د. عادل زدام رئيس مكتب ”أونو – سيدا” بالجزائر لـ ”المساء”:

المسؤولية مشتركة للحفاظ على جهد 20 سنة من العمل

المسؤولية مشتركة للحفاظ على جهد 20 سنة من العمل
  • القراءات: 728
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

كشف الدكتور عادل زدام مدير برنامج الأمم المتحدة المشترك أونو- سيدا بالجزائر في مقابلة مع المساء، أن العالم كله قد تأثر بفعل جائحة كورونا، لاسيما أن لغة الأرقام أشارت إلى ارتفاع في عدد الإصابات بتأثير الجائحة، بحوالي 300 ألف إصابة جديدة إلى غاية حلول 2022، ومنه 150 ألف حالة وفاة جديدة في 2022 عبر العالم، مشيرا في السياق، إلى أن دولا كثيرة بإفريقيا وبالضبط بجنوب الصحراء، سيرتفع عدد الوفيات بها ليصل إلى 500 ألف وفاة نتيجة عدم توفر العلاج والرعاية، موضحا أن وزارة الصحة وفي مواجهة الأوبئة والأمراض، رفعت، بدورها، شعار كوفيد 2020 توفير الرعاية والعلاج لمرضى السيدا مسؤولية الجميع. كما سيستفيد المرضى من علاج دوفيستي قرافيا، الذي شهد استجابة جيدة من المرضى، ويمكن بفعله توفير 6 ملايين دولار سنويا في فاتورة الدولة، وضمان العلاج رغم الصعوبات الصحية والاقتصادية التي يشهدها العالم.

أكد الدكتور زدام أن اليوم العالمي للسيدا هذه السنة، جاء شعاره العالمي مرتبطا بالأزمة الصحية التي يعيشها العالم مع كوفيد19، وهو التضامن الدولي والمسؤولية المشتركة، موضحا، أن وزارة الصحة بالجزائر ارتأت أن تحتفل بهذا اليوم، للوقوف على نسبة الإنجازات والحواجز والعوائق، معلنا: في نهاية السنة سنُجري تقييما للعمل الذي قمنا به؛ إذ يجتمع كل الفاعلين لمكافحة الإيدز بمن فيهم وزارة الصحة، والقطاعات الحكومية الأخرى، إلى جانب المجتمع المدني، والمنظمات الدولية، على غرار برنامج الأمم المتحدة المعني بالصحة؛ إذ نعمل كلنا على تقييم مدى تأثير كورونا، ومتابعة الخدمات الصحية في كل المجالات؛ منها: الوقاية، والعلاج  والتشخيص”. وأضاف المتحدث أنه سيتم، بالمناسبة، تنظيم احتفال رمزي باليوم العالمي لمكافحة السيدا بمقر وزارة الصحة، سيقتصر على المسؤولين بحضور الإعلام، فيما سيتم متابعة الفعالية من قبل باقي أعضاء اللجنة الوطنية للوقاية ومكافحة الأمراض المتنقلة جنسيا والسيدا، والمجتمع المدني  من خلال تقنية التحاضر المرئي.

مجابهة الجائحة بوضع الأشخاص في الأولوية

أوضح الدكتور عادل زدام أن برنامج الأمم المتحدة المعني بالصحة، كان أطلق تقريره العالمي يوم 26 نوفمبر 2020، الذي جاء تحت عنوان: مجابهة الجائحة بوضع الأشخاص في الأولوية؛ إذ تم التطرق من خلاله، لكل الإشكالات في مجال مكافحة السيدا و«الكوفيد، خصوزصا ما تعلق منها بعدم تمكن بعض الأشخاص من الحصول على الخدمات الصحية الضرورية بالنظر إلى الظروف الاجتماعية أو الاقتصادية أو ظروف أخرى.

ويقول الدكتور في هذا الصدد: وهو ما جعلنا في 2020، نلاحظ أن معظم الدول تقريبا لم تصل إلى الأهداف التي سطرتها، لا سيما التزام الدول في 2016، للوصول إلى 90 بالمائة من العلاج، و90 بالمائة خفض نسبة الفيروس، مؤكدا أن معظم الدول لم تصل إلى هذه الأهداف بما فيها الجزائر؛ فمعظمها تأثرت بفيروس كورونا، ومنه عدم وصول الأشخاص إلى الخدمات الصحية، موضحا أن مراكز علاج الإيدز كلها باتت تتكفل بكوفيد 19، وهو ما صعّب عملية الوصول إلى خدمات المراكز 15 الموجودة في الجزائر. كما لم يتمكن الأشخاص من الوصول إلى مراكز التشخيص لعدم توفر النقل”. ويواصل الدكتور: من خلال برنامج الأمم المتحدة قمنا بدراسة توقعات السنوات القادمة. ولاحظنا أنه عوض التقدم بخفض عدد الإصابات سيكون ارتفاع في عدد الإصابات بحوالي 300 ألف إصابة جديدة في 2022، وفي عدد الوفيات التي ستصل إلى معدل 150 ألف وفاة جديدة في 2022، وهو من تأثير الجائحة. وفي دول كثيرة بجنوب الصحراء بإفريقيا سيرتفع عدد الوفيات، ويصل إلى 500 ألف وفاة نتيجة عدم توفر العلاج والرعاية.. لذلك التزم برنامج الأمم المتحدة مع الكثير من الدول، بمواصلة الدعم؛ بهدف علاج الإيدز، وتوفير الخدمات للأشخاص الحاملين له؛ حتى نتفادى الإصابات، ونعمل على مواصلة استراتيجية القضاء على الإيديز مع حلول 2030، إلا أن إشكال الوصول إلى الهدف، المشاكلُ التي نواجهها في العالم بفعل الجائحة”.

ارتفاع في عدد الإصابات بالجزائر

وفي عرض لحالة الإيدز بالنسبة للجزائر قال الدكتور زدام: عدد الإصابات التي سُجلت في نهاية 2019، ارتفع نوعا ما إلى 22 ألف إصابة منذ ظهور المرض في الجزائر. وسجلت الجزائر 20100 إصابة جديدة، ونسبة الإصابات المكتشفة من خلال التحاليل الطبية بين 2010 و2011، ارتفعت بـ 40 بالمائة”.

وبالنسبة لعدد الوفيات قال إن هناك نوعا من الاستقرار؛ بمعدل 200 وفاة في السنة؛ نظرا لوصول الأشخاص إلى العلاج، معبرا عن تخوفه من انقطاع العلاج بسبب الظروف الصحية الحالية؛ ما قد يؤثر على الحالة الصحية للمصابين بالسيدا، ويرفع من عدد الوفيات، مؤكدا في هذا الصدد، أنه لا بد أن يكون هناك التزام من قبل وزارة الصحة والمنظمات والمجتمع المدني”.

المجتمع المدني يشخّص المرض لأول مرة

وفي ما يخص الدور الذي لعبته جمعيات المجتمع المدني، أوضح الدكتور زدام، أنها لعبت دورا كبيرا خلال الأيام الماضية، لإيصال العلاج إلى عدة أشخاص رغم الصعوبات وغياب الموارد وصعوبات التنقل؛ يقول: لقد قاموا بمجهودات كبيرة، وستكون هناك، اليوم، مداخلة من قبل ممثلي المجتمع المدني. والمساهمة التي قدمها خلال أشهر الجائحة، ومنه استخلاص الدروس من العمل الذي قاموا به”. ويواصل رئيس مكتب أونو سيدا موضحا: نحن الآن سواء في وزارة الصحة أو (أونو سيدا)، عندنا أمل كبير في أن العمل مع المجتمع المدني سيحل مشاكل كبيرة، لا سيما أن أعضاءه أثبتوا مساهمة قوية في الحرب ضد كورونا، إلى جانب مستخدمي الصحة، الذين وصلوا إلى حالة من التعب في المواجهة، ولذلك حملنا شعار (المسؤولية المشتركة)؛ لأن لكل واحد منا دورا يقوم به على غرار ممثلي الإعلام أيضا”. وأضاف: لأول مرة، المجتمع المدني سيقدم الخدمات الخاصة بالتشخيص؛ فقد عملت وزارة الصحة هذه السنة ومنذ أسبوع، في إطار اتفاقية مع الجمعيات، يمكن بموجبها القيام بإجراءات التشخيص السريع؛ حيث عمدت الوزارة لضمان تقديم دعم لتطوير القدرات. ونحن، بدورنا، سنتعاون معها عن طريق تقديم الدعم المالي لإحضار الأطباء؛ لأن التشخيص يستدعي جلب مستخدم الصحة؛ أي طبيب أو شبه طبي إلى مقر الجمعية، وهذا يحدث لأول مرة في تاريخ المجتمع المدني، لتقديم الخدمات، ومنه مساعدة مؤسسات الصحة بعد الدعم والتكوين؛ مما يجعلنا في الطريق السوي لتحقيق الأهداف”.

التشخيص ضرورة ملحّة

وواصل الدكتور قائلا: أخذ العلاج أمر مهم جدا، ويسمح بمواصلة الحياة بشكل طبيعي لحاملي الفيروس، وعدم حدوث مضاعفات معهم، موضحا في نفس السياق، أن الأرقام في الجزائر، تشير إلى أن الأشخاص الذين يعلمون أنهم حاملون للفيروس يقدَّرون بـ 76 بالمائة هذه السنة، بعد أن كان السنة الماضية يقدر بـ 84 بالمائة، مرجعا هذا التراجع إلى انخفاض حالات التشخيص، علما أن عدد الأشخاص الذين يأخذون العلاج في مراكز العلاج بالجزائر بالمراكز 15، وصل نهاية جوان 2020 إلى 15 343 شخصا. ومقارنة بالعدد التقديري الذي يمثل 22 ألف حامل للفيروس، فإن  نسبة التغطية أصبحت تقدَّر بـ 67 بالمائة بعدما كانت 75 بالمائة خلال السنة الماضية؛ أي هناك انخفاض أيضا في التغطية الصحية، ونسبة 50 بالمائة من المرضى الذين يعيشون حالة استقرار بفعل انعدام الفيروس، وهذا يظهر أن هناك تذبذبا في أخذ العلاج؛ لأن الأشخاص الذين لا يأخذون الدواء ولا تتم عملية متابعتهم، ينتقلون من مرحلة الانعدام إلى الوجود”.

وفي ما يخص نسبة التغطية عند النساء الحوامل، قال زدام إنها تقدر بـ 55 بالمائة، وأن هناك مجهودات كبيرة تُبذل للقضاء على انتقال الفيروس من الأم إلى الجنين رغم التزام الجزائر باستراتيجية 2020 2024 للقضاء النهائي على انتقال الفيروس من الأم إلى الجنين، إلى جانب العمل الكبير لتشخيص الفيروس عند النساء الحوامل.

وأوضح مدير مكتب أنو سيدا بالجزائر: هناك بعض المجهودات التي ستقوم بها وزارة الصحة، لا سيما أن الجزائر أُدرجت ضمن قائمة الدول التي تستفيد من اقتناء علاج دوفيستي قرافيا، وهو جيد جدا للأشخاص الحاملين للفيروس، وفيه تقبّل كبير من قبل المرضى وليس له مضاعفات كثيرة وبثمن منخفض، فبعدما أُدرجت الجزائر ضمن المنظمة المختصة في الأدوية (أم .بي .بي) ومخبر (فير لإنتاج الأدوية)، ستتمكن من اقتناء الدواء بثمن منخفض جدا؛ أي بحوالي 75 دولارا لكل مريض في السنة، والذي كان من قبل يصل إلى 800 دولار للفرد سنويا، ومنه انخفاض فاتورة شراء الأدوية بحوالي 6 ملايين دولار سنويا، وتلقي المرضى العلاج رغم الأزمة الصحية والاقتصادية”.

وأشار الدكتور إلى إمكانية تبادل الحوار مع الصندوق العالمي من أجل تمكين الجزائر من الحصول على دعم مالي زائد خلال السنة المقبلة؛ إذ يمكن انقطاع بعض البرامج الوقائية التي تقوم بها الجمعيات عن العمل، ومنه يعمل المكتب على إيصال الموارد إليها.

وتحدّث الدكتور، في الأخير، عن الدليل العلاجي الذي ستقوم الجزائر بتحديثه من أجل توفير أحسن الأدوية العلاجية للمرضى، مشيرا إلى أن آخر تحديث كان في 2017، معتبر أن التحديث الجديد للدليل العلاجي سيكون لسنتي 2020 و2021.