مظاهر رمضانية تعود كل سنة

تسابق لاقتناء التوابل وتجديد المطابخ

تسابق  لاقتناء التوابل وتجديد المطابخ
  • القراءات: 1415
 حنان.س حنان.س

بدأت تنتشر ملامح رمضان في الأسواق والبيوت على حد سواء في صورة تتكرر كل سنة باقتراب الشهر الفضيل. المظاهر نفسها والتقاليد راسخة في الأسر التي ترى بعضها في هذا القادم فرصة للتغيير، في هذا السياق زارت "المساء" أسواق التوابل والأدوات المنزلية لتقف على بعض تلك التحضيرات لرمضان هذه السنة.

بدأ الإقبال على اقتناء التوابل يزداد في الأيام التي تسبق حلول رمضان الفضيل، حيث أكدت السيدة "زهية.ز" بائعة توابل بسوق ‘كلوزال’ في العاصمة، أن اقتناء مختلف التوابل بدأ يعرف منحى تصاعديا منذ دخول شعبان، وهذا استعدادا لاستقبال رمضان المعروف بأطباقه المتنوعة.

لا يمكن اختصار الطلب على توابل معينة دون الأخرى، فكل الأنواع مطلوبة بسبب تنوع المائدة الرمضانية بنكهاتها المختلفة، كما أن دخول أطباق مشرقية ومغربية على خط المنافسة مع الأطباق التقليدية حتّم على باعة التوابل اقتناء أنواع جديدة لم تكن معروفة من قبل، يقول خليل ـ وهو صاحب محل توابل بنفس السوق ـ مشيرا إلى أنواع من تلك التوابل ومنها الهيل، نجمة الأرض، المرتقوش، الكركم ومختلف التوابل المشكلة التي أصبح البائع يحضرها بنفسه بطلب من الزبون.

في السياق، تشير السيدة "زهية.ي" إلى أنها أصبحت تعتمد على تحضير خلطات من التوابل الخاصة بكل مرق، وترى أنها كربة بيت تدرك مسبقا ما الذي تحتاجه ربات البيوت من توابل لتحضير مختلف الأطباق؛ "لذلك أعمل في هذه الفترة التي تسبق رمضان على إعداد توابل مشكلة خاصة بكل طاجين على حدة، منها الخلطات الخاصة بالشوربة، وأخرى خاصة بمرق الدجاج، "المثوم" أو الدجاج في الفرن.. وغيرها من الأطباق التقليدية المعروفة والتي يكثر تحضيرها في رمضان".

وتؤكد المتحدثة أن الإقبال الكبير على اقتناء التوابل خلال آخر أسبوع من شعبان وطيلة رمضان يجعلها تمارس تجارتها في السوق إلى الرابعة بعد الظهر، أي بزيادة أربع ساعات كاملة عن المعتاد، وهذا طبعا لتلبية طلبات الزبائن المتزايدة.

من جهته، يقول صاحب محل بيع المكسرات والتوابل بنفس السوق، بأن التوابل تعد أحد أسرار الطبيعة التي تعطي الطعام نكهة مميزة وتكسبه رائحة زكية، لذلك فمن الطبيعي أن يزداد الطلب عليها في رمضان وطيلة الموسم الصيفي بفعل ازدياد الولائم والأفراح. وذكر أن طريقة استخدام هذا التابل أو ذاك هو الذي يصنع فرقا بين عادات كل منطقة، إذ هناك من يحبذ استعمال ‘الحرور’ و’راس الحانوت’، فيما يفضل آخرون استعمال القرفة والفلفل الأسود لا غير، ملفتا إلى دخول توابل مشرقية على خط المنافسة ومنها البابونج والبابريكا والهيل والزنجبيل الذي كان إلى وقت قريب يستعمل كمشروب فقط، وأضحى اليوم يستعمل في تحضير بعض الأطباق الجديدة للتنويع.

إقبال ضعيف على الأواني المنزلية

في المقابل، يعد الإقبال على تجديد الأواني المنزلية تقليدا يتكرر سنويا باقتراب الشهر الفضيل، غير أن بشير صاحب محل لبيع الأواني بـ«أودان"، يؤكد على تراجع هذا الإقبال خلال هذه السنة بنسبة كبيرة تصل إلى حدود 85%، مما يعني أن 15% فقط هي نسبة الأسر التي تقوم في مثل هذا الوقت من السنة بتجديد الأواني.

وأضاف المتحدث أن تراجع القدرة الشرائية لنسبة واسعة من الأسر وراء هذا التراجع، مشيرا إلى أن ربات بيوت تسأل عن سعر صحون الشوربة وعندما تعلم أنه يبلغ 150 دينارا، نقرأ على وجهها علامات الإمتعاض، في الوقت الذي سجلت أجهزة المطبخ مثل مختلف أنواع العصارات و«الطناجر" وغيرها ركودا ملحوظا في الآونة الأخيرة. وأضاف أن المحل أصبح يتعامل بـ«دفتر الكريدي"  لبيع مختلف الأواني والتجهيزات بالتقسيط "وإلا فإننا لا نبيع شيئا"، يضيف المتحدث.

من جهتها، تشير ربة بيت التقيناها بالمحل، أنها تخلت عن عادة تجديد الأواني الرمضانية منذ سنوات، والسبب يعود إلى الغلاء الذي مس الكثير من الجوانب في الحياة اليومية وتقول: "أكيد أنني أرغب في تجديد المائدة الرمضانية سواء بأطباقها التقليدية أو أطقم الأواني، خاصة مع التنوع الكبير الذي تمنحه لنا السوق اليوم، لكن قد ألحق ضررا كبيرا بميزانية الأسرة حتى وإن كنت أنا وزوجي نعمل. فالمصاريف كثيرة وطلبات أفراد أسرتي تزداد السنة تلو الأخرى".

كما تؤكد ربة بيت أخرى بأنها لجأت قبيل أشهر إلى شراء طقم طواجن جديد، وفي مقابل ذلك لم تدفع فاتورة الكهرباء والهاتف وتركتها على عاتق زوجها، وهو ما يجعلها تؤكد أن عادة تجديد أواني رمضان قد ولت، قائلة؛ "أشتري حسب الحاجة فقط، أي إذا اضطررت للتغيير بعد أن تهترأ مقلاة أو غيرها في مطبخي، أما التجديد السنوي فذلك تقليد نسيناه مع غلاء المعيشة".

الصورة لا تبدو كذلك إطلاقا بالنسبة لربة أسرة أخرى حدثتنا في الموضوع، حيث كانت بصدد السؤال عن سعر طقم مائدة متكامل بمحل خاص في "كلوزال"، ولما سألناها عن عادة التجديد الرمضاني في ‘الكوزينة’، أكدت أنها ما تزال محافظة عليها، والدليل أن المحل الذي التقيناها فيه كان ثالث محل خاص بالأواني تزوره لتطلع على الجديد، وقالت بأنها تغير مظهر المطبخ بحلول كل رمضان الذي تكثر فيه ـ حسبها- العزومات والزيارات بين الأهل والأقارب، مما يخلق بالنسبة لها فرصة إظهار جمال المائدة بأوانيها وأطباقها التقليدية.