التقلبات الجوية الأخيرة ببرج بوعريريج

تدخلات مكثفة من أجل فك العزلة وفتح الطرق

تدخلات مكثفة من أجل فك العزلة وفتح الطرق
  • القراءات: 1407
آسيا عوفي/بوجمعة ذيب آسيا عوفي/بوجمعة ذيب

رغم أن سكان ولاية برج بوعريريج استبشروا خيرا بتهاطل الثلوج على المنطقة لمدة دامت ثلاثة أيام، إلا أنها تسببت في غلق العديد من الطرق والمسالك لولا تضافر جهود الجميع التي ساهمت بشكل كبير في حل الأزمة، بداية من خلية الأزمة التي يترأسها والي الولاية، السيد عبد السميع سعيدون، وتضم العديد من المديريات التنفيذية، على غرار الأشغال العمومية، الطاقة، التجارة، النقل والنشاط الاجتماعي، بالإضافة إلى الأسلاك الأمنية والحماية المدنية.

من جهتها مديرية الأشغال العمومية بالولاية، سخرت العدة والعتاد لفك العزلة عن المناطق التي عرفت تهاطلا كبيرا للثلوج،  بالتنسيق مع مصالح البلديات وعناصر الأمن والدرك الوطنيين والحماية المدنية، إذ قامت بفتح الطرق التي تعرف حركة مرورية كثيفة، بالإضافة إلى الطرق البلدية والولائية والريفية، وكان ذلك حسب الأولوية، باستعمال الملح الاصطناعي، إذ تم تسخير أزيد من 40 طنا منها واستعمال كاسحات الثلوج، ومن بين الطرق  التي فتحت؛ الطريق الوطني رقم 176 الرابط برج بوعريريج بسطيف شمالا على طول 4 كلم بمنطقة قنزات وبني يعلى، الطريق الوطني رقم 106 الرابط برج بوعريريج ببجاية بمنطقة الجعافرة، وكذا الطريق الولائي رقم 42 بمنطقة أولاد خليفة،  بالإضافة إلى الطريق الرابط بين بلديتي المهير وحرازة بالجهة الغربية والجهة الجنوبية، كما تم التدخل من أجل فتح الطريق الوطني رقم 45 ببلدية تقلعيت.

من جهتها مديرية النشاط الاجتماعي، سخرت كل الإمكانيات من أجل أن تمر هذه الأزمة مرور الكرام، حيث أكد مدير النشاط الاجتماعي بالولاية أن مديريته قامت بخرجات ميدانية ليلية تفقدية، بالتنسيق مع مصالح الهلال الأحمر الجزائري وبعض الجمعيات الخيرية للتكفل بالأشخاص المتواجدين بدون مأوى ثابت، والمواطنين المتضررين من سوء الأحوال الجوية، خاصة منهم مستعملي الطريق. وقد شملت عمليات التدخل مجموعة من النقاط الحيوية كمحطة عين زادة بالطريق السيار شرق ـ غرب وكذا محطة نقل المسافرين وعدة أحياء على مستوى بلدية برج بوعريريج، حيث تم توزيع وجبات ساخنة وبعض الأغطية على الحالات المتضررة. وفي نفس الإطار، تم تفعيل خلية اليقظة وتجنيد إطارات الخلايا الجوارية للتضامن من أجل الإخطار عن تسجيل أية حالات للمواطنين المتضررين من سوء الأحوال الجوية بهدف ضمان التدخل الاستعجالي لمصالح المديرية. كما قامت المديرية بمراسلة رؤساء البلديات وإخطارهم بالأشخاص الذين لا مأوى لهم من أجل التكفل بهم. وفي هذا الصدد، تمكنت المديرية من التكفل بأزيد من 120 شخصا، من بينهم حوالي 60 شخصا من اللاجئين الأفارقة، عن طريق تنسيق الجهود مع الهلال الأحمر والجمعيات الخيرية، بالإضافة إلى تفعيل خلية اليقظة التي ساهمت كثيرا في هذه الأزمة.

وأكد مدير الطاقة في الولاية، السيد خليفة بن جعفر، وخلال اتصالنا به، أن كل مراكز بلديات الولاية مغطاة بالغاز الطبيعي بنسبة 100 بالمائة، وبالخصوص قارورة غاز البوتان ومادتي البنزين والمازوت، مؤكدا أن كل المحطات لم تعرف طوابير للتزود بالطاقة. كما سعت مديرية التجارة في هذا الشأن إلى توفير كل المواد الاستهلاكية التي يحتاجها المواطن، وفي قطاع الصحة استقبل مستشفى برج بوعريريج والعيادات متعددة الخدمات وقاعات العلاج المتواجدة بالمناطق التي كستها الثلوج، مئات الحالات التي أصيبت في حوادث المرور أو بكسور بفعل الجليد أو فقدان التوازن خلال المشي على الثلوج، نفس الترتيبات لشركة «سونلغاز» التي نصبت خلايا بجميع البلديات وتسخير أطقم تقنية مجهزة للتدخل وتصليح أية انقطاعات للكهرباء على مستوى البلديات المتضررة.

تواجد مكثف للأمن والحماية المدنية 

في ظل هذه التقلبات الجوية، كانت الأسلاك الأمنية من درك وشرطة وعناصر الحماية المدنية حاضرة ولا يخلو طريق أو قرية أو مشتة من تواجد هؤلاء سواء في المناطق الريفية أو الحضرية. من جهته الرائد مختار بوشليل رئيس مكتب أمن الطرق بالمجموعة الإقليمية للدرك الوطني في برج بوعريريج، وخلال اتصالنا به، أكد أن قيادة الدرك الوطني تقوم باستباق الأمور من خلال تفعيل المخططات التي يتم إعدادها تأهبا لأي طارئ، بسبب الظروف الجوية الحالية وتفادي عنصر المفاجأة،  وهي المخططات التي يعدها قائد المجموعة الإقليمية للدرك الوطني. وخلال هذه التقلبات الجوية، حرصت المجموعة الإقليمية للدرك الوطني على تواجد كل وحداتها على المستوى الإقليمي  وأمن الطرق في الزمان والمكان والانتشار الجيد حسب درجة تأثر كل منطقة. وقد تجسد ذلك من خلال تكثيف ومضاعفة الدوريات عبر جميع المحاور التي تعرف خاصة تساقط الثلوج،   مع وضع نقاط توجيهية لإعطاء الحلول الميدانية لمستعملي الطريق، بالتنسيق مع قاعات العمليات المحلية التابعة للمجموعات الإقليمية، من أجل ضمان تنقل آمن لمستعملي الطريق. كما أكد المتحدث أن الموقع الذي خصصته القيادة العامة للدرك الوطني طريقي، ساهم كثيرا في توجيه المواطنين الذين يستفسرون عن أحوال الطرق، وقد بلغ عدد التدخلات 165 تدخلا، حسب المتحدث، لفتح الطرق والمسالك المغلقة، من بينها 25 تدخلا على مستوى الطريق الوطني رقم 76 الرابط بين ولايتي سطيف وبرج بوعريريج وبلديتي حسناوة وأولاد دحمان، 09 تدخلات على مستوى الطريق الوطني رقم 106 الرابط بين ولايتي برج بوعريريج وبجاية، 04 تدخلات على مستوى الطريق الولائي رقم 44 الرابط بين الجعافرة وأولاد دحمان، 45 تدخلا على مستوى الطريق الولائي رقم 43 بالجهة الشمالية للولاية، 04 تدخلات على مستوى الطريق الولائي رقم 44، 06 تدخلات على مستوى الطريق الولائي 42، و36 تدخلا على مستوى الطريق الولائي رقم 42، بالإضافة إلى تدخلات أخرى، من بينها تسجيل ثلاثة حوادث مرورية وتسهيل فتح الطريق لمصالح الحماية المدنية من أجل نقل امرأة إلى مصلحة تصفية الكلى، وفتح الطرق أمام مؤسسات «نفطال» لإيصال قارورات غاز البوتان إلى المشاتي.

في حين سجلت نفس المصالح أزيد من 1500 مكالمة على الخط الأخضر، جلها للاستفسار عن أحوال الطرق. مصالح أمن الولاية كانت هي الأخرى جنبا إلى جنب مع السلطات المحلية ومصالح الأشغال العمومية من أجل فتح الطرق التي تعرف حركة كثيفة، حيث سجلت عشرات التدخلات عبر الأقاليم الحضرية التي تعرف تواجدا لأصحاب البذلة الزرقاء، خاصة على مستوى بلديات الجعافرة وزمورة. من جهته المكلف بالإعلام على مستوى المديرية الولائية للحماية المدنية، الرائد علي دحمان رابح، أكد أن مصالح الحماية المدنية جندت كل إمكانياتها المادية والبشرية بعد تلقيها مباشرة نشرية الأحوال الجوية الخاصة،  وبالتنسيق مع كل المقاييس من رؤساء البلديات، سجلت مصالح الحماية المدنية 500 تدخل، من بينها 258 تدخلا للإجلاء الصحي، 36 تدخلا في حوادث المرور التي خلف إصابة 22 شخصا، إسعاف 14 مختنقا بالغاز، فيما تدخلت نفس المصالح من أجل إخماد 10 حرائق خلفت خسائر مادية، مع انتشال طفلة تبلغ من العمر 07 سنوات من واد بعين تاغروت، شرق الولاية، ونقل ثلاثة أشخاص من أجل القيام بعملية تصفية الكلى، إيواء 08 أشخاص بالوحدة الثانوية في الجعافرة. كما قامت أيضا بإجلاء 100 سيارة علقت في الطرق بسبب الثلوج، وساهمت الحماية المدنية في فتح المسالك والطرق والقيام بعمليات استطلاعية. وقامت مصالح الحماية المدنية ـ حسب محدثنا ـ أول أمس بإقامة مركز قيادة عملي، بإشراف المدير الولائي للحماية المدنية ومديرية الأشغال العمومية والمقاولين على مستوى الطريق الولائي 42 الرابط بين غيلاسة وتقلعيت جنوب الولاية.

إثر التقلبات الجوية الأخيرة بسكيكدة  .... مفهوم الخدمة العمومية يجسد في الميدان

مكّنت التقلبات الجوية الأخيرة التي اجتاحت العديد من مناطق ولاية سكيكدة، بالخصوص الجبلية منها التي غطتها طبقات سميكة من الثلوج، مما تسبب في عزل العديد من القرى والمداشر، من تجسيد حقيقة ومجازا مفهوم «الخدمة العمومية»، من خلال التواجد المكثف لكل أجهزة الدولة في المناطق الجبلية، حيث شهدت العديد من القرى كسيوان وعين لمسيد ببلدية أولاد أعطية وحجر مفروش والصفصافة ببلدية عين قشرة وأفنسو وجوابة وهلاّلة وتبلوط وقنواع وخناق مايون ببلدية الزيتونة، أقصى غرب سكيكدة بالمصيف القلي، إضافة إلى القرى الواقعة جنوب سكيكدة كعين سلامات وقنزوعة ومشتة بومرجة والقلّة والحفرة التابعة لبلدية أولاد أحبابة، إنزالا حقيقيا من قبل مفارز الجيش الوطني الشعبي التابعة للقطاع العملياتي بسكيكدة، باستعمال كاسحات ثلوج ومعدات لفك العزلة عن تلك المناطق التي ظلت لأكثر من يومين محاصرة بالثلوج، كما تم تزويد المواطنين المعزولين بالمئونة الضرورية استعملت فيها حتى المروحيات.

وأكثر من ذلك، قام أفراد الجيش بتقديم بعض الخدمات الصحية،  حيث لم يثنيهم في ذلك لا برودة ولا سمك الثلوج ولا أي شيء، مما ساهم في بعث الأمل في نفوس مواطني تلك المناطق. وإلى جانب أفراد الجيش الشعبي الوطني، فقد رمت قيادة الدرك الوطني لولاية سكيكدة بكل ثقلها من خلال انتشارها في كل المناطق المتضررة بفعل التقلبات الجوية الأخيرة، فحسب بيان قيادة المجموعة الولائية للدرك الوطني لولاية سكيكدة، فقد أشار بأن التدخل الفوري والسّريع لوحدات الدرك الوطني، بالتنسيق مع وحدات الجيش الوطني الشعبي والسلطات المحلية وباستعمال مختلف الوسائل المتاحة من معدات وكاسحات الثلوج التابعة منها لمصالح الأشغال العمومية وحتى للخواص، مكّن من فتح العديد من الطرق والمسالك والممرات التي غطتها الثلوج السميكة، منها الطريقين الولائيين رقم 132 و07 الرابطين بين دائرة أولاد أعطية والبلديات التابعة لها وكذا الطريق الولائي رقم 33 الرابط بين بلدية أولاد أحبابة داخل إقليم ولاية سكيكدة وبلدية برج السبّاط بولاية قالمة، إضافة إلى الطريق الولائي رقم 39 الرابط بين بلدية بني زيد وقرية ساردي خميس بالجهة الغربية من الولاية، في المصيف القلي، بما في ذلك القرى والمداشر المتواجدة بمنطقة قنواع، بعد أن ظلت ليومين شبه معزولة بسبب سمك.

من جهتها، سخرت مصالح أمن ولاية سكيكدة على إثر التقلبات الجوية التي شهدتها وما تزال تشهدها الولاية، خصوصا على مستوى أعالي الجهة الغربية لدائرة أولاد أعطية والزيتونة بالمصيف القلي، وببلدية السبت التابعة لدائرة عزابة أقصى شرق سكيكدة، كافة الإمكانيات البشرية والمادية بغرض تقديم يد المساعدة للمتضررين، بالتنسيق مع السلطات المحلية ومختلف الشركاء الأمنيين من جيش ودرك، لاسيما بعد انقطاع حركة السير بشكل كلي بكل من الطريق الولائي رقم 132 وبعض الطرق الفرعية بمنطقة أولاد أعطية وكذا الطريق المؤدية إلى دوار بوطيب وعين السوق ببلدية السبت بعزابة، حيث قامت قوات الشرطة بحل شبكة الطرق المقطوعة، واستخدام كافة الإمكانات المادية والبشرية وإزالة الثلوج من على السيارات العالقة وكذا توزيع وجبات الأكل للمواطنين العالقين على مستوى منطقة سيوان وعين مسيد، مع توزيع أفرادها على مستوى مختلف محاور الطرق، لاسيما المصنفة منها كنقاط مرورية سوداء، بغية تأمينها وتجنب وقوع حوادث مرور، كما قامت المديرية الولائية للحماية المدنية بسكيكدة ـ حسب هذه الأخير ـ بتسخير كل إمكاناتها المادية والبشرية من أجل فك العزلة على المناطق المتضررة مع القيام بعمليات إجلاء للسكان الذين حاصرتهم الثلوج، إما بنقلهم إلى أماكن آمنة أو بتحويل المرضى إلى مختلف المؤسسات الاستشفائية لتلقي العلاج، حيث قامت بإجلاء 09 أشخاص نحو المؤسسات الاستشفائية، 06 منهم من بلدية أولاد أعطية و03 من منطقة أولاد أحبابة.

وإذا كانت كل المؤسسات العمومية، بما فيها الأجهزة الأمنية والجماعات المحلية المتمثلة في البلديات، قد وضعت كامل إمكاناتها من أجل التدخل السريع وتقديم يد العون للمتضررين، بمساهمة المواطنين الذين ضربوا أروع الأمثلة في التضامن العفوي والتآزر،  فإن مواطني المناطق الجبلية المتواجدة بالمصيف القلي ومن خلال الأصداء التي جمعناها من هنا وهناك، أبدوا استياءهم بسبب غياب بعض المؤسسات، منها الهلال الأحمر الجزائري ومديرية النشاط الاجتماعي، وهو ما أكّده لنا رئيس بلدية خناق مايون الواقعة أقصى غرب سكيكدة بالمصيف القلي، الذي عبّر عن استيائه للغياب التام لمديرية النشاط الاجتماعي، بالرغم ـ كما قال ـ من وجود خلية جوارية على مستوى بلدية وادي الزهور وظيفتها التكفل بالمواطنين المعوزين، خاصة الذين يعيشون في مناطق معزولة، إذ لم يتم إلى حد الآن على الأقل توزيع الأفرشة والأغطية عليهم، دون الحديث عن المواد الغذائية الضرورية، مما دفع ـ كما أضاف ـ بلجنة الشؤون الاجتماعية للبلدية وحسب إمكاناتها، بالتدخل في سبيل تقديم المساعدات للمعوزين، ليبقى النقص الكبير الذي تعاني منه نفس البلدية والمناطق المجاورة لها، هو التزود بمادة غاز البوتان، حيث ومنذ بدء الاضطرابات الجوية، لم تدخل ولا شاحنة تابعة لمؤسسة «نفطال» إلى خناق مايون.

❊بوجمعة ذيب