سكيكدة

بيوت تتحول إلى خلايا نحل

بيوت تتحول إلى خلايا نحل
  • القراءات: 519
بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

تدخل العائلة السكيكدية بداية من النّصف الثاني من شهر شعبان  في أجواء التحضير لاستقبال شهر رمضان الكريم الذي يحتل مكانة متميزة، باعتباره شهرا للصيام والقيام والقرآن والعبادة والمسارعة لفعل الخيرات.

ويميز هذه الأجواء؛ إحياؤهم لمجموعة من العادات والتقاليد، فبمجرد أن يبدأ العد التنازلي لشهر شعبان، تتحول المنازل إلى ورشات حقيقية، حيث تشرع جل العائلات في تنظيف البيوت تنظيفا كاملا وشاملا، كما تقوم باقتناء الأواني الجديدة من صحون وأكواب وملاعق وحتى بعض أجهزة الطهي،  لاسيما العصرية منها، على مستوى المحلات التجارية التي تعج بالمتسوقات.  الرجال من جهتهم يقومون مع اقتراب شهر الصيام باقتناء بعض المواد الغذائية، خاصة تلك التي تدخل في تحضير الأطباق الرمضانية الأساسية،  كشراء "العنب المجفف" و«عين البقر المجفف" و«البرقوق المجفف" و«اللوز" و«المشمش المجفف"، بما في ذلك "الفريك" والسميد والطحين والزيت، دون إغفال اللحوم الحمراء والبيضاء التي تنضب من الأسواق بسرعة، أمام تهافت الجميع وتلهفهم في مشاهد تكاد تكون كاريكاتورية، غير مكترثين بارتفاع أسعار بعض المواد الغذائية التي يمكن اعتبارها من الكماليات. ويعتبر "طاجين الحلو" أو كما يعرف محليا بـ«طاجين العين باللحم" الذي يعد أول طبق إفطار رمضاني يزين مائدة جل العائلات السكيكدية حتى يكون طعم الصيام حلوا، حسبما يعتقده العديد من الناس، أو حسبما هو موجود في الذاكرة الجماعية للمواطنين في المنطقة.

ويعد الشهر الكريم من بين شهور السنة الأكثر قداسة عند العائلة السكيكدية،  ويتجلى ذلك في تسابق، كل حسب إمكانياته، لفعل الخير تطبيقا لأسمى مظاهر التضامن والتكافل العفوي من خلال توزيع الإفطار على العائلات الفقيرة وعابري السبيل، في مشاهد رائعة تعكس مدى نبل العائلة السكيكدية التي تولي لفعل الخير أهمية بالغة في هذا الشهر.