فيما يراها البعض إخلالا بالعادات الأصيلة

المطاعم والفنادق تتنافس في عروض سهرات ليلة يناير

المطاعم والفنادق تتنافس في عروض سهرات ليلة يناير
  • القراءات: 603
 نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

تستعد العائلات الجزائرية خلال هذه الأيام، لاستقبال العام الجديد بالتقويم الأمازيغي، بقيامهم بمختلف التحضيرات التي وإن اختلفت من بيت لآخر، إلا أن ما يلاحظ خلال السنوات الأخيرة، خاصة بعدما أدرج اليوم ضمن العطل مدفوعة الأجر، أن فئة كبيرة من المواطنين يحاولون إيجاد طرق مختلفة للتمتع بالليلة الأخيرة من السنة، والخروج عن كلاسيكية تنظيم سهرة عائلية في البيت وسط أفراد العائلة، طريقة البعض أكثر تميزا بمحاولة كسر الروتين والخروج للسهر خارج البيت، بالتوافد على المطاعم، التي تقدم الكثير منها عروضا خاصة بمناسبة هذه الاحتفالية.

أصبحت احتفالية رأس السنة الأمازيغية، مناسبة تعتمدها الكثير من الوكالات السياحية، والمطاعم، في برامجها، التي جعلت من هذه الاحتفالية مادة دسمة للربح في هذه الفترة، وباتت بذلك تسيل لعاب العديد من مسيري المطاعم والمحلات التي استحدثت تقليد تنظيم سهرة خاصة، بتخصيص اكل يتماشى والاحتفالية، لتكتمل السهرة بأجواء فنية تحييها فرق موسيقية أو مغني، تتوافق دائما مع الطباع الأمازيغية.

تتنافس خلال هذه الأيام، الكثير من الوكالات السياحية والفنادق، على تنظيم خرجات وسهرات رأس السنة الأمازيغية، إلا أن الكثيرين يخالفون هذه الطرق الاحتفالية، لما يرون فيها من إخلال بعادات وتقاليد المجتمع، فيما يبدي آخرون حماسهم الشديد لتلك الاحتفالات، من خلال الحجوزات التي يقمون بها قبل أيام من حلول الموعد.

تستغل اليوم، الكثير من المطاعم بهذه المناسبة، فرصة احتفالية رأس السنة الأمازيغية لتقيم حفلات خاصة بالمناسبة، وهو الأمر غير المعتاد وغير المألوف، فقد كانت في السابق، مثل هذه الحفلات، حكرا على الاحتفال برأس السنة الميلادية، خاصة في قاعات الفنادق فقط، إلا أن تعميمها على مختلف الاحتفاليات، حتى الدينية منها، كالاحتفالية بالمولد النبوي الشريف، من خلال تخصيص وجبة عشاء وسهرة احتفالية للأزواج، أو العائلات، ببرامج تتماشى وعادات هذه المناسبة.

ويسعى أصحاب المطاعم إلى توفير جو مميز، من خلال التحضيرات لليلة رأس السنة الأمازيغية، يشير فريد بوزار، صاحب أحد المطاعم بوادي حيدرة، والذي أوضح أن ما تنظمه المطاعم خلال هذه الأيام، هو ضمن التسويق الذي تعتمد عليه المطاعم، الفنادق، والوكالات السياحية للترويج لنفسها، واستقطاب أكبر قدر ممكن من العائلات، وتعتمد على هذه الاحتفاليات، باعتبارها، حسب المتحدث، "تتصدر صيحات العصر، نظرا لبحث الكثير من الشباب وحتى الازواج حديثي العهد، على برامج فنية ترفه عليهم وتخرجهم من الأجواء التقليدية التي يعيشونها في باقي أيام السنة".

وأضاف المتحدث، أن البرنامج يكون من خلال استضافة أحد الفنانين من مغنين، منسقي أغاني أو فرق موسيقية، خاصة بالطابع الأمازيغي، مع تحضير قائمة المأكولات والمشروبات التي تقدم في هذه الليلة، عادة هي مأكولات تقليدية، مشيرا إلى أن سر نجاح تلك السهرات ليست بالضرورة نوع الوجبات المقدمة، بل الأجواء التي تصنعها تلك المطاعم بين ديكور وموسيقى، يسمح للبعض بعيش أجواء حياة اجتماعية تخرج عن مألوفها اليومي.

وعن أسعار تلك السهرات، فلكل مقام مقال، حسب المتحدث، إذ تختلف من مطعم إلى فندق، ومن برنامج إلى آخر، وفق ما تقدمه تلك المؤسسات من أكل، وحسب المغني الذي ينشط السهرة، يضيف فريد بوزار، لتتراوح بين 5 آلاف دينار للشخص الواحد، إلى 20 ألف دينار، وهذا السعر يشمل العشاء والسهرة الفنية.

ويعتمد أصحاب تلك المطاعم، في الترويج لعروضهم على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة "فيسبوك" و«انستغرام"، يوضح هؤلاء من خلال صور ترويجية للأسعار، وما يتم تقديمه من وجبات، وكذا الفنان الذي سيكون حاضرا لتنشيط السهرة.