رئيس اللجنة الوطنية لأسواق الجملة للخضر والفواكه:

المطلوب مخطط فلاحي استعجالي

المطلوب مخطط فلاحي استعجالي
  • القراءات: 1132
حنان. س حنان. س

أكد السيد إسماعيل مجبر رئيس اللجنة الوطنية المكلفة بأسواق الجملة للخضر والفواكه، الحاجة الملحّة لوضع مخطط فلاحي استعجالي لانتقاء المنتوجات الفلاحية ذات الأولوية للزراعة؛ على خلفية حالة الجفاف التي تشهدها الجزائر. وقال إن منتوجات على غرار البطيخ والدلاع والفلفل الأخضر، تحتاج كميات وفيرة من الماء لسقيها في وقت تتطلب الضرورة الاستعمال العقلاني لمياه السدود لإنقاذ الموسم الفلاحي. وقال مجبر في حديث خاص مع "المساء" إن انتظار 15 جانفي الجاري لإعلان حالة الجفاف في الجزائر مغالطة كبيرة، وإنه "من المفروض على السلطات المعنية الإسراع بوضع مخطط استعجالي لإنقاذ ما تبقّى من الموسم الفلاحي، وليس طمأنة الفلاحين بأن الجفاف مايزال بعيدا". ويضيف: "نحن نعيش حالة جفاف فعلي، صحيح أن الخبراء يتوقعون هطول الأمطار إلى غاية نهاية مارس، ولكن ماذا يمكننا فعله إلى حينها؟ الأرض بحاجة إلى الأمطار خاصة لري آلاف الهكتارات من الحبوب، ومخزون السدود يغطّي زراعة الخضروات لا غير".  

وفي السياق، دعا مجبر إلى ضرورة انتقاء المنتوجات الزراعية الأكثر أهمية، والتي لا تحتاج كميات وفيرة من المياه لسقيها، مثل البطاطا والبصل والطماطم، والاستغناء عن زراعة منتوجات تحتاج المياه الوفيرة لذات الغرض. وهوّن كثيرا من الخطاب التطميني الذي انتهجته السلطات مؤخرا، القائل بأن مخزون المياه في السدود مريح جدا، ويمكن استغلاله في السقي، "ولكن الجفاف الذي يضرب البلاد يمكن أن يؤثر أيضا على تبخّر مياه السدود، زد على ذلك أن الهكتارات من الحبوب خاصة في المناطق الداخلية والهضاب العليا، كيف لها أن تستفيد من مياه السدود وهي بعيدة بمئات الكيلومترات! صحيح أن شح الأمطار أمر رباني ولكن نؤكد أن وضع مخطط فلاحي استعجالي قد يشكّل مخرجا للقطاع من عنق الزجاجة".

من جهة أخرى، قال مجبر إن الجفاف لن يؤثر فقط على الفلاحة وإنما أيضا على الاقتصاد بشكل عام، ففي اقتصاد السوق هناك علاقة عكسية بين سعر سلعة معيّنة والكمية المتوفرة منها، بحيث إذا انخفضت الكمية المطلوبة ارتفعت الأسعار "وهذا يضر أكثر مما ينفع، فإذا سجلنا خلال 2015 موسما فلاحيا جيدا بحيث انعكست الوفرة على تراجع أسعار المنتوجات الزراعية وذلك ما سجلناه في رمضان وفي غيره من أوقات السنة، إلا إننا نتوقع ارتفاعا كبيرا في الأسعار لنفس المواسم حتى وإن كنا اليوم نقول إن أسعار الجملة للخضر والفواكه معقولة؛ بدليل تسجيل أسعار تتراوح عموما ما بين 30 و35 دينارا للطماطم، ونفس السعر بالنسبة للبطاطا، و30 دينار للبصل الأخضر، و60 دينارا لليابس منه، وما بين 25 و30 دينارا لكل من البسباس والكرنب". وفي الأخير دعا إسماعيل مجبر وزارة الفلاحة إلى التعجيل أيضا بعقد لقاء يضم الخبراء وأهل الميدان لطرح الانشغالات، والمساهمة معا في إيجاد مخرج من أزمة نتائجها قد تكون كارثية على الفلاحين.