قال حسان بن نعمان، صاحب دار النشر "الأمة"، إنه من الصعب التكهن بمستقبل الثقافة، فهو مربوط بمعنى الجزائر الجديدة، ومنه المشروع الثقافي ومكانتها والأولوية التي تحضى بها، وتابع يقول "فنظريا الثقافة كل، وهي أساس بناء أي دولة، لأنها الوعاء الذي يجمع كل أفراد المجتمع الواحد فيه، ومنه تكون أيضا المحرك لأي تطور أو مشروع بناء لذات المجتمع".  ذكر المتحدث دستور 2016 الذي يكرس الثقافة كحق لكل فرد، لكنها أيضا، في بعدها الفلسفي هي واجب وممارسة. والدستور الجديد يشيد كذلك بها وبأهميتها. لكن التحديات المتنوعة التي ستواجهها الجزائر في السنوات القليلة القادمة، ستكون إما عائقا أو محفزا على الاهتمام بها وبالصناعة الثقافية، كتجسيد لها على الواقع، مضيفا أنه من المؤسف النظر إلى الثقافة وإلى الوزارة المعنية بها، على أساس أنها هدر للمال العام، وليست ميدان استثمار، بسبب عدم وجود عائد مباشر يمكن حصره وعده وتقييمه كميا، وهذه النظرة هي التي جعلت وزارة الثقافة تحظى بأقل الميزانيات الحكومية.

بينما العقل السليم يعي أن الثقافة هي المنتج الأول للمواطن الإيجابي المنتج، ويستحيل أي إقلاع اقتصادي أو سياسي أو علمي أو معرفي، أو في أي ميدان كان، دون توفر الموارد البشرية التي في حقيقة الأمر، هي المنتوج الأول لكل استثمار ثقافي. ختم صاحب دار "الأمة" للنشر بالقول؛ إن النصوص القانونية كانت دستورا أو قوانين، لن تكون لها أي فائدة ميدانية إذا لم تكن هناك إرادة وإدارة سياسية فعلية، تجعل الملف الثقافي أولوية الأولويات، لأنه يدخل في صميم الأمن القومي والحصن الذي نحتمي به، والسلاح الذي نحارب به التخلف والتقهقر والتبعية.