الوالي حسين واضح لـ"المساء":

تظاهرة قسنطينة هي المنطلق وليست النهاية

تظاهرة قسنطينة هي المنطلق وليست النهاية
  • القراءات: 940
نوال جاوت نوال جاوت

أكّد السيد حسين واضح والي قسنطينة أنّ مدينة الجسور المعلقة ربحت رهانها خلال تظاهرة عاصمة الثقافة العربية، مشيرا إلى أن ما أنجز من هياكل عالمية الطراز يعكس عظمة المدينة، فيما أوضح أنّ قاعة العروض الكبرى "احمد باي" مرفق يفوق إمكانيات قسنطينة وهو ملك للجزائر، وكشف بالمقابل عن استقبال المشاريع المتبقية من التظاهرة على غرار المكتبة الحضرية ومتحف الفنون، بحر هذا العام. 

❊❊ اختتام عاصمة الثقافة العربية على الأبواب، في اعتقادكم هل حقّقت قسنطينة أهدافها؟

❊ أكيد، حيث مكّنت قسنطينة من الاستفادة من مشاريع ذات طراز عالمي كانت تفتقدها، وهذا يحسب للرئيس بوتفليقة شخصيا الذي زار قسنطينة 17 مرة، وهذا في حدّ ذاته تقدير خاص، فقبل سنوات لم يكن هناك هياكل استقبال من الطراز العالمي، على سبيل المثال كنا نحتار أين نستقبل ضيوفنا، لم يكن لدينا فندق يعكس عظمة هذه المدينة، اليوم لدينا فنادق من 5 و4 نجوم، "الماريوت" من 5 نجوم، 4 فنادق من 4 نجوم و5 فنادق من 3 نجوم، وذلك عندما نستثني العشرة فنادق من 3 و4 نجوم الموجودة في طور الانجاز، ودون احتساب فندق "سيرتا" الذي يرمّم ليكون فندقا فوق العادة "بلاص".

حتى أنّني عرضت على الفيدرالية الجزائرية لكرة القدم استضافة المنتخب الوطني، فاليوم يمكننا استقبال أي منتحب أو فريق حتى "ريال مدريد"، وفي مختلف المجالات السياسية، الرياضية وكذا الفنية والثقافية، في السابق كنا نستقبل الفنانين في ملعب "ابن عبد المالك رمضان" وهو ما كان يرفضه البعض، ولدينا حاليا قاعة العروض الكبرى "أحمد باي" التي تعدّ من أروع المنشآت الثقافية، زيادة على أنّ كلّ من قدّم عرضه فيها أكّد تميّزها، ونفس الشيء بالنسبة للتظاهرات العلمية والأكاديمية، وهذا يزيد المدينة شهرة وأناقة.

وخرج المشاركون العرب والأجانب في فعاليات التظاهرة بانطباع رائع عن المدينة وما تزخر به على غرار الولايات المتحدة الأمريكية خلال أسبوعها الثقافي. هذا يدلّ على أنّ بلدنا آمن وله ثقل إقليمي ودولي، ونفس الشيء حدث عند زيارة وزير خارجية انغولا للمدينة، حيث جال بها وتوقّف عند القطب الميكانيكي دون برمجة مسبقة، كما زار مصنعا للأدوية وكذا مكتبة جامعة قسنطينة، فانبهر أيما انبهار سواء للإمكانات المتوفّرة أو للتسهيلات المقدّمة وحتى تسيير الجماعات المحلية وأكّد عظمة الجزائر وهو نفس انطباع جميع من زار قسنطينة.

❊❊ تحدّثتم عن استفادة قسنطينة من قاعة عروض كبرى "أحمد باي"، لكنّها تفتقد لإطار قانوني يسيّرها. هل للولاية موقع في مستقبل القاعة؟

❊ مباشرة بعد انتهاء الأشغال بالقاعة، كان لابدّ من التفكير في هيئة تستغلها ولو ظرفيا في انتظار الفصل في مستقبلها. وكلّف الوزير الأوّل الديوان الوطني للثقافة والإعلام بتسييرها مؤقتا لما يملكه من خبرة وتجربة وكذا تجهيزات تقنية وفنية، خاصة وأنّ هذا المرفق يفوق إمكانيات قسنطينة، لأنّه ليس دار ثقافة، بل ملك للجزائر وله بعد وطني.

نسمع هنا وهناك أحاديث متعلّقة بالقاعة، لكن بكلّ صراحة، هذا الصرح بثقله يتجاوز كثيرا مستوى هيئة محلية، ولا أعتقد أنّ مديرية الثقافة رغم خبرة مسؤولها يمكنها ذلك. هو مرفق كبير وليس ملحقة دار ثقافة أو مكتبة - كما قلت-. من جهة أخرى على المؤسسة المسيّرة أن تكون ذات صبغة تجارية لتبقى قائمة بذاتها، وريثما تطرح القضية للنقاش ويطلب رأيي في الموضوع سأعطيه، وبالنسبة لي الديوان إلى غاية اليوم هو المسيّر.

❊❊ انتقد البعض بهتان التظاهرة، خاصة في جانبها الإعلامي والذي لم يبلغ المأمول، ما تعليقكم؟

❊ لم يكن هناك صدى كاف وواف. وهذه التظاهرة ليست نهاية في حدّ ذاتها، بل منطلق لتنمية شاملة، وبالنسبة لنا السنوات القادمة هي سنوات ثقافية بامتياز وبدون انقطاع.

❊❊ التظاهرة سمحت بتكريس تقاليد ثقافية جديدة..؟

❊ المؤكّد أنّ المرافق المنجزة لم تتوقّف عن النشاط ليوم واحد بما فيها نهايات الأسبوع. ربّما الشيء الوحيد الذي طرح هو بعد قاعة "احمد باي" عن وسط المدينة. لكن توفّر وسائل النقل اسقط هذا الطرح. النشاط المتواصل لم يقتصر على القاعة الكبرى بل شمل المسرح وقاعتي "مالك حداد" و"محمد العيد آل خليفة".

❊❊ وماذا عن المشاريع الثقافية المتبقية، على غرار المكتبة الحضرية ومتحف الفنون؟

❊ في المنطلق ونظرا لضيق الوقت، كان علينا تحديد الأولويات في انجاز المشاريع أو تأهيل بعض المنشآت، ليتسنى للتظاهرة أن تجري في ظروف عادية جدا. كان من الممكن أن نكتفي بمشروعين فقط هما القاعة الكبرى والمسرح الجهوي، لكن فضّلنا برمجة مشاريع أخرى، والحمد لله استلمنا القاعة والمسرح ودار الثقافة "مالك حداد" وقصر الثقافة "آل خليفة". هناك مشاريع أخرى تعيد الاعتبار للمدينة كإعادة تأهيل الأرصفة والممرات وكذا الإنارة والمباني وتهيئة حافة الأودية، مداخل المدينة والمساحات الخضراء وكنا في الموعد.

صنّفنا المشاريع في 3 فئات، الفئة الأولى وهي المستعجلة، الفئة الثانية هي ملحقات دار الثقافة وعددها ست وسيتم تسليم 4 منها شهر جوان المقبل. وأنا شخصيا لا اعتبرها ملحقات ولكن دور ثقافة بأتمّ معنى الكلمة كتلك المتواجدة بعلي منجلي والخروب اللتين من المرتقب أن يدشّنهما الوزير الأوّل خلال زيارته المرتقبة. إلى جانب تدشين المكتبة الحضرية الكبرى باب القنطرة خلال شهر جويلية أو أوت، كما انتهت الأشغال بـ"المدرسة" وستدشن هي الأخرى هذا الشهر، ونفس الشيء بالنسبة لمركز الفنون (مقر الولاية القديم) حيث ستدشن هي الأخرى شهر جوان القادم.

أما متحف الفنون فأسندت الأشغال به لشركة بلجيكية تخلّت عنها، شأنه في ذلك شأن قصر المعارض المحاذي لقاعة العروض الكبرى، حيث تخلت عنه شركة الانجاز الاسبانية، وألغيت الصفقتان بالتراضي وسنطلق قريبا مناقصة لإتمام الأشغال.

تبقى أشغال تأهيل القطاع المحفوظ، وهي المباني القديمة، المساجد والزوايا. هنا الوضع مختلف تماما لأنّه لا يتعلّق بالبناء ولكن بالترميم وخصوصيته، وما يتطلّبه من وقت ربّما يمتد لسنوات..هو شيء طبيعي، وهناك نوع من الانزعاج بالنسبة للمساجد، ولكن ليس لدينا خيار آخر، فإذا لم ننطلق فيها سنصعّب الأمور وتكون النتائج وخيمة.

عند انطلاق الأشغال، واجهنا مشكلا قانونيا يكمن في تناقض نصين قانونيين، قانون التجارة وقانون الصفقات العمومية، وتمّ طرح القضية على الوزير الأوّل الذي فصل سريعا في الأمر لخصوصية الوضع، وسيتمّ استئناف الأشغال قريبا.

❊❊ ما تعليقكم على ما تمّ تداوله حول تصريحات السيد لخضر بن تركي المدير العام للديوان الوطني للثقافة والإعلام، في حق المدينة؟

❊ قرأت ما كتب في الموضوع، وهذا لا يعني أنّ الرجل أدلى بهذه التصريحات أو قصد ما كتب، لأنّني أعرفه وأعرف ما يملكه من حس بالمسؤولية. ربّما تمّ تأويل ما قاله، وكلّنا ضحايا ما يكتب من حين إلى آخر. لا أظنه من الذين يمسّون بكرامة الآخرين أو يخوض في مواضيع حسّاسة..