بني سنوس تحيي يناير في أجواء مميزة

تأكيد على الهوية الأمازيغية

تأكيد على الهوية الأمازيغية
  • القراءات: 1621
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

تستعد منطقة بني سنوس بولاية تلمسان، للاحتفال في 12 يناير، بحلول السنة الأمازيغية الجديدة يناير 2972، لإحياء الهوية الثقافية الأمازيغية بتلك المنطقة، والحفاظ على التقاليد المتوارثة، منها تلك المميزة لهذه الاحتفالية من أطباق تقليدية وألبسة تعكس الانتماء وجذور سكانها. يعد يناير فرصة مواتية للسكان من أجل تحضير أجواء بهيجة مرافقة لهذا الاحتفال، من بني سنوس في أقصى الجنوب الغربي، إلى عين تالوت شرقا، مرورا بمرسى بن مهيدي، أقصى غرب الولاية، وإلى هنين في الشمال، يستعد سكان تلمسان بشكل مكثف لهذه الاحتفالية المتوارثة عن الأجداد، وتختلف بعض التقاليد فيها من منطقة لأخرى، لكن أكثرها حفاظا على أصالة الاحتفالية هي منطقة بني سنوس.

تعكف النسوة قبل أيام من حلول المناسبة، على إعداد الحلويات التقليدية، مثل "المقروط والغريبية والتريد والمسمن والكعك"، وهي أكلات أصلية من تراث الطهي المحلي، لتزيين الموائد في يوم رأس السنة الأمازيغية، حيث تعرف الكثير من اللمات حول الموائد الجماعية، التي تقام في وسط الأحياء، يأكل منها الجميع، في جو بهيج مليء بالفرح والسرور، استقبالا للسنة الجديدة. ومن أبرز المأكولات التي تحضرها النسوة، خلال هذا اليوم؛ "البركوكس" المحضر بالأعشاب والنباتات الطبيعية، تدرج فيه النسوة مجموعة من التوابل، لاسيما "الفلفل العكري" الشهير في تلك المنطقة، ويقدم "البركوكس" مع خبز "الدار" الذي يزين بحبة بيض تتوسط الخبز، في حين يحضر آخرون طبق الكسكسي بمختلف الخضار الموجودة في الفصل.

الاحتفال بـ"أيراد" الاسم الشائع للاحتفالية بمنطقة بني سنوس، يرجع إلى الاعتقاد السائد حوله وسط السكان، بأن إحياء هذا اليوم يجلب الحظ والرزق والبركة، فتلك الاحتفالية التي تتواصل لـ3 أيام، تبدأ بصعود السكان إلى الجبال لجلب معدات الاحتفال، من نباتات، ووسائل للدفاع من الأسد الذي يجسد شخصية "أيراد"، ويقوم بارتداء القناع ولا يعرفه أحد من "الدشرة"، بحكم سرية المهمة، ويختار من العائلات التي تنتمى إلى أسرة "الشرفة"، أي العريقة والشريفة، طمعا في البركة، حيث يقوم الأسد بالتجوال وسط المدن ويدخل البيوت طلبا لمدخرات فصل الخريف من خيرات، في حين يردد مرافقوه العبارة الأمازيغية "تشاب لالا، تشاب لالا"، والتي تعني أعطيني الطعام، مهددين السكان بالسلاح في تمثيلية جميلة، وبعد جمع هذه المدخرات، يتم بيعها وشراء فراش للمساجد بثمنها، أو تقديمها للعائلات المحتاجة. كما تتميز الاحتفالية، بارتداء سكان المنطقة مختلف الألبسة التقليدية؛ من الجبة القبائلية، إلى الشدة التلمسانية، واستعراض جمالها خلال ذلك اليوم.

* نور الهدى بوطيبة

 


 

البويرة.. أنشطة متعددة احتفاءً بيناير

انطلقت بالبويرة، العديد من النشاطات الثقافية والفنية، المسجلة ضمن برنامج سطرته المديرية المحلية للثقافة والفنون، للاحتفال برأس السنة الأمازيغية "يناير 2973"، الذي يصادف يوم 12 جانفي. أوضحت مديرة الثقافة، سليمة قاوة، أن مصالحها أعدت برنامجا ثريا ومتنوعا بمدن الولاية، على غرار سور الغزلان وتاغزوت وامشدالة، للاحتفال بيناير، رأس السنة الأمازيغية الجديدة. وتحتضن دار الثقافة "علي زعموم" بمدينة البويرة، منذ يوم الأحد، معرضا للمنتجات التقليدية الأمازيغية. ويتعلق الأمر، وفق السيد قاوة، بما يعرف بـ"سوق يناير" الذي يعرض على الزوار منتجات متنوعة، على غرار الحلي التقليدية والملابس والأطباق الشعبية.كما يضم نفس المعرض، أوان فخارية ومنتجات محلية مختلفة، على غرار زيت الزيتون والتين المجفف، موازاة مع تنظيم معرض للفنون التشكيلية تتمحور لوحاته 30 حول التقاليد الأمازيغية القديمة، إلى جانب ورشات في فن الطهي ومعارض أخرى مخصصة للمخطوطات القديمة والكتب المهتمة بتاريخ يناير.وبنفس الهيكل الثقافي، أقيم معرض آخر للصور الفوتوغرافية لقرى البويرة القديمة، إضافة إلى معرض صغير للكتاب الأمازيغي. كما يتضمن برنامج الاحتفالات بـ"يناير"، تنشيط فنانين محليين لحفلات فنية.أشارت السيدة قاوة إلى برمجة "محاضرة حول موضوع "يناير"، من تنشيط أساتذة باحثين في اللغة والثقافة الأمازيغية".

وأفادت فيما تعلق بجديد هذه السنة، بـ"حضور جمعيات ثقافية من ولايتي خنشلة وتيبازة، لعرض لوحات تعكس ثقافتهم الأمازيغية العريقة".نوهت مديرة الثقافة، بالمناسبة، بالمشاركة القوية للعديد من الجمعيات الثقافية في الاحتفالات برأس السنة الأمازيغية في البويرة ولعجيبة وتاغزوت وحيزر وامشدالة وسور الغزلان (جنوب البويرة).أشارت ـ على سبيل الذكرـ إلى قرية صماش التابعة لبلدية لعجيبة، أين قامت الجمعيات المحلية، من بينها "اسيرم" (الأمل) بآخر اللمسات لإطلاق الاحتفالات، بداية من يوم الثلاثاء في المدرسة الابتدائية "عبوط محند اكلي" وإكمالية "دحماني سليمان" بتامرة. من جهتها، أطلقت جمعية "ثيويزي" (التطوع) بأغويلال، فعالياتها الثقافية، من بينها معرض كبير بوسط هذه القرية السياحية الواقعة بسفوح جبل لالا خديجة، حسب المنظمين.

* ق. م


احتفالات رأس السنة الأمازيغية بسوق أهراس.. وفاء للعادات والتقاليد واستبشار بموسم فلاحي وفير

يعتبر الاحتفال برأس السنة الأمازيغية (12 يناير) بسوق أهراس، وفاء للعادات والتقاليد الموروثة، واستبشارا بموسم فلاحي ممطر ووفير.واستنادا لعثمان منادي، أستاذ التاريخ بجامعة "محمد الشريف مساعدية" بسوق أهراس، فإن موائد العديد من العائلات السوقهراسية، لاسيما تلك القاطنة بالمناطق الريفية "لا تخلو في رأس السنة الأمازيغية من أطباق الكسكسي و(الملوخية) و(العصيدة) باختلاف أنواعها ومذاقها، وهو ما يرمز إلى التآزر والتضامن وارتباط الإنسان الأمازيغي بأرضه".وبعدما أوضح أن الاحتفال برأس السنة الأمازيغية، يمثل فاصلا زمنيا ومناخيا بين فترتين، وبمثابة بداية سنة فلاحية جديدة، اعتبر ذات الأستاذ أن "هذا الموعد الذي يحتفل به بكل ولايات الوطن، يمثل في نفس الوقت، امتدادا للفكر الإبداعي في الصناعات النسيجية والجلدية والحلي الفضية، وما تحمله جميعها من علامات متشابهة".ومن العادات الخاصة بإحياء يناير في هذه الولاية الحدودية أيضا، أن تعمد النسوة إلى صنع أواني فخارية جديدة تتمثل في قدر العائلة (البرمة) و(الطاجين)، حسب ذات المتحدث.من جهته، أوضح الباحث في التراث الشعبي، جلال خشاب، من جامعة سوق أهراس، أنه بحكم الامتداد الجغرافي لسوق أهراس، المرتبط بمنطقة مداوروش وسدراتة والحدادة، فإن طريقة الاحتفال بـ"يناير" تتمثل أيضا في الاهتمام بالموقد وما يتضمنه من أثافي (ثلاثة أحجار توضع عليها القدر فوق الموقد)، يطلق عليها محليا"المناصب"، حيث تحرك "منصبة" واحدة فقط لأجل وضع الحطب وكنس الرماد. كما يقوم الرجل بذبح تيس بلون أسود بهذه المناسبة.

* ق. م

 


 

بجاية.. برنامج ثري للاحتفال بسنة 3792

شرعت الحركة الجمعوية بولاية بجاية، في تنفيذ برنامج الاحتفال برأس السنة الأمازيغية 2973 (يناير)، الذي يتزامن مع 12 جانفي من كل سنة، حيث تم تسطير برنامج ثري من طرف العديد من الجمعيات، بالتنسيق مع المصالح البلدية، وهي فرصة لإبراز عادات وتقاليد كل منطقة. حيث تعرف دار الثقافة بعاصمة الولاية، حركة كبيرة، من خلال النشاطات المتنوعة التي سطرتها بعض الجمعيات منذ نهاية الأسبوع الماضي، إذ تم تنظيم معرض حول الحرف والألبسة التقليدية التي تعرف بها منطقة القبائل، خاصة ولاية بجاية، التي تختلف عن المناطق الأخرى، من حيث تنوع طرق الاحتفال بـ"يناير"، على مدار العديد من السنوات، بالإضافة إلى عرض الجلابة القبائلية واللباس التقليدي للمرأة الريفية، فقد تم عرض مختلف الأطباق التي تمتاز بها مختلف مناطق عاصمة الحماديين، خلال الاحتفال برأس السنة البربرية.

كما تجندت الحركة الجمعوية والمؤسسات العمومية، لتصميم وتنفيذ البرامج المخصصة للاحتفال بهذا الحدث، من خلال تنظيم أنشطة احتفالية وترفيهية، وأيضا التعليمية منها، من خلال التطرق إلى الجوانب التاريخية والثقافية وحتى العلمية ذات الصلة بالحدث، على غرار الجمعيات الناشطة ببلدية فرعون، التي نظمت بالتنسيق مع السلطات المحلية، برنامجا احتفاليا في مستوى الحدث، بمعرض حول عادات يناير، ندوات من تقديم مؤرخين، بالإضافة إلى سهرات فنية، بمشاركة الفنانين المحليين، وكذا مسابقة تربوية لصالح أطفال المؤسسات التعليمية. من جهة أخرى، تحولت دار الثقافة إلى مساحة معرض للجمعيات والحرفيين، الذين جاءوا للاحتفال بهذا الحدث الهام، بعرض إبداعاتهم من خلال تنوع الحرف، على غرار الملابس التقليدية (الفستان والبرنوس القبائلي)، المجوهرات الفضية، الفخار، بالإضافة إلى المطبخ والأواني والمنتجات والكثير من الأشياء الأصلية والجذابة، حيث سيتواصل البرنامج إلى غاية 13 من الشهر الحالي.

* الحسن حامة

 


 

على طريقة الآباء والأجداد العائلات السكيكدية.. تفاؤل بعام فلاحي مبارك

ما تزال العديد من العائلات السكيكدية تحتفل، على طريقة الآباء والأجداد، برأس السنة الأمازيغية "يناير"، التي توافق الثاني عشر من شهر جانفي من كل سنة، وسط أجواء تتميز بالفرح والسعادة والتفاؤل بعام فلاحي مبارك، فيما تعتبره بعض العائلات فرصة سانحة لتبادل الزيارات وصلة الأرحام، وكذا إحياء العادات والتقاليد الموروثة التي يأملون من خلالها فأل خير بعام خير. يرتبط الاحتفال بـ"يناير"، في العديد من مناطق سكيكدة بالسنة الفلاحية، لأن هذا التاريخ بالنسبة للفلاحين، هو آخر أجل لحرث الأرض وبذرها، لذا وفي معتقداتهم، فإن الأمطار إذا تهاطلت قبل يناير، فهي بشرى لموسم فلاحي ناجح، والعكس إذا لم تتساقط قبل هذا التاريخ.

تبدأ الاحتفالات العائلية بـ"يناير" في العديد من مناطق سكيكدة، سواء الغربية منها أو الشرقية، ليلة 12 جانفي، من خلال استعداد العائلات لإعداد الطبق التقليدي المتنوع باختلاف العائلات، فمنهم من يقوم بتحضير أكلة "الرقاق" المحلاة بالعسل، وتقدم مع زبدة ولبن البقر، والبعض الآخر يقوم بتحضير "الشخشوخة" بالدجاج أو "الثريدة" أو حتى الكسكس بالدجاج أو اللحم أو "القديد"، وكذا "الشرشم"، وهو عبارة عن قمح ينقع في الماء والملح، ثم يطهى حتى يتضاعف حجمه، تضاف إليه كمية من الزبدة والعسل وتمر جاف مسحوق، وأيضا طبق "القريتلية"، وهو طبق تقليدي جزائري تشتهر به المنطقة الغربية من الولاية، خاصة القل، ويشبه في شكله طبق "لسان الطير" أو "تليتلي" القسنطيني، وتقوم بعض العائلات بذبح أحسن "سردوك"، تفاؤلا منها بمحصول فلاحي وافر، وعام مبارك وغيرها.

وتحرص العائلات في هذه المناسبة، على إعداد ما يكفي من الطعام، لاعتقادها بأن وفرة الطعام في هذا اليوم سيجعل السنة مباركة مليئة بالخيرات. وفي ليلة 12 يناير، تجتمع العائلات حول المائدة يتناولون ما طاب لهم من الأطعمة التقليدية، التي أعدتها ربات البيوت في أجواء كلها فرح وسعادة وتفاؤل، ولابد لبعض المكسرات أن تكون حاضرة، كـ"القشقشة" التي هي مزيج من الحلويات وكل أنواع المكسرات، من فول سوداني وجوز ولوز وغيرها، بالإضافة إلى التين المجفف والتمر وحلوة الترك أو حلوة الشامية، مع حضور الشاي. على الرغم من أن العديد من العادات والتقاليد الاجتماعية المتوارثة عن الآباء والأجداد، بدأت تختفي وتزول بسبب تأثير العصرنة على الكثير من السلوكيات، فإن العديد من العائلات السكيكدية، ما تزال تحافظ على هذا الإرث الذي تلقنه للأجيال، فيما يبقى دور الجمعيات أساسيا للحفاظ على الموروث الثقافي والحضاري للمنطقة.

* بوجمعة ذيب