يرى البروفسور محمد الهادي رحال غريب، رئيس مخبر سيكولوجية مستعملي الطريق بجامعة باتنة «1»، المختص في دراسة وشرح السلامة المرورية وسلوك مستعملي الطريق من الناحية السيكولوجية، وكذا العلاقة الخاصة والمميّزة التي تربط السائق بالمركبة وطريقة استخدامه لها، بالإضافة إلى العلاقات بين الأفراد في المجال العام، وكيفية ترسيخ سلوك المواطنة المسؤولة والمتكيفة، أن دمج التربية المرورية في جميع الأطوار التعليمية ضرورة لعلاج إرهاب الطرق، مع تكوين وتدريب للمدربين والمتدربين، بالإضافة إلى روئ أخرى اقترحها المخبر،  نقلتها لكم «المساء» في هذا الحوار. 

❊ ماهي خطة عمل مخبر البحث في علم نفس مستخدمي الطرق للسنوات القادمة، وماذا عن إنجازات المخبر؟ 

❊❊ لقد وضع المخبر خطة في رؤية حوادث المرور تمثلت في أربعة محاور؛ الأول يتمثل في دمج التربية المرورية في جميع الأطوار التعليمية. ثانيا تحليل سلوك مستعملي الطريق في أبعاده المعرفية والنفسية والانفعالية. ثالثا إعادة النظر في مجال التكوين والتدريب للمدربين والمتدربين وإعطاء الأولية الكبرى لهذا الجانب في خلال النقص الكبير من هذا الجانب. ورابعا التوعية المرورية والذكاء الإقليمي كرؤية شاملة متكاملة من وجهة نظر المخبر، بالإضافة إلى إنجازات المخبر المتمثلة في: فتح أول ماستر في علم نفس المرور في العالم العربي، مع إدارة ملتقيين واحد وطني وآخر دولي، إلى جانب كتاب حول علم نفس المرور.

❊ ماهي الإستراتجية التي ترونها مناسبة للتخلص من إرهاب الطرق؟

❊❊ يستوجب تفعيل الجامعة من خلال الدراسة العلمية والفعلية لهذه الظاهرة، والرؤية المستقبلية التي يدعو إليها المخبر هي وضع شبكة معلومات وبيانات لكل القطاعات المهتمة بالأمر.

❊ هل يمكننا أن نأمل يوما في الوصول إلى صفر وفيات على ضوء ما قدمتموه في هذا المجال؟ 

❊❊ حسب المعطيات الموجودة إلى حد الآن، طموح الوصول إلى صفر وفيات غير ممكن، إلى حد الآن الواقع يدل على عدم إمكانية تحقيق ذلك، فطموحنا يتمثل في الوصول إلى خفض عدد الوفيات والبقاء في هذا المنحى للسنوات القادمة.

❊ بعد دراستكم وتشريحكم للعوامل النفسية للحوادث، ماهي العوامل المتسببة فيها؟ 

❊❊ هناك عوامل نفسية للحوادث تتمحور في الجانب الانفعالي

 الاندفاعية والتفاعل غير الواقعي والبحث عن الإثارة والمتعة.

❊ هل ترون أن القوانين الردعية التي ينتظر المصادقة عليها كفيلة بالقضاء على الظاهرة، وهل لديكم وجهة نظر أخرى في الموضوع؟

❊❊ القوانين وحدها لا تكفي، لذلك وجب التفكير في تفعيل جانب التوعية في السلامة المرورية والتكوين لحاملي رخص السياقة.

❊ الغريب أن الكثير من السائقين باتوا يلبسون ثوبا آخر بمجرد الركوب في المركبة والالتحام مع المادة لتصبح الروح أرخص مما يمكن التفكير فيه، فما تفسيركم لهذا الفعل؟ 

❊❊ نعم إلى أي حد ما يجب الفصل بين الذات والمركبة، لأن المركبة تعد في كثير من الأحيان امتدادا لإدراك الذات والفضاء وكيفية التعامل معها. هذا يتطلب إدراك مفهوم المشاركة في المحيط وتفعيل روح المسؤولية لدى الجميع.