إجماع على أهمية حملات النظافة

المواطن السكيكدي عنصر أساسي

المواطن السكيكدي عنصر أساسي
  • القراءات: 1445
❊ بوجمعة ذيب ❊ بوجمعة ذيب

أجمع كل من تحدّثت معهم المساء على الأهمية التي تشكّلها حملات النظافة،  التي تم الشروع فيها منذ فترة، وأنها بقدر ما تساهم في الحفاظ على المحيط وحمايته من كل أشكال التلوث، بقدر ما تغرس في نفسية المواطنين ثقافة المشاركة في حملات النظافة والتطهير، كونها تجسّد حقيقة السلوك المتمدن. وقد التقت المساء في هذا الصدد ببعض فعاليات المجتمع المدني، وبعض رؤساء البلديات، وفاتحتهم في الموضوع.

 

يرى رئيس جمعية الحماية والدفاع عن المستهلك لولاية سكيكدة، السيد شعبان سلجة، أن أية عملية تمس قطاع النظافة تعتبر هامة، لأن المواطن يجب عليه العيش في محيط نظيف، وليتسنى له العيش في ذلك المحيط النقي، وجبت عليه المساهمة هو الآخر في تنظيف المحيط الذي يعيش فيه، مضيفا أنه إذا كانت هناك مسؤولية على عاتق المواطن، فإن المسؤولية الأساسية تعود بالدرجة الأولى على الجماعات المحلية. ليؤكد على أن نجاح العملية يبقى مرهونا بتوفير الوسائل المادية والبشرية التي تبقى في المقام الأول على الجماعات المحلية، هذا من جهة. ومن جهة أخرى، يجب أن لا تكون مناسباتية، أي لا تعتمد على الحملات فقط، مشيرا إلى أن كل طرف من بلديات ومؤسسات متخصصة في النظافة، ديوان التطهير، الجزائرية للمياه ومصالح مديرية البيئة، حتى المواطنون معنيون بحملات التنظيف، ومطالبون بالمساهمة في العملية، وتحمل كامل مسؤولياتهم فيما يخص حماية المحيط.

عن النتائج المحققة إلى حد الآن، قال السيد سلجة بأن النتائج المحققة إلى حد  الآن جزئية، إلا أن الأهم فيها؛ إشراك كل الأطراف في العملية، خاصة المواطنين، حتى يغرس فيهم هذا السلوك الحضري العفوي.

من جهتها، رأت رئيسة لجنة السكن والتعمير بالمجلس الشعبي الولائي، السيدة رزيقة العيفة، أنّ مثل تلك الحملات المتعلّقة بنظافة المحيط وحماية المدن من الفيضانات أعطت فعلا ثمارها، على أساس أن تنظيف الأودية والشعاب وتنقية مجاري مياه الأمطار قبل وقوع الكوارث، ينم فعلا عن روح المسؤولية الحقّة. مشددة على الدور الكبير الذي يجب أن يلعبه المواطن في سبيل الحفاظ على محيط المدينة، ومنه على البيئة، من خلال احترام مواقيت رمي النفايات وعدم رمي الردم بطريقة فوضوية داخل الأحياء لأن ذلك يسبب عند نزول الأمطار انسداد البالوعات، لتؤكد على دور المجالس المنتخبة من خلال الإكثار من عملية تنظيف البالوعات والشعب والوديان، وتنقيتها قبل وقوع الكوارث، إلى جانب قيامها بحملات تحسيسية وتوعوية للمواطنين بعدم رمي النفايات المنزلية عشوائيا، بإشراك جمعيات المجتمع المدني في العملية.

إذا كان رئيس جمعية ريق 21” لترقية الطاقات المتجددة والتنمية المستدامة لولاية سكيكدة، السيد محمد طبوش، قد ثمن مبادرة تنظيم الحملات التطوعية للتنظيف، خاصة أنها تعمل على ترسيخ قيم الحفاظ على البيئة ونظافة المحيط، إلا أنه يؤكد على أن لا تكون العملية مناسباتية، من جهة أخرى، وحتى يمكن غرس تلك الثقافة البيئية لدى المواطن والمجتمع المدني والجماعات المحلية، لذا يجب ـ كما قال ـ أن تكون المشاركة ثلاثية بين هؤلاء.

من ناحيته، قال رئيس بلدية خناق مايون (أقصى غرب سكيكدة)، السيد السعيد بوعزيز، أن المواطن يستحسن مثل تلك المبادرات، خاصة إذا أشرف عليها المنتخبون المحليون الذين يقومون بتسخير إمكانات البلدية المادية والبشرية. مضيفا أن المواطن لما يجد أن الجماعات المحلية تساهم وتهتم بنظافة المحيط، فإنه سيساهم في ذلك، بل يعمل على إنجاحها. مشيرا إلى أنه حتى تكون ذات فائدة، يجب القيام بها كل نصف شهر وتمس كل الأماكن، خاصة الوعرة منها، مركزا على الدور الكبير الذي تلعبه الجمعيات في مجال التوعية والتحسيس.

رئيسة جمعية جسور الخير السيدة آسيا بوطالبة من عزابة (شرق سكيكدة)، أكدت من جهتها، أن حملات التنظيف التي تم الشروع فيها منذ فترة أعطت ثمارها، إلا أنه وقصد تحقيق النتائج المرجوة منها، يجب أن تكون متواصلة حتّى يعتاد عليها المواطن، مشيرة إلى الدور الكبير الذي تلعبه الجمعيات في هذا المجال، والتي يجب أن تكون في الميدان، سواء من خلال المشاركة في كل عمليات التنظيف، أو من خلال القيام بحملات تحسيس للمواطنين بضرورة الحفاظ على نظافة المحيط، ومنه الحفاظ على البيئة.

خلال حديث خص به المساء، قال مدير البيئة لولاية سكيكدة، السيد ميلود عامر الطاهر، أن مديريته تعمل على حث البلديات على تفويض أشغال التنظيف إلى مؤسسات مختصة، من أجل الرفع من مستوى تنظيف المحيط، مضيفا أن تطبيق القانون المتعلّق بحماية البيئة، يبقى مرهونا بوضع إستراتيجية واضحة على مستوى كلّ بلدية، مع التركيز على المواطن من خلال الحملات التحسيسية التي يجب أن تستهدفه باستمرار، ليبقى الردع آخر ما يتم اللجوء إليه.