رئيس المندوبية الوطنية للمخاطر الكبرى لـ «المساء»:

تعليمة الداخلية للولاة مكّنت من التحكم في الوضعية

تعليمة الداخلية للولاة مكّنت من التحكم في الوضعية
  • القراءات: 1281
زهية.ش زهية.ش

أكد رئيس المندوبية الوطنية للمخاطر الكبرى طاهر مليزي لـ «المساء»، أن تعليمة وزير الداخلية والجماعات المحلية التي وُجهت للولاة نهاية جويلية الماضي والمتعلقة باتخاذ الإجراءات اللازمة تحضيرا لموسمي الخريف والشتاء، سمحت بالتحكم في الوضعية الناتجة عن تساقط كميات معتبرة من الأمطار والثلوج بالعديد من ولايات الوطن، مشيرا إلى أنها كانت تجربة جيدة بالنسبة للسلطات، التي ستعمل على تدعيم الأمور أكثر.

وأوضح مليزي أنه تلقّى تقارير من كل الخلايا التي تم تنصيبها، وطالب الولاة بتسليمه تقييما شاملا حول الوضعية التي عرفتها ولاياتهم، ومدى تنفيذ الإجراءات التي تم اتخاذها، وكيف كانت التدخلات ومدى نجاعة الإجراءات المتخذة، وتدعيمها في حالة تسجيل نقائص. كما طالبت المندوبية التي تمثل وزارة الداخلية والجماعات المحلية، الولاة ومختلف الجهات المعنية بتقديم الملاحظات، وكيفية تحسينها أكثر لتسيير الوضعية.

خلية بالولاية والدائرة والبلدية عقب النشرات الخاصة

وفي هذا الصدد ذكر المتحدث أنه في اتصال مباشر مع الولاة لمعرفة كل المستجدات، معتبرا أن الإجراءات المتخذة قبل حدوث الكارثة وتطبيقها في الميدان بعد التقلبات الجوية المفاجئة، تُعد تجربة جيدة، خاصة هذه السنة التي سارت فيها الأمور مثلما تم التحضير لها، وفق مخطط وطني تضمّن مختلف التدابير التنظيمية والتدخل على كافة المستويات.

وفي هذا الصدد، أشار مليزي إلى أنه قام بتحضير التعليمة الخاصة باتخاذ هذه التدابير، باعتباره ممثلا لوزارة الداخلية، والتي أرسلت لجميع الولاة بعد إمضائها من قبل الوزير، والتي طالبتهم باتخاذ كل الإجراءات قبل حدوث التقلبات الجوية، وتنظيم اجتماع مع رؤساء البلديات والمديرين التنفيذيين وكل من لهم علاقة مع الجماعات المحلية، وإعطائهم تعليمات لمباشرة هذه الأشغال وتحضير أنفسهم في كل مكان.

وحسب المتحدث فإنه مباشرة بعد صدور النشرة الخاصة، تجتمع خلية على مستوى البلدية والولاية والدائرة، للتحضير لمواجهة التغيرات الجوية أو أي كارثة قد تحدث، حيث تم تجنيد الجميع وفق المخطط الوطني للتدخل الذي تم إعداده في إطار إجراءات تتخذ كل سنة، فضلا عن الجولات التي يقوم بها رئيس المندوبية للولايات، لتذكير الولاة بضرورة التطبيق الصارم لهذه التعليمات.

وفي سياق متصل، أشار مليزي إلى التدابير التنظيمية التي اتخذت لضمان التنظيم الجيد للتدخلات أثناء التقلبات الجوية وبعدها، والأعمال التحضيرية التي تمت على مستوى مختلف الجماعات المحلية، منها تعيين مسؤول على مستوى كل بلدية، يتكفل حصريا بتسيير مخاطر الكوارث، وتخصيص اعتمادات لتمويل هذه المهمة، وإنجاز تدريجي لقاعدة بيانات حول الحوادث التي وقعت في إقليم البلدية، وإحصاء وتعريف الوسائل البشرية المعنية بتسيير ومتابعة آثار التقلبات الجوية، وجرد وإحصاء الوسائل المادية الضرورية للتدخل والإغاثة، وتحديد أماكن تواجدها وتخزينها، والسهر على تجديدها باستمرار، مع تحيين مخططات التدخل الخاصة بكل بلديات الولاية. كما طالبت الداخلية الولاة بوضع أجهزة المراقبة والإنذار المبكر على مستوى المواقع والأماكن الهشة المعرضة لخطر الفيضانات، وتنظيم عمليات متابعة للمكلفين بتسيير الحوادث والمتدخلين، ووضع التدابير الضرورية لضمان التفعيل والتنشيط السريع لخلايا اليقظة والرصد المحلية، والتدخل المسبق بمجرد وصول البيانات عن التقلبات الجوية، للحد من تداعياتها المحتملة.من جهة أخرى، تضمنت التعليمة التي وُجهت للولاة في إطار التحضير لموسمي الخريف والشتاء، حسب مليزي، كيفية التدخل على مستوى الأوساط الحضرية، تفاديا للآثار والأضرار التي يمكن أن تلحقها التقلبات الجوية بالطرقات والتجهيزات العمومية، لاسيما على مستوى المناطق العمرانية، ومطالبتهم بالشروع في إحصاء كل النقاط السوداء المعروفة ومعالجتها فورا المعالجة الملائمة للمناطق المعرضة للفيضانات وذات الأخطار البالغة والمتكررة، وصيانة شبكات ومنظومات تصريف مياه الأمطار والأنفاق المعرضة للفيضانات، والإسراع في إنجاز وتهيئة المشاريع الموجهة لحماية المناطق العمرانية والتجمعات السكانية والتجهيزات العمومية من الفيضانات، وإعادة تأهيل وتنقية حفرات صرف المياه، لاسيما تلك المتواجدة بالمواقع المعرّضة للانهيارات وانزلاق التربة، وتنقية البالوعات وشبكات التطهير وإزالة النفايات وكل الأغراض التي من شأنها إعاقة انسياب مياه الأمطار.

أماكن لاستقبال المتضررين وأخرى للنجدة والإسعاف

 ولم تغفل السلطات العمومية أماكن التكفل بالمتضررين، حيث طالبت المسؤولين المحليين منذ جويلية الماضي، بتوفير الظروف المناسبة للتكفل بآثار التقلبات الجوية، وتسيير الأحداث المتصلة بها، والمتمثلة في إحصاء وتحضير مراكز الاستقبال والإيواء المؤقت للمعرَّضين للمخاطر الناجمة عن التقلبات الجوية، وتحضير مراكز النجدة والإسعاف لفائدة مستعملي الطرقات، وتهيئة مساحات لركن العربات بالطرق المعرضة للانقطاع من أجل التوقف الإجباري، ووضع إشارات وعلامات مناسبة لتنبيههم، والسهر على الضمان الدائم بين خلايا الرصد للولايات والبلديات المجاورة التي تعبر إقليمها الوديان. 

على صعيد آخر، أكد رئيس المندوبية الوطنية للمخاطر الكبرى، أن تعليمات أخرى وُجهت للولاة لاتخاذ الإجراءات اللازمة تحسبا للاختلالات في تموين السكان بالمواد الأساسية، جراء الانقطاعات المتكررة التي تعرفها العديد من الطرقات نتيجة التقلبات الجوية، من خلال تأكدهم المستمر من مخزون المواد الغذائية، والمتابعة الصارمة لوفرة المواد الطاقوية، خاصة في المناطق المعزولة أو المعرّضة للعزلة وتكثيف نقاط توزيع هذه المواد، مع جرد ومراقبة وسائل الاتصال والتحقق من جاهزيتها الدائمة، وتكثيف النشاطات التوعوية والتحسيسية، والتواصل بانتظام مع الإذاعة المحلية ومختلف وسائل الإعلام.