غياب ونقص المرافق الترفيهية بأدرار

النافورات والأحواض الفلاحية بديلا للمسابح

النافورات والأحواض الفلاحية بديلا للمسابح
  • القراءات: 2420
بوشريفي بلقاسم بوشريفي بلقاسم

يضطر عشرات الشباب والأطفال، بسبب الحرارة الشديدة التي تشهدها ولاية أدرار، والتي قاربت 50 درجة مؤوية، إلى التوجه يوميا إلى السباحة في النافورات والأحواض المائية الفلاحية المتواجدة داخل البساتين دون مراقبة، والوعي بالأخطار التي تلحق بهم، أمام أعين السلطات المحلية، بالنظر إلى غياب مرافق ترفيهية كالمسابح الجوارية، وإن وجدت فلا تلبي الغرض المطلوب، ناهيك عن المبلغ المالي اليومي الذي تطلبه إدارة قطاع الشباب والرياضة من الوافدين من الأطفال والشباب، وليس في مقدور الكل دفعه.

رغم وجود تعليمة تؤكد على مجانية المسابح التي أنجزتها الدولة لفائدة أبناء الجنوب، يلاحظ يوميا أن جل الأطفال القاطنين بمناطق القصور، يتوجهون إلى  الأحواض الفلاحية الملوثة للسباحة دون معرفة الأخطار التي تهد صحتهم، رغم مناشدة الأولياء لمراقبة أبنائهم وإبعادهم عن هذه الأحواض غير المحروسة التي تنتشر هنا وهناك داخل البساتين الفلاحية، كما يتوجه الأطفال إلى وسط مدينة أدرار، وبالتحديد النافورة المتواجدة بالقرب من ساحة الشهداء للسباحة، حيث أكد هؤلاء أن الحرارة المرتفعة تجبرهم على استغلال هذه النافورات، رغم وجود مسبح نصف أولمبي بالمركب الرياضي، ليس في متناول الكثيرين، بسبب غلاء تذكرة الدخول إليه، ناهيك عن انعدام مثل هذه الفضاءات في مختلف الأحياء والقصور.

مشيرين إلى أن الأمر راجع إلى غياب سياسة واضحة المعالم من قبل مديرية الشباب والرياضة ورؤساء البلديات، في السهر على توفير مسابح جوارية لهؤلاء الأطفال وإعطائهم فرصة للسباحة دون تعرضهم للخطر، والغرق في الأماكن غير المهيأة والممنوعة للسباحة. يبقى أطفال أدرار بمختلف القصور، يعانون في غياب مرافق ترفيهية، حيث يبقى السؤال المطروح؛ أين ذهبت الملايير منذ سنوات، دون الاهتمام بإنجاز مسابح جوارية في كل بلدية أو قصر، لعلها تكون قبلة مناسبة للترفيه والاستمتاع بالسباحة؟ تبقى الصور المعاشة في الميدان، يأسف لها الجميع بالنظر إلى وضع أطفال الولاية الذين بحثوا بطريقتهم الخاصة عن أماكن للترفيه والاستجمام، بالموازاة مع غياب ملاعب جوارية مجهزة لممارسة الرياضة الترفيهية في عمق الأحياء الشعبية، خاصة بالقصور التي تزداد فيها معاناة الأطفال والشباب على حد سواء، جراء عدم استلام مرافق شبانية في وقتها، نتيجة التأخر الكبير في إنجازها، والتلاعب في الكثير من الأحيان بصفقاتها.

المطالبة بفتح المسابح المغلقة أمام الشباب

فيما يطالب العديد من الشباب والجمعيات الناشطة في المجال الرياضي بأدرار، من جهة أخرى، بضرورة فتح المسابح المغلقة من قبل مديرية الشباب والرياضة المشرفة على إنجازها، ووضعها تحت تصرف الشباب والأطفال للسباحة، خاصة مع الارتفاع الكبير المسجل في درجات الحرارة، حيث طالب شباب بلدية فونوغيل المديرية، في هذا الشأن، بالإسراع في حل إشكالية المسبح المنجز والمغلق جراء صراع واضح بين المقاول الذي قام بإنجازه، ومدير الشباب والرياضة، ولم يسلم في وقته، في حين توجد القضية في العدالة، الأمر الذي رهن المشروع لمدة ست سنوات كاملة من الانطلاق في إنجازه، وهو ما حرم الشباب خلال فترات الحر من السباحة والحد من وقع الحرارة التي تواجه يومياتهم. نفس الأمر يعيشه شباب بلدية أوقروت الواقعة بنحو 130 كلم عن الولاية، إذ أن المسبح الذي أنجز منذ مدة ولم يفتح لاستفادة شباب المنطقة منه، والملاحظ أن هذا المرفق أصبح عرضة للتلف رغم الملايير التي صرفت عليه، أمام دهشة الجميع والتساؤل حول سبب بقائه مغلقا. كما يعاني شباب بلدية تسابيت من حرمانهم من حقهم في السباحة في المسبح، نتيجة غياب الصيانة وانسداد قنوات تصريف المياه، جراء عامل الرمال.

أما المسابح المتواجدة في عاصمة الولاية وتميمون وزاوية كنتة وتمنطيط، فهي غير كافية جراء الضغط الكبير المسجل عليها من قبل الشباب والأطفال الذين يشتكون من غلاء أسعار تذاكر استغلالها، حيث تضم ولاية أدرار 28 بلدية، منها 18 بلدية لا توجد بها مسابح، ماعدا أحواض مائية صغيرة أنجزتها المجالس الشعبية البلدية سابقا، لكنها بقيت مغلقة ومهملة لعدة أسباب، فهي تعتبر مشاريع فاشلة، في وقت يبقى الشباب يناشد السلطات المحلية، وعلى رأسهم والي الولاية، للتدخل أمام مديرية الشباب والرياضة بغية الإسراع في حل قضية المسابح المغلقة وإصلاح المعطلة منها، حتى يستفيد منها الجميع في هذه الصائفة بالمنطقة.