام خلال الأسبوع الماضي بزيارة إلى الخيمة العملاقة لإفطار الصائم، المتواجدة بساحة الكيتاني بباب الوادي، للاطلاع على نشاط وديناميكية المتطوعين بمناسبة الشهر الفضيل.

وأشاد السيد بن براهم بالإقبال الكبير من الشباب من الجنسين، والأطفال، على العمل التطوعي، معتبرا إياه مؤشرا واضحا على قيم هذا الشهر الكريم، الذي وجد مساحة لاستيعاب هذه الطاقات الكبيرة من المتطوعين في صفوف المجتمع المدني، وأن الأجمل في ذلك هو التقاء كل المكونات من فعاليات المجتمع؛ كالكشافة، والجمعيات الفاعلة لتقديم وجبات ساخنة للصائمين، قائلا: إننا نعيش في هذ الشهر الفاضل، هذا الانسجام المجتمعي بفضل جهود المتطوعين

وأضاف رئيس المرصد خلال زيارة إلى الخيمة العملاقة رفقة وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، كوثر كريكو، إن تلاحم جهود المتطوعين وأفراد المجتمع المدني يُعد محطة مهمة جدا، يقف عليها المرصد لتقديم رسالة دعم ومرافقة، حاثا على استمرار هذا الجهد، وتنوعه، وتطويره؛ لكونه يعزز انسجامنا ولحمتنا الاجتماعية، نأخذ به الأجر عند الله عز وجل". وبخصوص المتطوعين الشباب الذين يشاركون في عملية توزيع الوجبات الساخنة لفائدة عابري السبيل والمعوزين، قال بن براهم إنه يتمنى لو يتضاعف عددهم؛ لأنهم يساهمون في تقوية الانسجام المجتمعي، ولأنهم، أيضا، القيادات المجتمعية التي يعوَّل عليها سواء خلال شهر رمضان، أو ما بعد رمضان.

 


 

الكشافة الإسلامية الجزائرية.. تخصيص 600 مطعم إفطار وتوزيع 60 ألف وجبة يوميا

كشفت القيادة العامة للكشافة الإسلامية الجزائرية، أنها أطلقت، في إطار العمل التضامني خلال شهر رمضان، برنامجا تضامنيا واسعا، يتضمن عدة عمليات خيرية موجهة للعائلات المعوزة والمحتاجة وعابري السبيل، وهذا طيلة شهر رمضان المبارك عبر كافة التراب الوطني؛ من خلال تخصيص 600 مطعم لإفطار عابري السبيل؛ بمعدل 60 ألف وجبة يوميا، منها الساخنة والمحمولة طيلة الشهر الفضيل لفائدة المحتاجين وعابري السبيل ومستعملي الطرقات، وكذا العمال الذين يتعذر عليم الالتحاق بعائلاتهم وقت الإفطار، إلى جانب توزيع أزيد من 500 ألف طرد من المواد الغذائية، موجهة لفئة ضعيفي الدخل، والأرامل، والأيتام، والعائلات المعوزة، والفئات المحتاجة عبر مختلف مناطق الوطن، خاصة المتواجدين في المناطق النائية طيلة الشهر، فضلا عن تنظيم عمليات توزيع ألبسة العيد؛ بما يقارب 10 آلاف لباس خلال الأسبوع الأخير من شهر رمضان.

وتجنّد أزيد من 70 ألف متطوع من شباب الكشافة، لتأطير العمليات التضامنية، وتسطير برنامج متنوع من أنشطة تربوية موجهة للطفولة والشباب؛ كمسابقات حفظ وتلاوة القرآن، وزيارات للمستشفيات، ودُور العجزة، وحملات تطوعية للتبرع بالدم، وخرجات تحسيسية بالأسواق والساحات العمومية بالتنسيق مع مختلف الشركاء.

طالع أيضا/

* إدارة سوق الجملة بوهران تدعم مطاعم السبيل.. منح منتجات فلاحية لـ63 جمعية

* صورة للتضامن وتقوية أواصر المجتمع في رمضان.. مطاعم إفطار لعابري السبيل والمرضى بوهران

* فيما تم فتح 33 مطعم رحمة بقسنطينة.. مشاركة 24 امرأة منتجة في الأسواق التضامنية

* تقرت.. مبادرات لإفطار الصائمين والتكفل بالمعوزين