المختصة في علم النفس الإكلينيكي فاطمة الزهراء شرفاوي:

المواقع الإباحية أشد وقعا على نفسية الطفل

المواقع الإباحية أشد وقعا على نفسية الطفل
  • القراءات: 1179
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

أوضحت الأخصائية في علم النفس الإكلينيكي فاطمة الزهراء شرفاوي في تصريح سابق لـ"المساء"، في موضوع "التحرش القادم من الخادم" الذي أثارته منذ مدة، أن الأنترنت تحمل في جوهرها النفع والضرر، وأن مواقع التواصل الاجتماعي تشكل خطرا على الطفل، خاصة غرف الدردشة التي يقع الطفل فيها ضحية للمتحرشين، مشيرة إلى أن أشدها وقعا على الصحة النفسية للطفل والمراهق هي المواقع الإباحية، إذا بلغت مشاهدتها حد الإدمان.

نبهت المختصة إلى أن الطفل يتعرض لصدمة نفسية شديدة في بداية مشاهدته لهذه المواقع، ثم يصل إلى مرحلة الاندهاش الكبير الذي يؤثر مباشرة على تحصيله الدراسي، بفعل ضعف التركيز، لأنه يسترجع تلك الصور التي تعمل على إضعاف ذاكرته بعد سيطرتها على مساحة كبيرة منها، ليأتي دور الاستغراق في أحلام اليقظة المسترسلة، وهنا لا يمكن للطفل أو المراهق أن يحفظ ولا يركز ولا ينتبه ويشعر بالإرهاق الشديد، مما يؤدي إلى إصابته بالخمول والكسل، مع تفضيله العزلة، لتصبح هذه المواقع لعبته المفضلة، وبهذا يضيع من الطفل نصيبه من البراءة وتكوين شخصية سوية، لأنه يفهم الأمور فهما خاطئا وتصبح لديه تصورات خاطئة للحياة، بداية من محاولته تقليد ما شاهده مع أطفال في مثل سنه، مضيفة أن خمس ساعات من الجلوس أمام الكمبيوتر وتصفح المواقع الإباحية تحول الطفل إلى سريع الغضب، عنيف وسارق.  

 السكينة والآمان في البيت ينقذان الطفل

أشارت المختصة إلى طرق حماية الطفل من الشبكة والمستدرجين والمتمثلة في ضرورة تلقينه أسسا تربوية سليمة لحمايته من المخاطر، وعمادها توفر الهدوء والسكينة في البيت، حتى يشعر الطفل بالراحة بعيدا عن المشاكل والصراعات التي تبعث به إلى عالم الخيال للهروب من عالمه المؤلم، وهنا يستوجب على الآباء الاستماع لأبنائهم وإحاطتهم بالرعاية والاهتمام، وكذا تبني لغة الحوار والتوجيه الإيجابي للطفل حيال الاستعمال الجيد لهذه التكنولوجيا، وإظهار مختلف أنواع المخاطر التي تتربص به من قبل المرضى والمجرمين والمنحرفين، وأصرت المختصة على ضرورة مساعدته على اختيار الأحسن من البرامج والنوافذ الموجودة في التكنولوجيا، وهي الجوانب الإيجابية والكثيرة جدا، مع تشجيعه على ممارسة الرياضة والمطالعة وتعويده على تحمل بعض المسؤوليات الخفيفة التي تشعره بأهميته في البيت.