طباعة هذه الصفحة

رغم قرارات إغلاق المحلات التجارية

تجار قسنطينة يبيعون سلعهم على الأرصفة

تجار قسنطينة يبيعون سلعهم على الأرصفة
  • القراءات: 1660
ح. شبيلة ح. شبيلة

تستمر التجارة الفوضوية بقسنطينة بشكل متفاوت من بلدية لأخرى رغم إجراءات الحجر الصحي المفروض ورغم التدابير الأخيرة المتخذة من قبل السلطات، والقاضية بإعادة إغلاق المحلات التجارية التي استأنفت نشاطها في الأسابيع الفارطة؛ لعدم احترام أصحابها الإجراءات والتدابير الوقائية لمنع انتشار فيروس كورونا، وفي مقدمتها محلات بيع الألبسة والأحذية والحلويات من جهة، وبسبب تسجيل إقبال كبير من المواطنين عليها بدون احترامهم الإجراءات الصحية، من جهة أخرى.

لعل المقاطعة الإدارية للمدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة والتي تضم أكبر التجمعات السكانية بالولاية، من أهم النقاط التي تنتشر بها التجارة الفوضوية رغم كل الإجراءات الردعية التي تقوم بها المصالح الأمنية يوميا لمحاربتها، تفاديا لانتشار الفيروس وسط المواطنين، غير أنها تعرف انتشاراً في الآونة الأخيرة مع بدء العد التنازلي لشهر رمضان والتحضيرات الخاصة بعيد الفطر المبارك، حيث استغل بعض الباعة أجزاءً من الأرصفة لعرض سلع مختلفة، كالألبسة والأحذية وحتى لوازم حلويات العيد، فيما لاحظت "المساء" بعض الستائر المعدنية لعدد من المحلات، مفتوحة جزئيا، حيث قام بعض التجار الذين توقفت نشاطاتهم، بتسويق بضائعهم وسلعهم خلسة، مستقبلين المواطنين خاصة النساء منهم، واللائي اصطحبن أطفالهن لشراء كسوة العيد، متحدين بذلك كل القرارات والتدابير الوقائية.

كما وقفنا على تجاوزات كبيرة من قبل أصحاب محلات بيع الملابس الجاهزة وكذا الأحذية وحتى المواطنين، في عدد من الوحدات الجوارية كالوحدة رقم 1 بالقرب من الرتاج مول، وكذا الوحدتين الجواريتين رقم 05 و06، الذين قاموا بكسر قرار الإغلاق الذي أقرته السلطات، حيث لجأت أغلب المحلات إلى فتح أبوابها بسحب نصف الستار للتمويه على أنها خارج الخدمة، فيما دخلت النساء مع أطفالهن في مجموعات؛ في مشهد غريب رغم كل التحذيرات بضرورة التباعد الاجتماعي لتفادي انتشار الفيروس. ولم يُستثن الباعة الفوضويون من الممارسات غير القانونية، حيث قاموا بعرض الملابس الجاهزة على الأرصفة، وسط إقبال كبير من المواطنين، وهو نفس المشهد الذي سُجل ببلدية الخروب، التي قام تجارها بإخراج سلعهم إلى الأرصفة وكذا المساحات العامة.

ومن جهتهم، أكد عدد من التجار وأصحاب المحلات التجارية أنهم اضطروا لفتح محلاتهم من أجل تسويق سلعهم التي اقتنوها لبيعها في العيد، كما أن الطلبات الكبيرة لزبائنهم شجعتهم على فتح المحلات بشكل غير رسمي، مؤكدين تقيدهم التام بإجراءات السلامة، حيث قالوا إنهم يقومون بإدخال عدد محدود من الزبائن، وعند خروجهم يُدخلون دفعة أخرى، فيما عبّر عدد من التجار عن استيائهم من قرار الإغلاق الأخير الذي فرضه والي الولاية بعد أقل من أسبوع من قرار الحكومة السماح بإعادة فتح هذه المحلات لتخفيف أعباء وتداعيات الأزمة الوبائية عن التجار، حيث أكدوا أنهم تضرروا كثيرا من الإغلاق الأول؛ كون تجارتهم هي وسيلة رزقهم الوحيدة، وأنهم ليسوا مضطرين لدفع ضريبة عدم التزام المواطنين أو البعض من التجار، بإجراءات الوقاية.

وفي سياق آخر، سجلت مصالح الأمن بالولاية في الأيام الفارطة، العديد من المخالفات التي قام بها تجار وأصحاب محلات تمارس نشاطاتها رغم منعها، وعدم تقيدها بتدابير الحجر الصحي، حيث قام الأعوان طيلة الأسبوع الفارط، بعمليات مراقبة واسعة لمختلف أحياء وشوارع علي منجلي، من أجل تطبيق الإجراءات المرافقة لمحاربة فيروس كورونا المستجد، وهي العمليات التي استعلمت خلالها إمكانات مادية وبشرية معتبرة، تمثلت في طائرة هليكوبتر وأزيد من 200 شرطي، حسب مسؤول الإيصال بخلية الأمن، الذي أكد لـ "المساء"، أن الأعوان قاموا بعمليات مراقبة واسعة، شملت العديد من الوحدات الجوارية بالمدينة الجديدة علي منجلي، وهي 1 و6 و7 و8 و9 إضافة إلى المنطقة الصناعية، من أجل التصدي لفيروس كورونا ومجابهة انتشاره، وذلك من خلال الحرص على تطبيق الإجراءات الصحية من طرف المواطنين بالمقاطعة الإدارية.

كما أقدمت مصالح الأمن بمعية أعوان بلدية قسنطينة، الأسبوع الفارط في إطار التدابير والإجراءات الاحترازية، للحد من انتشار فيروس كورونا " كوفيد19"، على إزالة 650 طاولة للتجارة الموازية والفوضوية بمحيط السوق المغطى "عبد المجيد مساعيد" المتواجد بحي الدقسي والمعروف محليا بـ البودروم"، والتي ظل أصحابها ينشطون لسنوات بدون حسيب أو رقيب، حيث يعتبر السوق بؤرة كبيرة لانتشار الوباء بسبب التزاحم اليومي الكبير الذي يشهده المكان، وبؤرة للتلوث وانتشار للنفايات بسبب مخلفات التجار، خاصة أن هذه الطاولات كانت تشهد مختلف الممارسات التجارية، وأغلبها لبيع الملابس المستعملة والخردوات، وأخرى لبيع الخضر والفواكه، ومختلف المواد الغذائية، والأواني، والأقمشة، والأفرشة وغيرها.

ومع استمرار الحجر الصحي وإغلاق المحلات التجارية وبداية التحضير للعيد، فضلت العديد من العائلات الأخرى اللجوء إلى التسوق إلكترونيا، خاصة أن الحجر أنعش التجارة الإلكترونية، وبات نشاط بيع الملابس والاكسسوارات والأحذية وحتى الحلويات الخاصة بعيد الفطر، يعرف ازدهاراً على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، الذي صار جسرا بين التجار وزبائنهم. كما ساهمت خدمة التوصيل إلى المنازل التي اهتدى إليها الكثير من التجار للترويج لمنتوجاتهم المختلفة، في إقبال كبير من المواطنين على هذه الخدمات، حيث أكدت بعض العائلات  لـ "المساء"، أن عرض السلع المختلفة والمنتجات من المستلزمات التي تحتاجها الأسر عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمصحوبة بخدمة التوصيل إلى البيت، ساهم، بشكل كبير، في التقليل من الاحتكاك والتنقل إلى الأماكن المكتظة.