الأستاذ أيمن كامل شبير "فلسطين":

النتائج السلبية للظلم انعكست على تكوين شخصية الأطفال

النتائج السلبية للظلم انعكست على تكوين شخصية الأطفال
  • القراءات: 1235
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

أشار الأستاذ أيمن كامل شبير من غزة "فلسطين"، نائب رئيس خبراء التطوير وعضو نقابة المدربين الفلسطينيين، تخصص علم النفس التربوي، إلى أن هذه الندوة فتحت الباب لنتناول هذا الموضوع بأهمية بالغة، وموضوعها مهم جداً خاصة بالنسبة للشعوب التي تقبع تحت الاحتلال أو تعيش ظروفا غير طبيعية كالحروب والنزاعات الداخلية؛ يقول: "إلا أن العنهجية والهمجية التي يمارسها الاحتلال ضد أطفالنا في فلسطين وحرمانهم من أبسط الحقوق في الحرية والعيش بكرامة، بلغت ذروتها، وقد خالفت جميع الاتفاقيات الدولية التي تحمي الأطفال، لاسيما اتفاقية حقوق الطفل، والتي اعتمدت بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 44/25 المؤرخ في 1989/11/20 وبدأ العمل بها بتاريخ 1990/9/2 وفقاً للمادة49.

إن الاحتلال الصهيوني في فلسطين قد أثر على كافة مناحي الحياة التي تمس الشعب الفلسطيني وتكويناته، إلا أن الممارسات الصهيونية بات واضحاً أثرها على الأطفال الفلسطينيين في عدة جوانب من شخصيتهم كسلوك العنف لديهم، وكذلك الحالة النفسية التي يعيشها أطفالنا في فلسطين"، مشيرا إلى أن العديد من الدراسات تناولت هذا الجانب وخلُصت إلى نتائج سلبية في تكوين الطفل الفلسطيني، انعكست على شخصيته.

ويوضح أيمن كامل قائلا: "كما أن هذه الممارسات من قبل الاحتلال الصهيوني أثرت على أطفالنا في فلسطين في الحد من حقهم في بناء شخصيتهم المستقبلية، وتأثير ذلك على حياتهم التعليمية والعلمية، فالانتهاكات التي يتعرضون لها يومية ومستمرة ولم تتوقف من قبل الاحتلال الصهيوني، والتي شملت القتل، وإحداث الإصابات الشديدة والإعاقات الدائمة، والتي بالطبع تُحدث نتائج سلبية على الطفل الفلسطيني"، مردفا: "إن العنف والهمجية التي يمارسها الاحتلال الصهيوني ضد الأطفال الفلسطينيين وصلت إلى حد القتل وارتقاء نسبة عالية جداً منهم نحسبهم عند الله من الشهداء، وكذلك اعتقال الكثير منهم وإدخالهم سجون الاحتلال الصهيوني، ليمارَس في حقهم أشد وأقصى وسائل التعذيب الجسدي والنفسي"، مضيفا: "هناك الكثير من تلك الأمثلة على ذلك، حتى إن الاحتلال الصهيوني لم يترك المدارس التي ينتسب لها الأطفال الفلسطينيون، فهاجموها وأزالوها وأغلقوا الكثير منها، مما أثر ذلك على فقدانهم مقاعد الدراسة، وحرمهم من إكمال دراستهم، وبذلك حرمهم من ممارسة حقهم في التعليم والتعلم بشكل طبيعي، مثلهم مثل باقي أطفال العالم المتحضر".

وذكر في هذا السياق أن الوضع خلّف ظواهر سلبية، أثرت على أطفال فلسطين مثل ظاهرة التسرب من المدارس عند الإناث بسبب خوف الأولياء على بناتهم. ويواصل الأستاد قائلا: "إن الغالبية العظمى من أطفالنا في فلسطين لا يشعرون بالأمان؛ إذ يشعرون أنهم عُرضة بشكل خاص للاعتداءات أو الإصابة أو الاعتقال أو هدم منازلهم، وهو ما أدى إلى حدوث اضطرابات نفسية لديهم كالتشتت وعدم التركيز وضعف الذاكرة؛ أي النسيان، والحزن والاكتئاب، والحركة الزائدة، والعنف تجاه الآخرين، والتمرد وعدم الطاعة، وملازمة الكبار لعدم الشعور بالأمان، والتبول اللاإرادي، والأرق وكذلك اضطرابات هضمية".

وخلص إلى القول: "إن العنف الذي يمارسه الاحتلال الصهيوني جسدياً كان أم نفسياً، يُسبب ترسبات نفسية عند أطفالنا تبقى معهم، وتشكل سلوكهم وتكيّفهم مع المجتمع المحيط بهم، ويُفقدهم الثقة في أنفسهم، ويقلل من تحملهم الإحباط ومواجهة الظروف المحيطة بهم والضاغطة، كما يقلل من قدرة الأطفال الطلاب منهم، على التأقلم مع مدارسهم من الناحية التعليمية والاجتماعية، فيظهر تدني المستوى التعليمي لديهم، وكذلك عدم قدرتهم على بناء علاقات مع محيطهم، خاصة زملاءهم ومدرّسيهم".