الملقتى الوطني حول المدن التاريخية لولاية بومرداس

المطالبة بفتح قسم للتاريخ بجامعة "أمحمد بوقرة"

المطالبة بفتح قسم للتاريخ بجامعة "أمحمد بوقرة"
  • القراءات: 600
حنان. س حنان. س

جدد أساتذة ومهتمون بتاريخ بومرداس خلال الملتقى الوطني الموسوم "المدن التاريخية لولاية بومرداس"، أمس، مطلبهم بفتح قسم للتاريخ بجامعة "أمحمد بوقرة". وأكدوا أن هذا المطلب أصبح يفرض نفسه أكثر من ذي قبل بهدف الحفاظ على الموروث التاريخي الهام الذي تزخر به الصخرة السوداء "عاصمة الحكومة المؤقتة التاريخية". 

وعرف هذا الملتقى الوطني الذي نظم بالمكتبة الرئيسية  للمطالعة العمومية "عبد الرحمان بن حميدة" على مدار يومين، مشاركة أساتذة وباحثين ومهتمين بالتاريخ قدموا عصارة دراساتهم حول تاريخ مدن بومرداس التي تمتد جذورها عميقا في التاريخ. وتناولوا بالدراسة والتحليل أصل تسميات بعض تلك المدن عبر العصور، مبيّنين الاختلافات التي طرأت على التسمية.

في هذا الإطار، تم الإجماع على أن الكثير من تسميات مدن بومرداس، إما أنها تعود للعصر الفنيقي، مثل مدينتي دلس وزموري، اللتان كانتا تعرفان على التوالي بـ"روسوكورو" و"روسوبيكاري"، ثم أخذت هذه التسمية تتغير مع تغير العصور وساكنيّ المنطقتين، وإما أن تعود للعصر الوسيط أو العهد العثماني، بينما تحمل مدن أخرى تسميات أمازيغية عربتّ فيما بعد، بفعل التداول بين السكان. كما أن هناك تسميات تعود للوجود الاستعماري الفرنسي وغيرها من الروايات التي تؤكد أنها تسميات هجينة، تحتاج للتمعن والتحليل بالبحث والدراسة كونها تعد من الموروث اللامادي لمنطقة بومرداس.

ومن أجل ضبط الأمور، دعا الدكتور نسيم حسبلاوي رئيس مخبر التاريخ المحلي والذاكرة الجماعية بقسم التاريخ بجامعة البويرة، في تصريح لـ"المساء" إلى ضرورة الإلحاح على فتح قسم للتاريخ بجامعة بومرداس"، مضيفا أنه سبق وأن رفع ذات المطلب في ملتقيات سابقة "ولكن نتأسف أنه لم يؤخذ بعين الاعتبار إلى اليوم". كما عرضت خلال الملتقى تسمية مدينة "جنات" وأصل التسمية جناد تعود لتواجد قبيلة بني جناد التي سكنت المنطقة واتخذت التسمية منها ثم حول حرف "دال" بحرف "التاء".

وتم الحديث أيضا عن تسمية مدينة بومرداس التي استمدت من اسم الشيخ "علي بن أحمد بن محمد البومرداسي" وهو ولي صالح أسس زاوية مازلت التي تعرف بزاوية "أولاد بومرداس" وقد اتخذت الولاية تسميتها من اسم هذا الوليّ الصالح الذي أفنى عمره في تدريس القرآن واللغة العربية في ظل تواجد المحتل الفرنسي. كما أثيرت أيضا تسمية المدينة بـ"الروشي نوار" أو الصخرة السوداء أثناء العهد الاستعماري وقد كانت عاصمة الحكومة المؤقتة وكتب التاريخ تذكر ذلك.

هناك أيضا مدينة سيدي داود التي اتخذت تسميتها هي أيضا من ولي صالح يحمل ذات الاسم. فيما استمدت مدينة بغلية تسميتها من كلمة عثمانية تدل على الخضرة والأراضي الزراعية وسميت في العهد الاستعماري "ربيفال" نسبة لأحد الكولون. أما تسمية مدينة برج منايل فذكر الباحثون أنه اشتق من كلمة أمازيغية "برج إمّناين" ومعناه برج الفرسان ولكنه حرف بعد ذلك لتعرف بتمسيتها الحالية برج منايل، وأيضا مدينة الناصرية التي كانت تسمى "لعزيب أنزعموم" ومعناها دوار زعموم الذي كان صاحب الأرض الفسيحة، بينما أصبحت تعرف اليوم بمدينة الناصرية وهو إسم لبجاية في العصر الوسيط.. وغيرها من تسميات المدن التي اعتبر الباحثون الحفاظ عليها جزء لا يتجزأ من الحفاظ على الذاكرة الوطنية.