فيما تستعمل بعضها الغاز الطبيعي وبعضها الآخر البنزين

بلديات تيزي وزو تمكنت من توفير التدفئة بالمدارس الابتدائية

بلديات تيزي وزو تمكنت من توفير التدفئة بالمدارس الابتدائية
  • القراءات: 1955
س.زميحي /زايدي منى س.زميحي /زايدي منى

أجمع أغلبية «الأميار» في ولاية تيزي وزو، على أن عملية التكفل بالتدفئة على مستوى المدارس الابتدائية تمت بنجاح، مما مكنهم من مواجهة التقلبات الجوية الأخيرة دون مشاكل، إذ في الوقت الذي بلغ غاز المدينة عدة بلديات، والتي تمكن تلاميذها من استغلال هذه الطاقة من أجل التدفئة، استعدت البلديات التي لم يتم بعد ربطها بغاز المدينة أو بلغتها الطاقة، لكن جزئيا، لاسيما الواقعة منها في المرتفعات الجبلية،  لاستقبال موسم البرد، عن طريق ملء خزانات المدارس بالمازوت بكميات كافية لتفادي تسجيل أي نقص في المادة طيلة فترة البرد، خاصة عند تساقط الثلوج، حين تشل حركة المرور.

وحسب المعلومات التي جمعتها «المساء» من بعض «الأميار» بمختلف أرجاء الولاية، فإن المجالس الشعبية البلدية تستعد لموسم الشتاء قبل حلوله، حيث تقوم وكخطوة أولى، بصيانة أجهزة التدفئة عبر المؤسسات التربوية للطور الابتدائي، كما تتولى عملية تعبئة الخزانات بالبنزين في كل المدارس الابتدائية لتفادي تسجيل النقص أو العجز في أي جانب، خاصة مع بداية تساقط الأمطار والثلوج، حيث تزداد الحاجة إلى التدفئة، إذ أوضحوا أنه خلال التقلبات الجوية التي شهدتها الولاية، والتي صاحبتها موجة برد قوية وثلوج كثيفة، تم غلق كل مؤسسات الطور الابتدائي من أجل ضمان سلامة التلاميذ، منهم من استئنف دروسه أول أمس الأحد، ومنهم من لا يزال متوقفا عنها، خاصة الذين يقطنون منهم المناطق الواقعة بمرتفعات يزيد علوها عن سطح البحر بـ1200 مترا. كما تبين أنه في الوقت الذي تعتمد الكثير من البلديات على غاز المدينة للتدفئة، لم يتم بعد ربط العديد من المناطق بهذه الطاقة، مثل بلدية إبودرارن، آث زيكي، أقرو، آيت شافع وغيرها. كما أن هناك بلديات بلغتها الطاقة لكن جزئيا، مما كان وراء استغلال المدارس لغاز المدينة وأخرى للبنزين.

فبالنسبة لبلدية آث زيكي الواقعة بمرتفعات دائرة بوزقان، قال «المير» بوعلام موساوي بأن البلدية تضم 4 مدراس ابتدائية لا تزال تعتمد على البنزين في التدفئة، لأن غاز المدينة لم يصل بعد هذه المنطقة الجبلية، لكن وبالرغم من ذلك، فإن البلدية وفرت البنزين لكل مدارسها، مما مكن التلاميذ من الدراسة دون مشاكل في أجواء دافئة، مضيفا أن كثرة الثلوج المتساقطة منعت التلاميذ من الالتحاق بمقاعدهم الدراسية، ولم يستأنفوا بعد الدراسة، حيث لا تزال المسالك المؤدية إلى المدارس مغلقة بالثلوج، وأن البلدية سبقت بفتح طرق القرى بهدف السماح للمرضى بالتنقل إلى المراكز الصحية، خصوصا المصابين منهم بالعجز الكلوي، الذين يخضعون للعلاج الكيميائي وغيرهم. أكد مصدر من البلدية أن ابودرارن لم يتم بعد ربطها بغاز المدينة، لكن مشكل التدفئة غير مطروح بمؤسسات الطور الابتدائي، حيث تم التكفل بتدفئة 6 مدراس ابتدائية قبل بداية السنة الدراسية، وتقوية مخزون البلدية من البنزين قبيل بداية التقلبات الجوية، الشيء الذي مكن التلاميذ من الدراسة في ظروف جيدة دون مشاكل، واستأنفوا الدراسة أمس الأحد بعد غلق المؤسسات بسبب الثلوج.

من جهته «مير» أقوني قغران، أكد أن التدفئة متوفرة عبر 7 مدارس ابتدائية، ولا تزال مدرسة واحدة منها فقط تابعة لقرية آث رقان تعتمد على البنزين للتدفئة، وأنه مع إنهاء عملية الربط بغاز المدينة التي بلغت 95 بالمائة، سيكون ربط مدارس الطور الابتدائي بغاز المدينة كليا. نفس الشيء ببلدية آيت محمود، إذ تم تغطية 5 مدارس ابتدائية بالتدفئة وبقيت مدرسة آث سمار تضم تلاميذ مداشر آث خلفون، تيمقنونين وآث الحاج تعتمد على البنزين، مؤكدا أن مشكل التدفئة غير مطروح بالبلدية. كما وفرت بلدية أغريب كل الإمكانيات لضمان التدفئة لـ8 مدراس في الطور الابتدائي، 6 منها تعتمد على غاز المدينة، في حين مدارس قريتي آث وشن وتابودشت تعتمدان على البنزين، موضحا أن البلدية لم تسجل أي مشكل أو نقص في غاز البوتان أو البنزين من أجل التدفئة طيلة فترة التقلبات الجوية، كذلك بلدية إيليلتن الجبلية دعمت الـ10 مدارس ابتدائية التي تضمها بالتدفئة، من خلال توفير البنزين بكميات كافية، علما أن هذه المنطقة التي يزيد علوها عن 1400 متر عن سطح البحر، لم يتم بعد ربطها بغاز المدينة.

كما أكد لـ«المساء» رئيس لجنة التربية، التكوين المهني والتعليم العالي، التابعة للمجلس الشعبي الولائي لولاية تيزي وزو، السيد حميد مالكي، أن البلديات لا تزال تواجه عجزا في التغلب على النقائص المسجلة في الطور الابتدائي فيما يخص مجال التدفئة، مما جعل الأولياء والتلاميذ يطالبون ببذل الجهود بغية استدراك الأمر قبيل حلول فصل الشتاء.

وأضاف المتحدث أنه ورغم الجهود المبذولة، لا يزال مشكل التسيير يطبع عملية التكفل بالطور الابتدائي في البلديات، مشيرا إلى مواجهة العديد منها عجزا في التدفئة لأنها تنتظر وصول فصل الشتاء للقيام بأشغال صيانة أجهزة التدفئة، وأن حل المشكل يتوقف على ربط كل بلديات الولاية بغاز المدينة حتى يتسنى للتلاميذ مزاولة دراستهم دون مواجهة مشاكل التدفئة. وقد حاولت «المساء» الاتصال بالأمين العام لمديرية التربية، لكن بدون جدوى، في حين اكتفى المكلف بالإعلام والاتصال لدى المديرية و«كالمعتاد»، بوصف الأوضاع بالجيدة وعدم وجود مشاكل في هذا الجانب.

 فيما تداركت البلديات التذبذب بجيجل  ....التدفئة متوفرة بجميع المدارس

كشف الأمين العام لمديرية التربية لولاية جيجل، السيد ميروح فريد، في تصريح لجريدة «المساء»، بأن التقلبات الجوية الأخيرة التي عاشتها ولاية جيجل، على غرار بعض ولايات الوطن، خلفت بعض التذبذب في عملية التدفئة ببعض المدارس، بسبب نقص كميات المازوت بالمؤسسات التربوية الواقعة بالمقاطعات التي شهدت تساقط الثلوج وغلق الطرق، إلا أن مصالح مديرية التربية قامت بالتدخل الفوري والمباشر مع رؤساء البلديات ومفتشي المقاطعات قصد معالجة النقائص المسجلة في وقتها، إلى جانب تذبذب في التزود بالتدفئة عرفته 05 مدارس ببلدية جيجل، كان بسبب إعادة ربط هذه المدارس بمادة الغاز الطبيعي بعدما كانت تشتغل بالمازوت.

ويضيف متحدثنا بأن برنامج تزويد المدارس بالتدفئة عبر إقليم الولاية ناجح 100 بالمائة، بفضل تظافر جهود السلطات الولائية ومديرية التربية، بالتنسيق مع رؤساء البلديات، حيث تتوفر جميع المؤسسات التربوية في الأطوار الثلاثة عبر جميع البلديات، بما في ذلك النائية، على ظروف التدفئة سواء كانت مدافئ  المازوت أو مدافئ الغاز الطبيعي أو التدفئة المركزية، ويتعلق الأمر بـ43 ثانوية، بما في ذلك الثانويات الثلاث الجديدة بكل من بني ياجيس، الشحنة والجمعة بني حبيبي، و110 متوسطات، بما في ذلك متوسطة جديدة بالميلية مركز، وتوفر أجهزة التدفئة أيضا بـ382 مدرسة ابتدائية مغطاة كليا، في ظل عمل مديرية التربية بولاية جيجل على استغلال مخزونها من حيث أجهزة التدفئة لتزويد المدارس التي تشهد نقصا مع بداية كل موسم دراسي، تحسبا للظروف الجوية الصعبة.

وهو ما أكده رؤساء بعض البلديات في اتصال مع  «المساء»، حيث أكد نائب رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية أولاد يحي خدروش، السيد سليم تابوب، أن البلدية تتوفر على 18 مدرسة ابتدائية، أقسامها مغطاة كلها بالتدفئة، والبلدية حاليا بصدد ربط 08 مدارس بالمحيط العمراني للبلدية بمادة الغاز الطبيعي، إلى جانب تزويد مجمع مدرسي  ببني ميمون خلال الأسبوع الماضي بالتدفئة المركزية، حيث كلف البلدية قرابة 350 مليون دينار.

من جهته رئيس بلدية العنصر، السيد كريبش عبد الفتاح، أكد أن 14 مدرسة ابتدائية مزود كليا بأجهزة التدفئة إلى غاية أبعد نقطة بالبلدية في كل من «أخراط» و«أزيار»، منها 04 مدارس مغطاة بغاز المدينة، أما المدارس الأخرى فتسهر البلدية على تزويدها بمادة المازوت وفق برنامج خاص يحافظ على سير عملية التدفئة بالأقسام.

كذلك بالنسبة لباقي البلديات، لاسيما الجبلية منها، فرغم توفر المدارس على ظروف التدفئة وكافة شروط التمدرس، إلا أن سير الدراسة عرف تذبذبا خلال فترة الاضطراب الجوي وغلق الثلوج لبعض الطرق المؤدية إليها، ويتعلق الأمر بـ101 مدرسة توقفت عن الدراسة بـ12 بلدية وأزيد من 10 متوسطات و04 ثانويات، حيث أشار الأمين العام لمديرية التربية في هذا السياق،  بأنه سيتم استدراك الدروس بالنسبة لهذه المؤسسات في أوقات لاحقة حتى لا يضيع حق التلميذ.