مدير التطهير بوزارة الموارد المائية والبيئة لـ «المساء»:

تسجيل تدفق 200 متر مكعب في الثانية عبر الأودية

تسجيل تدفق 200 متر مكعب في الثانية عبر الأودية
  • القراءات: 926
نوال.ح   نوال.ح

أعرب مدير التطهير على مستوى وزارة الموارد المائية والبيئة السيد أحسن أيت عمارة لـ «المساء» أمس، عن ارتياحه لطريقة تسيير تدفق المياه عبر عدد من الأودية، على غرار الحراش بالجزائر العاصمة، شفة بالبليدة، الشلف، الرمال بقسنطينة ومكرة بسيدي بعلباس، مشيرا إلى أنها استقبلت ما لا يقل عن 200 متر مكعب في الثانية، مما جعلها تبلغ درجة الاستيعاب الكلي بالنسبة للمجرى الرئيس والثانوي للأودية. كما أكد المتحدث أن التدفق السريع للمياه لم يخلّف خسائر مادية كبيرة إلا بالنسبة لوادي الشلف، الذي غمر مستثمرات زراعية ومحطة لتطهير المياه، في حين يُتوقع ارتفاع نسبة المياه الجوفية عبر المتيجة، إلى أكثر من 20 مترا.

وردّا على سؤال لـ «المساء» حول نجاعة أنظمة الري بالنسبة لتدفق المياه عبر الأودية الرئيسة وضمان عدم حدوث فيضانات، أشار آيت عمارة إلى أن الأمطار الغزيرة الأخيرة كانت استثنائية. وبالنظر إلى كونها تساقطت في وقت معيّن وعلى مساحات ساعية طويلة، فقد تمكنا من متابعة تطورات الوضع والوقوف على سير تدفق المياه.

 كما أشار مدير التطهير إلى أن أشغال التهيئة وتنظيف الأودية التي أُسندت لمديريات الري، كانت لها نتائج إيجابية هذه السنة، من منطلق أننا لم نسجل حدوث فيضانات عبر الأودية المصنفة كنقاط سوداء، على غرار وادي مكرة بسيدي بلعابس والرمال بقسنطينة، اللذين كانا يخلّفان في مثل هذه الظروف الطبيعية، خسائر بشرية ومادية معتبرة.

وعن ارتفاع منسوب مياه وادي الحراش والشفة إلى مستويات قياسية أول أمس، أشار آيت عمارة إلى أن التقارير الأولية لمديري الري تشير إلى استقبال الجزائر العاصمة والبليدة أكثر من 220 ميليمترا من مياه الأمطار التي تساقطت خلال 48 ساعة الأخيرة، وهو ما جعل الأودية الرئيسة تعرف ارتفاعا في نسبة التدفق لأكثر من 200 متر مكعب في الثانية، مع العلم أن الطاقة القسوى  للواديين تقدّر بـ 250 مترا مكعبا في الثانية. وفي حالة ارتفاع درجة التدفق عن هذه النسبة هنا نسجل حدوث فيضانات، لكن نحمد الله أن عملية تدفق المياه تمت بطريقة عادية؛ ما جعلها محل أنظار العديد من المواطنين. وما جعلنا نطمئن أكثر، يقول المتحدث، هو أنه خلال تسجيل ارتفاع منسوب مياه وادي الحراش إلى أقصى درجاته، كان وادي حمام ملوان في مستواه الطبيعي، وهو ما جعلنا نطمئن من عدم حدوث فيضانات بالحراش، الذي عادت به سرعة المياه المتدفقة إلى مستواها العادي بعد الساعة السادسة مساء.

أما فيما يخص وادي الشفة فقد عاد إلى سرعة تدفقه العادية في الفترة المسائية. وساهمت المياه المتدفقة في رفع منسوب المياه الجوفية بمنطقة المتيجة، المتوقع أن ترتفع إلى أكثر من 20 مترا خلال الأيام القليلة القادمة، مع العلم أنها تدعم المنطقة بطاقة 300 مليون متر مكعب.

  التحضير لإنجاز خريطة لتحديد المناطق المهددة بالفيضانات

على صعيد آخر، تحدّث مدير التطهير عن مشروع إنجاز خرائط طبوغرافية للمناطق المهددة بالفيضانات، وهو الذي أُسند للوكالة الوطنية للتسيير المدمج للموارد المائية بعد تعثر المفاوضات مع الشريك الكوري بسبب ارتفاع تكاليف المشروع، ليتم تحويله إلى الكفاءات الجزائرية التابعة للوكالة، التي ستنسق العمل مع مصالح الوكالة الوطنية للفضاء لجمع كل المعطيات، والعمل على تحديد الأودية التي تشكل خطرا على المحيط العمراني، وهو ما يسمح بحماية ممتلكات قطاع الري تماشيا وقانون الموارد المائية.

وتبقى اليوم أولوية قطاع التطهير بالنسبة لتسيير نشاط الأودية، يقول أيت عمارة، في تخصيص الأغلفة المالية الضرورية لتهيئة وتنظيف وادي دفة بولاية البيّض، وهو الذي يُعد نقطة سوداء بالنسبة للقطاع بالنظر إلى وضعيته الحالية وإمكانية تسجيل فيضانات به، خاصة أنه يمر عبر أحياء سكنية.