المؤرخ حسان رمعون:

تعليم التاريخ شهد "تلاعبات" و"انزلاقات" والوضع يعرف إصلاحا "تدريجيا"

تعليم التاريخ شهد "تلاعبات" و"انزلاقات" والوضع يعرف إصلاحا "تدريجيا"
  • القراءات: 1230

تأسف الجامعي والمؤرخ حسان رمعون لكون تعليم التاريخ شهد "تلاعبات" و"انزلاقات" في الماضي، معتبرا أن الوضع يعرف إصلاحا "تدريجيا". 

وأكد السيد رمعون، أستاذ بجامعة وهران 2 وباحث بمركز البحث في الأنتروبولوجيا الاجتماعية والثقافية، أن "التاريخ هو مصدر معرفة نموذجية للذات والآخرين لإثراء المعارف والتفاهم والتبادل وفي هذا السياق شهد تعليم التاريخ عدة تلاعبات وانزلاقات في الماضي". 

وفي رده على سؤال حول ما إذا كان هذا التعليم الذي يلقن منذ الاستقلال وفيا "للحقيقة التاريخية"، أشار الباحث في التاريخ إلى أن "رهانات الذاكرة الموجودة في كافة المجتمع لا تسعى لاستخلاف بحث تاريخي أكاديمي  قد لا تنال نتائجه إعجاب كافة فئات المجتمع". 

كما اعترف بوجود "نقص فادح في البيداغوجيا والاحترافية ليس بخصوص تعليم التاريخ فحسب في الماضي"، مشيرا إلى "الأفكار السيئة السياسية أو تلك التي تجاوزها الزمن والتي كانت سببا في هذا الوضع إلى حد كبير". 

من جهة أخرى، أكد المختص أن هذا التعليم يشهد إصلاحا "تدريجيا" ولكن نأمل أن يكون "أكيدا". 

واعتبر أن التعليم الذي يتم تلقينه للأطفال الصغار "لا ينبغي أن يكون بعيدا عن المعرفة القائمة على الصعيد التاريخي"، مضيفا أن هذا الأخير "يجب أن يساهم في ترقية التصور الخاص بالهوية و البعد الوطني". 

وأضاف "لذا يقتضي على التلاميذ أن ينتقلوا إلى مرحلة أخرى وأن ينظروا إلى التاريخ كمادة نقدية ومتفتحة على المجتمعات الإنسانية عموما". 

كما أشار السيد رمعون إلى "ازدواجية" مهمة تعليم التاريخ المتمثلة أولا في "التركيز على الترسيخ الخاص بالهوية في مجتمع ما"، وهي مهمة التاريخ الوطني إلى "حد ما". 

من جهة أخرى، يعد دور حرب التحرير "هاما" كونها تشكل "حدثا مؤسسا" للاستقلال و الدولة. 

وقال المؤرخ أنه "للمساهمة في ترسيخ مواطنة حقيقية لا يمكن لتعليم التاريخ أن يكتفي بهذا فعليه أن يساهم في تكريس لدى الطفل ابتداء من سن معينة ثقافة النقد المطلوبة لاستيعاب تعقد العالم الذي يحيط بنا والتواضع والتسامح التي يقتضيهما التصور العلمي في دراسة المجتمعات الإنسانية". 

وفي رده على سؤال حول مسألة الحجم الساعي المخصص لمادة التاريخ في مختلف الأطوار التعليمية يرى السيد رمعون أنه "لا يمكننا أن نكثف إلى ما لا نهاية الحجم الساعي لفائدة مادة على حساب أخرى". 

واعتبر أنه هناك "وسائل وسبل" أخرى ينبغي وضعها واستغلالها لدعم الدروس المقدمة في القسم، موضحا أنه "إذا كانت الثقافة التاريخية بالمدرسة غير كافية" فهذا يعني أن الوسائل الأخرى "غير مستغلة بالقدر الكافي". 

وذكر على سبيل المثال الألعاب الموجهة للأطفال والمكتبات والمسرح والسينما وزيارة المتاحف وأماكن الذاكرة وتنظيم ندوات ينشطها أخصائيون وفاعلون في المجتمع المدني. 

وحول ما إذا كانت المدرسة والجامعة الجزائرية قادرة على تقديم تعليم "موضوعي" و"جلي" في مادة التاريخ، اقترح السيد رمعون أن "تجاوز هذا الوضع يقتضي إرادة مواطنية و يقظة دائمة سواء من قبل السلطات العمومية أو الدراسات العلمية". وأشار في هذا الصدد إلى وجود "استعداد" قادر على ضمان "تغيير" ايجابي مضيفا أن هذا التغيير لن يجعل الجزائر "أول مجتمع يحذو هذا المسار".