الدكتور أحمد طقش لـ «المساء»:

تدخّل الأهل لا بد أن يكون للخير والإصلاح

تدخّل الأهل لا بد أن يكون للخير والإصلاح
  • القراءات: 898
❊ أحلام محي الدين ❊ أحلام محي الدين

أكد الدكتور أحمد طقش، الإعلامي  والمدرب العالمي في التنمية البشرية، لـ «المساء» أن أكبر المشاكل التي تتخبط فيها الأسرة المسلمة هي الحرب الضروس المفتعلة من قبل بعض وسائل الإعلام بين الكنة والحماة، مشيرا إلى أنها لم تكن موجودة لدى قدواتنا من أمهات المؤمنين. وأكد على دور التنازل الذي يُعد من موجبات استمرار الزواج الناجح.

أكد الدكتور أن التنازل عنصر أساس لا بد أن يمارسه الزوجان لإنجاح العلاقة والخروج بها إلى بر الأمان، يقول: «يحتاج كل من الزوجين لأن يعرف أن التنازل هو أحد أهم موجبات استمرار الزواج الناجح، والمقصود بالتنازل هو غض طرف أحد الشريكين عن بعض حقوقه؛ حبا وكراما ورغبة في استمرار الود بين الزوجين، ليس الغبي بسيد في قومه، لكن سيد قومه المتغابي».

يشرح الدكتور طقش: «ينال الشريك المتغابي، بل المتغافل عن بعض الجزئيات، سعادة زوجية شبه دائمة إن لم يتشبث بحرفية ما يطمح أن يناله من الشريك أو من الزواج بشكل عام، فعلى سبيل المثال يجب أن يتفق كل من الزوجين على مواعيد محددة لزيارة أهل الزوج وزيارة أهل الزوجة قبل الزواج، لكن إن رأت الزوجة الذكية أن دوام هذا الترتيب طيلة العمر قد يقلل من حب زوجها لها فيجب عليها أن تنزل من صهوة تقديس هذا الالتزام  لتفضّل تكرار عدد زيارات بيت أهل زوجها على زيارات بيت أهلها».

وأكد المدرب العالمي أن تدخّل الأهل في الحياة الزوجية سبب للزواج وسبب للطلاق في الآن نفسه، يشرح: «فالأهل الناصحون العاقلون الناضجون المسلمون المؤمنون المحسنون مهمتهم التقريب بين الخاطبين المناسبين ليتم الزواج على سنّة الله ورسوله. أما الأهل المهملون الغافلون غير الملتزمين بأخلاقيات الدين الراقية فتراهم يكبرون المعايب ويركزون على المثالب ويعززون الإخفاقات، وهكذا فوالدة الزوج المتدينة تضخم محاسن الزوجة لابنها وتخفي معايبها، بينما والدة الزوج غير المتدينة تخفي محاسن الزوجة عن ابنها وتضخم مساوئها».

لكن ما الحل إنت كان الحال كذلك؟ يطرح الدكتور السؤال ويجيب عليه: «لقد جاء الإسلام العظيم ليحل كل المشاكل الأسرية، بل ليمنع وقوعها أصلا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده»، وهكذا فحضّ الدين القويم على أن لا يصدر عن المرء «لا ضرر ولا ضرار»، يجب أن يلاقي آذانا صاغية عند كل من ينشدون السعادة الزوجية وطالما أن الدين يحذّر الإنسان من أن كل أفعاله هي محط رقابة من الرقيب جل جلاله؛ «وَقِفوهم إنهم مسؤولون». الصافات 24 فلذلك يجب على الزوج والزوجة وأهل الزوجين أن يتقوا الله في هذه الأسرة الجديدة الناشئة وأن لا يعكّروا صفوها، وللأسف الشديد فإن بعض الأسر المسلمة قد انزلقت مع بعض وسائل الإعلام الهابطة المهبطة نحو مهاوي الحرب الضروس المخترعة بين والدة الزوج من جهة وبين الزوجة من جهة أخرى، فصار ثابتا في أذهان الجميع أن هذه المعركة «واجبة الوجود» وأنه لا بد منها، في حين أن أخلاق قدواتنا الحقيقيات أمهات المؤمنين، رضي الله عنهن، ثم زوجات الصحابة، بعيدة كل البعد عن هذه المعارك التي كانت وهمية، فصارت حقيقية لشدة تناولها والكلام عنها في وسائل الإعلام المسموع والمقروء والمرئي». ويضيف: «إنّ تدخّل الأهل في حياة أبنائهم الزوجية واجب ضروري محبب إن كان للخيرات للمسرات، ومنغّص يومي ضار إن كان للتفرقة والدس وخراب ذات البين، وهكذا فيجب على الزوج الحصيف أن ينهي المشكلة الطارئة مباشرة عند حدوثها وقبل أن تصبح لها امتدادات تصل إلى أسماع أهله وأهل زوجته. وعلى الزوجة التقية العاقلة أن لا تتحول إلى مذياع يذيع أسرار زوجها وعائلتها للقاصي والداني .. قال الله تعالى: «وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا». النساء 35

أحلام محي الدين